كيف تتجنبون الشجارات في وجود الأطفال وكيف تحمونهم منها
كيف تتجنّبون الشجارات أمام طفلكم؟
إليكم بعض الطرق التي تسمح لكم بتجنّب أن ينشأ شجار بينكم وبين شريككم أمام طفلكم.
- حدّدوا الأسباب التي تزيد من إحتمال أن تتشاجروا مع شريككم (مثلًا: أثناء الروتين الصباحي، لأن الوقت يكون ضيّقًا، وفي المساء حين يكون الجميع مرهقين، إلى آخره…). عندئذٍ يصبح من السهل إيجاد الطرق التي تضمن احترام حاجات كل منكما خلال هذا الوقت، وكذلك يصبح هناك احتمال أقل لوقوع خلاف.
يصبح الطفل خبيرًا بالتصرّفات التي يراها ويسمعها ويختبرها غالبًا. - بشكل يوميّ، خصّصوا من 10 إلى 15 دقيقة من الوقت من أجل إستعراض ما جرى خلال اليوم مع الزوج، مما يسمح لكم بالتعبير عن نفسكم، عندما ينام الأطفال مثلًا. ولكن يجب أن تعلموا أنّه إذا ما علَت نبرة الصوت سيسمعكم طفلكم حتّى وإن كان نائمًا. خلال هذه النقاشات، يجب تعزيز الاحترام وإستخدام كلمة “أنا” و “نحن” بدلًا من “أنت”، التي تعطي انطباع تلقّي الإنتقادات والإتّهامات.
- تحديد كلمة سر مع شريككم (مثلًا: وضع اليد على كتف الآخر) التي بإمكانكم استخدامها من أجل مناداة الآخر ويكون من الأفضل مناقشة هذا الموضوع لاحقًا حين لا يكون طفلكم موجودًا.
- حين تشعرون أن التوتر والضغط يزيدان داخلكم ( مثلًا: تتسارع دقّات القلب، ويلتصق الفكّان، …)، بإمكانكم أن تعبّروا عمّا تشعرون به أمام شريككم وطفلكم، وما ستفعلونه من أجل أن تهدأوا. مثال ذلك: “أف، أنت حقًّا تغضبني، ولكنني سآخذ نفسًا عميقًا.” فكلامكم يساعد طفلكم أيضًا على وصف ما يراه، ويسمعه، ويشعر به. بالإضافة إلى ذلك تعلّمونه طريقة سليمة للتحكّم بمشاعره.
كيف تحمون طفلكم أثناء وقوع خلاف
إذا ما تشاجرتم مع شريككم أمام طفلكم أو بالقرب منه بحيث يمكنه سماعكم، إليكم الوسائل من أجل الحدّ من النتائج السلبيّة لخلافكم على طفلكم.
- تجنّبوا الصراخ أو فقدان سيطرتكم
- ناقشوا الحلول مع شريككم، وضعوا حدًّا لخلافكم. عزّزوا الحوارات التي تتّسم بالإصغاء، والإحترام، والتعاطف. وإذا كان ذلك غير ممكن في تلك اللحظة، قولوا لطفلكم إنّه عليكم أنتم والشريك أن تهدأوا أوّلًا من أجل أن تتناقشوا بشكل أفضل لاحقًا.
- لا تنكروا أنّكما تتشاجرون في حال رآكم طفلكم أو سمعكم. ناقشوا الأمر معه من دون إنتقاد شريككم. اسمحوا لطفلكم بالتعبير عمّا شعر به. أصغوا إليه فحسب. ومن ثمّ، طمئنوه بالقول له إنكم حتّى وإن كنتم غاضبين، إلا أنّكم تهتمّون لبعضكم البعض. وبإمكانكم أيضًا مقارنة ذلك بالشجارات التي يعيشها طفلكم مع أصدقائه.
- وضّحوا لطفلكم أنّه ليس مسؤولًا عن الشجار، وأنّكم ستحبّونه دائمًا. إن إشاراتكم وأقوالكم تطمئنه.
- لا تكونوا لطفاء بشكل مبالغ به مع شريككم من أجل التعويض عن حدّة النقاشات، لأن طفلكم سيدرك أن هذا الأمر ليس طبيعيًّا.
- احرصوا على عدم إجبار طفلكم على أن يكون طرفًا مع أحدكما، وإلّا من الممكن أن يعيش ما نسمّيه صراع الولاء.
- حاولوا أن تتجنّبوا الأعذار مثل: “كان يومي سيّئًا” أو “أنا غاضب، هذا كل شيء”. تذكّروا أنه إذا كان كلامكم مخالفّا لما تعيشونه حقًا، سيشعر طفلكم بذلك. أمام هذا التناقض، من الممكن أن يعيش طفلكم الشعور بعدم الأمان.
- إذا كان موضوع خلافكم يتعلّق بطفلكم، ناقشوه أثناء غيابه. من المهم لطفلكم أن يلاحظ أنّكما تشكّلان فريقًا وتتّفقان على المبادئ نفسها بشأن تربيته. وسيشعر عندها بإحساس كبير بالسلام الداخلي.
متى نطلب المساعدة
الجأوا إلى استشارة اخصائي في حال بدأت الخلافات بينكم تؤثّر على تصرّفات طفلكم (مثل: عوارض القلق أو التوتّر، تصرّفات عنيفة، صعوبة في التحكّم بمشاعره، …). إذا كانت خلافاتكم عنيفة نفسيًّا أو جسديًّا، لا تتأخّروا في طلب المساعدة.
اقرأوا أيضاً ما هو تأثير الشجارات بين الوالدين على دماغ الطفل