9 أسباب تدفعكم إلى عدم إحلال الجدة محل الأم في تربية الأطفال
عدم إحلال الجدة محل الأم:
نمر كلنا بهذه التجربة : عندما يولد طفل في العائلة، غالباً ما نتوجه نحو أهلنا للحصول على المساعدة. ولكن، بما ان كل شيء مسموح عند الجدين لهؤلاء العفاريت الصغار، نجد أنفسنا وسط صراع حقيقي بين الأهل والأجداد، ونعاود طرح السؤال حول مكان كل منهم في حياة الأولاد. طرق التربية التي تستخدمها الجدات دائماً ما تكون أكثر تساهلاً، حتى أنه قد يكون علينا “معاقبتهن” على هذا.
نحن نشجع على تقوية العلاقات بين مختلف الاجيال، ولكننا نريد في هذا المقال التذكير بأننا يجب أن نعرف كيف نضع حدوداً لكي يستطيع الاولاد أن يجدوا توازنهم فيها.
العناية بالمولود الجديد، قصة تاريخ طويل
إليكم بعض المقارنات بين الأمس واليوم : في السابق، كنا نحمم المولود الجديد في ماء تبلغ درجة حرارته 37°، ولكن اليوم، لتحسين جهازه المناعي، ننصح بأن تكون درجة حرارة الماء خلال حمامه تتراوح بين 33-34 درجة، وحتى أقل أيضاً. كان الأطفال يشربون حليب البقر وعصير الفواكه الطازجة، كوصفات طبيعية. اليوم هناك زجاجات تحتوي كل الفيتامينات الضرورية لنموهم بشكل سليم.
كانت الأمهات الحديثات يتعلمن من الجيل الأكبر كيف يعتنين بأطفالهن، بينما من العبث اليوم أن نطلب من الجدة مشاهدة اليوتيوب لترى كيف تغيّر حفاظاً.
ما العمل : لا تخافي من النقاش ومن شرح أن الزمن تغير وان ما كان جيداً من قبل ربما لم يعد هكذا اليوم. يمكن للجدة ان تهتم بالاولاد، ولكن القواعد يجب أن يضعها الاهل.
نموذج تربوي قد يكون عفا عليه الزمن
أصبحت تربية الأولاد في أيامنا مختلفة عن التربية التي كنا نتلقاها منذ 50 سنة. لقد كانت التربية التي تلقاها أهلنا أكثر قسوة غالباً. منذ 50 سنة، لم يكن منح الحب والدفء للمواليد الجدد شيئاً شائعاً. لم يكونوا يربون الأولاد لكي يصبحوا عائلة سعيدة ومبتهجة.
ما العمل : يجب على الأهل أن يضعوا القواعد المناسبة لكل الأشخاص الذين يشكلون جزءاً من حياة العائلة. كل شيء يجب أن يكون واضحاً ومحترماً من الجميع بطريقة متساوية : نتصرف عند الجدة أ بنفس الطريقة التي نتصرف بها عند الجدة ب.
الكثير من الاهتمام والحب
تميل الجدات إلى تدليل أحفادهن بشكل مفرط وإلى تلبية كل رغباتهم، وهذا معروف جيداً. الولد يتصرف كأنه ملك عند الجدّين، بينما يجب عليه بالتأكيد أن يشارك في المهام المنزلية. الجدّة دائماً هي التي تتولى غسل الأطباق أو ترتيب المائدة. علينا القول أن الكبار هم مثال بالنسبة للأولاد، ما يعني ان الصغار، وبشكل غير واعٍ، يميلون لتكرار التصرفات التي يرونها عند المقربين منهم. إذا اختلفت التربية باختلاف المكان، فسيتساءل الولد مع من الحق ؟
ما العمل : نعود للحدود الشهيرة. على الولد أن يعرف ما يمكنه فعله أم لا في كل مناسبة. لا تترددوا إذن في التدخل وفي قراءة مقالات للجدين عن هذا الموضوع، حتى يفهما أنهما لو التزما بقواعد الاب والام، فهذا لن يجعل منهما جداً أو جدة سيئين في نظر الاولاد. بالعكس، قد يساعدهما هذا في المستقبل، عندما يكبر الاولاد ويصبح التحكم بهم أصعب.
التحكم بحياة العائلة
رغم واقع أن الجدات مفيدات في حياة أحفادهن، فيجب دائماً تذكيرهن بدورهن ومكانهن. لكن لسوء الحظ، فقد أصبحت الجدات موجودات في كل شيء : الخروج إلى الحديقة، العشاء يوم الأحد، قراءة الحكايات، إيقاظ الأولاد من القيلولة، الخ.
ما العمل : شددوا على وضع الحدود والتقيّد بها. عندما تؤسسون عائلتكم، من المهم أن توضحوا الحدود التي لا يمكن للأم أو الحماة أن تتجاوزاها. إذا كنتم تشعرون بأنكم جاهزون لتربية أولادكم، فلستم مجبرين على اتبّاع كل نصائح الآخرين.
