لماذا علامات أولادكم في المدرسة لا علاقة لها بكفاءتهم الفعلية ؟

0

هل تكافئون وتعاقبون أولادكم على علاماتهم المدرسية؟ قبل القيام بذلك، قوموا بتحليل ما تمثله أرقام العلامات بالفعل.
إذا كنتم آباء او أمهات، فمن المحتمل أن تكون درجات أطفالكم واحدة من أكبر اهتماماتكم. في نهاية كل عام دراسي يأتي التقييم المخيف وتاتي معه العلامات المدرسية..يبدو ان هذه الأرقام البسيطة تحدد ما إذا كان الطفل مؤهلاً، ذكيًا، صالحًا وناجحًا في المستقبل.
ولكن، ان نظام الدرجات ليس قديمًا فحسب، بل قد يكون قاسيًا وضارًا للأطفال في مجتمعاتنا ، فمنذ مئات السنين، اعتدنا على تقييم الطلاب عن طريق نظام رقمي. عندما لا تلبي العلامات التي تم الحصول عليها التوقعات، يشعر الاهل بالقلق الشديد. بالإضافة إلى ذلك، يشعر الأطفال بعدم الكفاءة وغالبًا ما يواجه نظام الأسرة توترات وصراعات كبيرة.
ولكن درجات الأطفال لن تحدد نجاحهم في المستقبل. لذا حان الوقت لنفهم ما تعنيه هذه الأرقام حقًا.

على ماذا تستند درجات الأطفال المدرسية؟

نعتقد أن الدرجات المدرسية تخبرنا عن ذكاء أطفالنا، قدراتهم، ومستواهم الفكري. نعتقد أيضًا أنها تعكس الجهد الذي بذله الطفل، الاهتمام او الانتباه الذي أولاه، والاستعداد الذي قام به للمذاكرة والتعلم.
فنستنتج من هذه البيانات الرقمية إن كان الطفل مؤهلاً، كفوءاً وناجحًا أم لا. نحن نفخر أو نخجل، وأحيانًا نغضب بناءً على العلامات المدرسية التي تم الحصول عليها.

بالإضافة إلى ذلك، فإننا نكافئ ونعاقب أولادنا وفقًا للعلامات المدرسية التي حصلوا عليها. لكن هل يمكنكم حقًا الحصول على كل هذه المعلومات من مجرد رقم ؟ الجواب على هذا السؤال هو بوضوح” لا”.
يحصل الطفل على علامة بناءً على نتائجه في امتحان واحد أو عدة امتحانات. لا تميل هذه الاختبارات إلى تجاهل جميع أنواع التعلم العملي فحسب، بل إنها ايضا تعطي الحفظ المقام الاول.

بمعنى آخر ، سيحصل الطفل على درجات عالية إذا كان قادرًا على حفظ البيانات بدقة في ذاكرته ل”يستفرغ” محتواها أثناء الاختبار. ومع ذلك، هذا لا يعني بالضرورة أنه يفهم ما يكتبه او أنه سوف لن ينساه في اليوم التالي.

ان الاختبارات او الامتحانات لا تقيّم دائمًا الفهم والتحصيل الفعلي للمادة الدراسية أو التعلم الهاّم الذي نتج عنها. كما أنها لا تأخذ في الاعتبار جهد الطفل، اهتمامه، سلوكه او اداءه. إنها تقيم فقط نتيجة محددة وملموسة، متجاهلة كل عملية التعلم.
بالإضافة إلى ذلك، فهي تتجاهل تماماً الفروق الفردية بين لأطفال. فعلى جميع الاطفال ان يتناسبوا مع المقاييس او المعايير التي وضعت لتقييمهم على اساسها. إن لم يفعلوا ذلك، فسيتم تصنيفهم، حرفيًا، على أنهم غير كفوئين.

درجات أطفالكم لن تحدد نجاحهم

لكل هذه الأسباب، من المهم الاشارة الى أن درجات أطفالكم لن تحدد نجاحهم. أولاً ، لأنها ليست مقياسًا موثوقًا للذكاء، القدرة أو السلوك.
قد يكون الطفل كفوءاً، فضوليًا، ماهرًا ومؤهلاً ولكن ذلك لن ينعكس في علاماته المدرسية. قد يكون لدى الطفل استعداد جيد للتعلم ومثابرة عظيمة ولكن درجاته المدرسية متدنية.
بالاضافة الى ذلك، إن الدرجات المدرسية ليست دقيقة وحاسمة لأن ما تقيسه لا علاقة له بالنجاح في مرحلة البلوغ. ففي العالم الحقيقي، ان القدرة على الحفظ قليلة الفائدة؛ بينما المهارات الأخرى، مثل المهارات الاجتماعية والإبداع والثقة بالنفس، تتمتع بتقديرٍ عالٍ.
“الامتثال للقواعد “خلال سنوات الدراسة قد يؤدي الى عجزك عن مواجهة واقع العالم في مرحلة البلوغ.
من ناحية أخرى، لقد ثبت أن الطلاب الذين يتراجع اداءهم في المدرسة يتمتعون بمزايا معينة تؤهلهم ليصبحوا رواد أعمال مشهورين. اذن، بينما تكافئ المدرسة الذين يتأقلمون، تكافئ الحياة الذين يخاطرون.

التركيز على عملية التعلم

لذلك عندما يتعلق الأمر بتعليم طفلكم، حاولوا التركيز على عملية التعلم بدلاً من النتائج. احرصوا على أن تغرسوا في طفلكم فضول التعلم، التفكير النقدي، المثابرة والمسؤولية.

بالطبع، يجب ان تشجعوا طفلكم على العمل الجاد ومواجهة تحديات المدرسة. ولكن يجب ان تضعوا في اعتباركم أن التقييمات هي رقم فقط وأنها لا تعكس طفلكم كشخص بشكل عام، ولن تحدد نجاحه.
لحسن الحظ، بدأت أساليب التدريس وطرق التقييم الأنسب والأكثر تنوعًا في الظهور. ولكن حتى ذلك الحين، دعونا نتوقف عن تصنيف أطفالنا بناءً على هذه المعطيات (أو العلامات) الخارجة عن المنطق.

اترك رد