6 عوامل تؤدي إلى نجاح الأولاد أو فشلهم في المدرسة(1)

0

نجاح الأولاد أو فشلهم

سأقدّم لكم من موقع التربية الذكية 6 عوامل تشرح سبب ازدياد احتمال نجاح طفل أكثر من آخر في التعلّم والأعمال الدراسية وحتى في دراساته العليا.

دعونا لا نأخذ هذه العوامل كسيف مسلّط فوق رؤوسنا، بل كعناصر مثيرة للإهتمام يجب معرفتها لدعم الأطفال الذين لا يستفيدون من هذه العوامل تلقائياً بشكل أفضل.

كالعادة، أشجعكم على اختيار ما يمكن أن يساعدكم وترك الباقي، فقد تم تحديد هذه العوامل نتيجة الملاحظة، لكنها لا تأخذ بعين الاعتبار بالضرورة الإستثناءات وخصوصيات بعض الأطفال.

العامل الأول: وزن البيئة الاجتماعية

ليس الهدف الخوض في مواضيع مبتذلة، بل الهدف هو فهم لماذا تؤمن البيئة الاجتماعية الثرية تسهيلات أكثر للطفل أثناء عملية التعلّم، غير متوفرة في البيئة الاجتماعية الفقيرة؟

الجواب بسيط: وفقاً للبيئة الاجتماعية، لا يتم تحفيز الطفل بنفس الطريقة.

يحصل الطفل الذي وُلِدَ في أسرة ميسورة على إمكانية أكبر للوصول إلى الكتب والرحلات والزيارات والحوارات التي تحتوي على مفردات راقية.

كل هذه العناصر تؤمن ثقافة للطفل قريبة من الثقافة المدرسية. لذلك فإن الطفل المنغمس في هذه الثقافة الطبيعية منذ ولادته، سيتطوّر في بيئة معروفة بالنسبة له ويتقن مهاراتها في المدرسة.

على العكس من ذلك، الطفل المولود في أسرة فقيرة، ينمو غالباً في بيئة تتضمن مشاكل متعلقة بالمال، مشاكل عائلية معقدة، لغة ذات مفردات محدودة (خاصةً إذا كان الوالدان لا يتقنان اللغة التي يتم تدريسها في المدرسة)، وبالتالي تكون المساعدة في التعلّم محدودة.

في بيئة يحاول كل فردٍ فيها البقاء على قيد الحياة، يجب أن يكافح الطفل كي يكون مرتاحاً في ثقافة المدرسة البعيدة كل البعد عن ثقافة منزله.

لذا بالطبع، دعونا لا نجزم الأمور، لا يعني عدم توفّر الكثير من الوسائل أو أن نعيش حياة صعبة أنّ طفلنا سيفشل حتماً.

لكن هذه العوامل البيئية تشرح سبب تعرّض نسبة كبيرة من الطلاب الذين يعيشون في بيئة إجتماعية محرومة للفشل أكثر من طلاب الأسر الميسورة.

مع ذلك، ولاجل مساعدة أطفالنا قدر المستطاع، يمكننا ضمن حدود إمكانياتنا أن نتيح لهم زيادة مفرداتهم ومستوى ثقافتهم من خلال الكتب (في المكتبة أو الكتب المستعملة)، ومن خلال اهتمامنا بتعلّمهم ومساعدتهم (حتى لو لم نكن نتمتّع بمستوى رائع).

كذلك عبر الاستفادة من الزيارات المجانية (إلى بعض المتاحف، إلى مناسبات معينة). هذا أمرٌ باستطاعة الجميع القيام به.

العامل الثاني: إستراتيجيات الطالب

يطوّر كل شخص استراتيجياته الخاصة المتعلقة بالاهتمام بموضوعٍ ما، في التعلّم، في العمل، في الإبداع. بعض الاستراتيجيات أفضل من غيرها، وبعض الأشخاص ينجحون بشكل طبيعي في تنفيذ آلية عمل جيدة جداً. بينما يحتاج آخرون إلى الإرشاد، وإلى أن نقدّم لهم عدة طرق للمحاولة، قبل أن يختاروا الطريقة/الطرق التي تناسبهم.

يبدو غالباً أن الإستراتيجية التي يتبناها الطفل تعتمد على 3 عوامل:
  1. – الهدف النفعي: أنا أتعلّم لأن هذا الأمر سيفيدني، إما بطريقة محددة ومباشرة (مثلاً أتعلّم كيفية الكتابة لأنني أحتاج إلى كتابة رسائل إلى ابنة عمي التي تعيش بعيداً، أو لأنني بحاجة إلى شهادة). أو بطريقة غير مباشرة (على سبيل المثال: أتعلّم درس التاريخ، لأنني إذا حصلتُ على علامة جيّدة، سيسمح لي والداي بالذهاب إلى مدينة الملاهي مع أصدقائي).
  2. الإلتزام من تلقاء نفسه: يحدث ذلك عندما نحب أمراً ما بمنتهى البساطة. على سبيل المثال، أحب اللعب بالأرقام، لذلك سأتبنى استراتيجيات فعالة لها علاقة بالرياضيات.
  3. تجربة العلاقات الاجتماعية: سأندمج بسهولة في البيئة المدرسية لأن جميع أصدقائي موجودون هناك، لأن الجو هناك جيد والمؤسسة المدرسية رائعة. او على العكس، يمكنني رفض كل شيء بسبب الطلاب والمعلمين والمدرسة. يبدو أن لهذا العامل دور أساسي على مستوى مرحلة الدراسة الثانوية، ويفسر عدداً كبيراً من حالات النجاح والرسوب في المدرسة.

ترقبوا العوامل الأربعة الأخرى في المقالة القادمة: 4عوامل أخرى تؤدي إلى نجاح الأولاد أو فشلهم في المدرسة(2)

اترك رد