وضع سلطتكم تحت الامتحان
شئنا أم أبينا، قد تفوتنا بعض الأشياء أحياناً حتى لو كان الأولاد تحت مرمى نظرنا. تخيلوا الموقف : إنهم يثيرون الكثير من الضجة، بينما أنتم تحاولون تهدئتهم وتهديدهم بالعقاب. تتدخل الجدة فجأة قائلة :”دعيهم يلعبون، إنهم أولاد ويجب أن يتسلوا”. إنه موقف شائع وهو يؤدي إلى شكوك كبيرة في تفكير الولد. إلى من سيصغي ؟ من معه حق ؟
ما العمل : لا تتناقشوا أبداً، أو تعارضوا بعضكم البعض، أمام الأولاد.
فكروا بتطور الولد
عندما تشعرون بالضغوطات في عملكم، تطلبون من أهلكم أن يهتموا بالاولاد لكي تتنفسوا الصعداء قليلاً. لهذا يجب عليكم أن تنتبهوا لسلوككم ولاسلوب حياتكم. إذا كنتم تعانون من التعب في اغلب الاوقات، فولدكم سيشعر بهذا، وإذا لم تريدوا أن تلعبوا معه، فالنتيجة هي نفسها.
ما العمل: هل يمكنكم أن تضبطوا مثلاً ساعات عملكم ؟ خلال النهار، يمكن أن تبقى الجدة مع الأحفاد، ولكن يجب تجنب إرسالهم إلى الجد والجدة طوال أسبوع (بحجة العطل). وكل مساء، يستعيد الاولاد الروتين اليومي مع البابا والماما. قد يتحسس الاولاد على هذا الأمر ويشعرون أنهم “عبء” على أهلهم الذين لا يستطيعون أن يخصصوا وقتاً لهم.
اتخاذ قرارات مدروسة
تتطلب تربية الولد دائماً اتخاذ قرارات جدية جداً ومدروسة. إذا لم يفعل الأهل هذا أو لم يكونوا قادرين على فعله، فالمنطق يفرض أن تفعل الجدة هذا.
ما العمل : الأهل الواعون يجب أن يتحملوا مسؤولية سعادة وصحة ولدهم. لذلك هم الوحيدون المؤهلون لاتخاذ قرار عما هو جيد أو سيء في حياتهم.
العناية المفرطة بالأولاد
يلعب الاجداد هذا الدور غالباً، إنهم يحمون أحفادهم كثيراً وهذا قد يخلق مشكلة. قد يواجه الولد عندها صعوبة في أن يكبر ويصبح مستقلاً، وخصوصاً عندما يمضي الكثير من الوقت مع جدّيه.
ما العمل : نكرر ضرورة وضع الحدود. يجب احترام القواعد مهما كان الامر.
الإفراط في الأكل
استناداً إلى دراسات عديدة، فإن غالبية الأولاد الذي ترعاهم جداتهم بشكل مستمر، معرضون للبدانة أكثر من غيرهم. هذا الامر ناتج عن أن الجدات يوفرن لهم كل شيء : حلويات، وجبات غير صحية، الخ…
ما العمل : يجب علينا حتماً أن نتكلم مع الجدات عن خطر الوزن الزائد عند الاولاد، وعن الامراض الناتجة عن الاطعمة غير الصحية (الحساسية، السكري، مشاكل القلب، الربو، الخ.). من المهم ان يعوا لخطورة الامر قبل ان يعتاد الاولاد على عادات سيئة.
أسباب هذه التصرفات
الحاجة للحب. غالباً ما لا تعرف الجدّة كيف تقول لا للولد، وهذا قد يكون ناتجاً عن الخوف من ألا تبدو بمظهر الجدة المثالية في عينيّ حفيدها. يجب إذن أن تغيّر موقفها وأن تصغي خصوصاً للاهل، وأن تتناقش معهم وتفهم أن الجدّة ستكون دائماً محبوبة من أحفادها حتى لو كانت أحياناً صارمة قليلاً.
ما الذي يجب فعله لكي تسير الأمور على ما يرام ؟
علينا أن نبقى منفتحين وأن نتسلح بالنوايا الحسنة. الأشخاص المسنون لديهم غالباً وقت أكثر للعب مع أحفادهن. يجب علينا أن نستفيد أيضاً من معرفة ما يمكن أن يقدّموه لنا : يمكن للجدّة أن تعلّم أحفادها كيفية العناية بالحديقة : زرع الأزهار، ريّها، الخ…هل يحب جدي السيارات ؟ إذن لنر ما يخبئه تحت معطفه هذا المساء ! هذه التسليات تساعد أيضاً في تطوير الاولاد وتقوي العلاقات بين الأجيال. إذا كانت الحالة النفسية للأحفاد مهمة حقاً بالنسبة للجيل السابق، فسيبذلون أقصى جهد ممكن حتى لا يكون هناك نزاعات، ويخلقون هكذا جواً مفعماً بالثقة، يمكن أن ينمو فيه الاولاد بشكل منسجم لكي ينجحوا في الحياة.