كيف نتعامل مع الكوابيس والهلع الليلي عند الأطفال

0

الكوابيس والهلع الليلي
الكوابيس جزء من نمو الطفل. فهي تسمح له بتفريغ الضغوط والانفعالات المتراكمة خلال النهار، ومحو الشعور بالذنب أو التناقض الذي قد يشعر به تجاه والديه.

لا بد من التمييز بين الكابوس والهلع الليلي:
  • الكابوس: يظهر عادةً في آخر الليل، في مرحلة النوم الأخيرة. يستيقظ الطفل مذعوراً، باكياً. يكون قادراً بوجه عام على إخبار الكابوس، ثم يعود للنوم من دون مشكلة (كبيرة).
  • الخوف الليلي: يعاني منه 60% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين الثالثة والسادسة. وخلافاً للكابوس، يصيب الخوف الليلي الطفل في بداية الليل، أي في مرحلة النوم البطيء. فيستيقظ بحالة من الفزع الشديد، وقلبه يخفق بشدّة والعرق يتصبب منه، والذعر بادٍ في عينيه. حتى إنه لا يعود يتعرّف إلى والديه. لا تحاولوا في هذه الحالة إيقاظه، أو التحدث اليه أو طمأنته. إنه نائم وسيغط في النوم مجدداً من تلقاء نفسه.
أكثر ما يخيف الأولاد

استناداً إلى رأي أهل الاختصاص، تختلف أحلام الأولاد وكوابيسهم بحسب جنسهم. فأحلام الفتيات الصغيرات تدور عادةً داخل المنزل، أما أحلام الفتيان فتدور خارجه وتكثر فيها الأسلحة (درع، بندقية، قوس نشاب، وأسهم).
كلما كان الطفل صغيراً، دارت أحلامه حول الحيوانات: أكثر من 60% من أحلام من هم دون الرابعة من الأطفال، مقابل 6% من أحلام الراشدين.

كان المحلل النفسي برونو بتلهايم يميز الحيوانات الأليفة عن الحيوانات الشرسة التي ترمز إلى نزواتنا الغريزية والجامحة. في كافة الأحوال، تشير الحيوانات إلى نزواتنا ورغباتنا اللاواعية.
يحتل الكلب المرتبة الأولى في قائمة الحيوانات التي يحلم بها الأولاد، تليه سمكة القرش التي تمثل الخوف والغضب والخوف من أن

نتعرض للالتهام. والأمر سيّان بالنسبة إلى التمساح والسحلية وكل الحيوانات الصغيرة المخيفة.
ولكن أكثر ما يخيف الأولاد ليس حيواناً مفترساً إنما شخصاً غريباً (لص، سارق، او غريب آتٍ ليخطفهم…): وقد يكون هذا دليل خوف من العالم الخارجي، أو عدم استقرار.

إلى ذلك، يخاف الأولاد بشكل خاص من الوجوه المحبوبة التي تتحول أثناء الكوابيس إلى حيوانات مفترسة. كالأم التي تظهر لها أنياب مصاص دماء، أو الأب الذي يتحول إلى مارد يبتلع الناس. ولكن لا تخافوا: لعلّكم رفعتم نبرة صوتكم قليلاً في الليلة السابقة أو تشاجرتم مع طفلكم؟ ففي هذه الحالة، يشعر طفلكم على الأرجح بشعور مزدوج تجاهكم.

ناقشوا الأمر معه

قيّموا مخاوفه واحملوه على التعبير عنها:
ما هو أكثر شيء يخيفك؟ الافتراق، الخطف، الغرباء؟ هل تخاف كثيراً من الذئب، من سمكة القرش؟…

لا تدعوه يشعر بالذنب:

من الطبيعي أن تراودنا الكوابيس في الليل. هذا ليس بعقاب. أحياناً نشعر بالاضطراب لأمر ما، أو نغضب من شخص وبّخنا، فنحلم بأن معلّمتنا تحولت إلى ساحرة، وأمنا إلى امرأة شريرة ووالدنا إلى غول. الكابوس يسمح لك بأن تتحرر من هذه الأفكار المزعجة أثناء الليل.
عندما نرى كابوساً يبدو لنا حقيقياً جداً ونشعر أن المسخ بجانبنا تماماً. ي

دبّ الرعب في جسمنا ونصاب بما يشبه الدوار والغثيان. ولكن في الحقيقة ذلك يحصل فقط في رأسنا. لذلك ينبغي ألا نخشى شيئاً. أنت تعرف جيداً أن لا وجود للمسوخ والذئاب وغيرها من الأشياء المفزعة في غرفتك. أبواب البيت ونوافذه مغلقة ليلاً، ووالداك بجانبك يحميانك.

هدّئوا من روعه:

بعد أن يرى ولدكم كابوساً في الحلم سوف يتردد بالذهاب إلى سريره طوال خمسة أو ستة أيام. ومن المحتمل جداً أن يستيقظ مجدداً ليقول لكم: «رأيت كابوساً…» الأمر الذي قد لا يكون صحيحاً. فهو ربما يخشى أن يرى كابوساً آخر. يمكنكم أن تعدّلوا طقوس النوم لبضعة أيام فقط. مثلاً، فتشوا معاً عمّا يمكن أن يخيفه تحت السرير، خلف الستائر، في الخزانة… لمجرد أن تثبتوا له أن المسوخ لم ينتقلوا للعيش في غرفته!

موقع التربية الذكية يشكركم على متابعته.. ويسألكم : ما طبيعة الكوابيس والهلع الليلي التي يراها أطفالكم؟

اترك رد