دراسة حديثة تؤكد: التطور الجيني المتسارع سينشئ جيلاً من الأبطال الخارقين!
كلا! ما قرأتموه في العنوان ليس من نسج الخيال. فوفق دراسة علمية حديثة ظهر أن التطور الجيني المتسارع سينشئ جيلاً من الأبطال الخارقين. أي أن الجيل الذي سيولد بعد 1000 سنة، سينظر إلينا كما ننظر نحن لرجال الكهوف من الناحية الجسدية والفكرية والعقلية. وهذا ما سيتم تفسيره في هذا المقال عبر موقع التربية الذكية.
فليس فقط جسدنا الذي ينمو بوتيرة متسارعة، لكن وعينا أيضاً. بالفعل، نحن ننمو بشكل متسارع. وقد نصبح شهوداً على النبؤات والقصص والأساطير التي تحكي عن الأبطال الخارقين. وعينا وجسمنا ينموان بوتيرة لم نشهد مثيلاً لها في تاريخ الأرض.
دراسة “التسارع الحديث للتطور البشري “
في سنة 2007، نشر د. John Hawks استاذ الانثربولوجيا في جامعة ويسكنسن – ماديسون، مقالة بعنوان “التسارع الحديث للتطور البشري “. برهنت هذه المقالة أن تسارع التطور البشري يحدث بنسبة أعلى ب 100 مرة من أي لحظة في تاريخ البشرية.
بحثت الدراسة في التغيير الذي يحدث لجزء من الADN البشري، واستنتج الباحثون أن تأثير تسارع التطور يزيد بشكل مستمر وأن طفرات جديدة تحدث وتنتقل إلى كل سكان الكرة الأرضية. وبحسب ما تقول المقالة، فإن حوالى 1800 جينة، تشكل 7% من مجمل جيناتنا، مرت بتجربة اختيار حديثة إيجابية. وتضيف المقالة عن التطور الجيني ” أن الجينات الجديدة التي تكيفت تعكس تطوراً أعلى بمائة مرة من نسبة التطور العادية التي تميز البشر”.
فرق الاختلاف الجيني
يقول الدكتور John Hawks في دراسته : “نحن مختلفون جينياً عن الناس الذين عاشوا قبل 5000 سنة، أكثر مما هؤلاء مختلفون عن أهل الكهوف “. بتعبير آخر، إذا أخذنا كائناً بشرياً عاش قبل المسيح ب 3000 سنة، كالمصريين القدماء مثلاً، سترون أنه أقرب جينياً إلى إنسان نياندرتال مما هو قريب منا نحن”.
عدى عن ذلك يقول الدكتور Henry Harpending الذي شارك في هذه الدراسة، لمجلة National Geographic: ” إذا استمر البشر بالتطور على هذا النحو، سيصبح الفرق بين البشر والشمبانزي أعلى ب 160 مرة مما هو حقاً “.
التسارع في التطور على الصعيد الجسدي والعقلي
بالإضافة إلى ذلك تم أيضاً إثبات أن هذا التسارع الحديث في التطور ليس فقط على الصعيد الجسدي، ولكنه أيضاً عقلي من ناحية الذكاء. فقد اكتشف د. JR Flynn البروفسور من جامعة Otago في نيوزيلندة، أن معدل الذكاء العقلي IQ يزيد عالمياً بمعدل 3 نقاط كل عشر سنوات. منذ بدأ تسجيل نتائج اختبارات الذكاء IQ سنة 1910 في الولايات المتحدة. هذا يعني أن إنساناً سجل معدل ذكاء بين ال 10 % الأوائل منذ 100سنة، بعتبر الآن بين ال 5% الأضعف. هذه الزيادة تحدث بوتيرة منتظمة بين الجنسين الذكوري والأنثوي وتم التحقق منها في أكثر من 20 بلداً.
التحسن الأكبر في معدل الذكاء حدث في الاختبارات الثقافية والقدرة على التفكير بشكل عقلاني
كما أن متوسط معدل الذكاء ثابت دائماً عند رقم 100. إذاً إذا حصل أحدهم على 130 في الاختبار، فتصنيفه من بين الأفضل. وإذا كان معدله 80. فهو تحت المستوى المتوسط. ما هو مدهش في الأمر، أن الاختبار يتم تعديله ليصبح أصعب فأصعب في خلال القرن الأخير للمحافظة على المعدل المتوسط عند ال 100. اكتشف فلين أن التحسن الأكبر في معدل الذكاء، حدث في الاختبارات الثقافية والقدرة على التفكير بشكل عقلاني مجرد. وكذلك في إيجاد حلول للمشاكل الجديدة بشكل مستقل عن المعارف المكتسبة.
هو يؤكد أنها ليست معارف مكتسبة بفضل المعلومات المتوفرة للناس. كما أن العوامل الأخرى كتوفير تعليم أفضل ومستوى اقتصادي أعلى لا تشرح سبب هذا الارتفاع، كازدياد معدل ال IQ بنسبة 20 نقطة في 30 سنة عند الهولنديين.
إمكانية قياس التطور البشري
يؤكد فلين في إحدى مقالاته ” إن المعطيات العالمية هي نفسها المعطيات الأميركية. فقد ارتفع معدل IQ بنسبة 18 نقطة في الجيل الواحد ( 30 سنة ) في أكثر من 20 بلداً تم التدقيق في معدلاتها “.
التطور البشري يعرف حالياً ارتفاعاً كبيراً على مستوى الجينات والذكاء. لدينا الآن الإثبات العلمي أن التطور الجيني لا يحدث فقط في المهارات العقلية والظروف الاجتماعية، ولا يحدث فقط على المستوى الجسدي، ولكنه أيضاً مفهوم مجرد يمكن قياسه في علم النفس الإنساني. يمكننا أن نتكلم عن التطور البشري كشيء محسوس يحدث حالياً ويمكن إثباته بواسطة علماء الجينات واختصاصيو علم النفس.
في ال 1000 سنة القادمة، سنصبح أبطالاً خارقين بالنسبة لوضعنا الحالي. سنمتلك التكنولوجيا والقدرات التي ليست إلا حلماً اليوم، وسيتطور جسمنا بشكل أننا عندما سننظر 1000 سنة إلى الوراء، سنتساءل كيف استطاع هؤلاء الناس أن يعيشوا حياة بدائية لهذه الدرجة مع هذه الأجسام. هل دخلنا العصر الذهبي للتطور الروحي والجسدي الذي تكلمت عنه كل الأديان والحضارات القديمة ؟