إن المواضيع التي من الممكن أن تخلق التوتّر بين الزوجين متعدّدة ضمن العائلة. في الواقع، من الطبيعي ألّا يكون الوالدان متّفقين دائمًا، وأن تنشأ الشجارات من وقت لآخر. ولكن يجب أن لا يكون الطفل شاهدًا على تلك الشجارات، لأنّه قد يكون لها نتائج سلبيّة عليه.
تأثير الشجارات على الطفل
من الممكن أن تجعل الشجارات الطفل يعيش مشاعر مختلفة:
- سوء الفهم
قد يتساءل الطفل ما إذا كان هو سبب الشجار. - الخوف
قد يخاف الطفل مثلًا من أن ينفصل والداه. - الحزن
يحزن الطفل لرؤية عائلته، التي تشكّل بالنسبة إليه الأساس لشعوره بالأمان، تتشاجر. - القلق
قد يتوصّل الطفل إلى القلق على سلامة والديه، ويتجنّب التعبير عن حاجاته ومشاكله من أجل التخفيف عنهم. مما قد يزيد من احتمال أن يتولّد لدى الطفل الشعور بالقلق.
زيادة التوتّر والضغط النفسي
بالإضافة إلى ذلك، تؤدّي الخلافات بين الوالدين إلى زيادة التوتّر والضغط النفسي لدى الطفل. في لحظة الخلاف، يشعر الطفل أن هناك خطب ما، حتّى وإن كان لا يستطيع دائمًا فهم معاني الكلمات. وكذلك، يشعر بخيبة أمل أو بإنزعاج أحد الوالدين من الآخر حتّى وإن لم يعبّرا عن ذلك بالكلمات.
في الواقع، يسمع الطفل نبرة صوت والديه الصارمة، والحاسمة، والقويّة. ويلاحظ أنهما لا يبتسمان، وأن وجههما متوتّر، وأنّهما أقل تقبُّلًا لطلباته. وقد يشعر أيضًا أن تحرّكاتهما أكثر فجائيّة، وأن عناقهما فاقد “للإحساس”. وفي المقابل، وبما أن دماغه في طور النمو، فهو لن يفهم ما الذي يجري مع والديه. مما يزيد لديه نسبة الشعور بعدم الأمان والتوتّر.
أضف إلى ذلك، يعاني الطفل الذي يتشاجر والداه بإستمرار من القلق، ومشاكل في النوم، وصعوبة في التعامل مع مشاعره. ومن المحتمل أن يعاني أيضًا من الاكتئاب في وقت لاحق.
التأثيرات على نمو دماغ الطفل
وفقًا لبحوث علم الأعصاب، إن كل ما يجري مع الطفل أو أمامه، وكل ما يتلقّاه من العالم يخلق روابط في دماغه. وعندما يكبر في السن، سوف يكرّر الطفل تلك الروابط التي إستُخدمت غالبًا.
هذا يعني إذًا أن عادات والديه، بما في ذلك الطريقة التي يتعاملان بها مع الخلافات بينهما، تدخل بشكل مباشر في تركيبة دماغ الطفل، وخاصةً خلال مرحلة الطفولة المبكرة.
هل الخلافات دائمًا ضارّة للطفل؟
إن الخلافات التي تجعل الوالدين يتناقشان خلالها ويظهران الإصغاء والإحترام لأقوال الطرف الآخر تكون نتائجها أقل سلبيّة على الطفل. مع ذلك، من الممكن أن يعيش حالة سوء الفهم وعدم الإرتياح.
في المقابل، من الممكن أن تُعلّم هذه النقاشات الطفل حلّ المشاكل بإستخدام تصرّفات إجتماعيًّة إيجابيّة (مثل التعاون، والإصغاء، والمواساة، والتعزية، والمساعدة)، مما سيساعده في علاقاته مع الأطفال الآخرين.
تذكّروا
- إن الأطفال والأولاد يشعرون بحالة أهلهم النفسيّة عندما يتشاجرون.
- إن تصرّفات الأهل، بما في ذلك طريقة تواصلهم وحلّهم للخلافات، تؤثّر على دماغ الطفل.
- عند اختلاف الآراء، حاولوا أن تتناقشوا مع إحترام رأي الآخر، والتحلّي بالإصغاء والتعاطف.
اذا أعجبتكم مقالة تأثير الشجارات بين الوالدين على دماغ الطفل يمكنكم متابعة مقالة كيف تقللين من التشاجر مع زوجك او العكس