طفلي منعزل : هل الأمر طبيعي ؟ ومتى يجب أن أقلق ؟

0

طفلي منعزل : هل الأمر طبيعي

إن بعض الأطفال ليس لديهم الكثير من الأصدقاء، وغالباً ما يلعبون بمفردهم. وقد يُحزن هذا الأمر أهلهم. إلا أن بعض الأطفال لا مشكلة لديهم في ذلك. وفي المقابل، يعاني آخرون من الوحدة. فهم يحتاجون إذًا للمساعدة من أجل التقرّب من الآخرين.

لماذا يكون بعض الأطفال غالبًا منعزلين؟

يشعر بعض الأطفال بالفرح عند قيامهم ببعض الأشياء بمفردهم. من الممكن مثلًا أن يكونوا منشغلين بالكامل بنشاط يثير اهتمامهم. فهذه اللحظات التي يقضونها بمفردهم تكون مفيدة لهم، إذ تسمح لهم بالإسترخاء وباستعادة نشاطهم. طالما أن طفلكم يبدو سعيدًا وراضيًا حين يكون وحيدًا، لا يوجد مشكلة: كل طفل متميز عن غيره. من الممكن أن يتواجد طفلكم بمفرده غالبًا لأنه من طبيعة منعزلة.

ولكن هناك أطفال آخرون ليس لديهم الكثير من الأصدقاء ويقضون الكثير من الوقت بمفردهم، دون أن يكون ذلك خيارهم. وهم غير راضين عن ذلك. ويمكن أن يكون وراء هذه الحالة عدة أسباب.

الطفل المنعزل والمهارات الاجتماعية؟

قد يكون هؤلاء الأطفال لا يملكون المهارات الاجتماعيّة الصحيحة. فهم لا يعرفون مثلًا كيف يكسبون الأصدقاء، وكيف يحافظون عليهم. وقد يجدون صعوبة في التحكّم بغضبهم، وفي المشاركة والتعاون مع الآخرين أثناء اللعب. وقد يتواجد بعض الأطفال بمفردهم لأنهم ببساطة خجولون. ولا يشعرون بالإرتياح لإقامة علاقة مع الآخرين.

ومن الممكن ان يكون سبب ذلك أيضًا تغيير المنزل المتكرّر أو مشاكل عائليّة كالطلاق مثلًا أو التوتّر داخل المنزل. إذ قد يقلّل هذا النوع من الأحداث الشعور بالراحة والثقة بالنفس لدى الطفل، ويصبح من الصعب عليه كسب الأصدقاء.

ماذا أفعل إذا طفلي منعزل : هل الأمر طبيعي؟

إذا كان طفلكم غالبًا منعزلًا، ولكنّكم تلاحظون أنّه مرتاح، ويقول لكم ذلك بنفسه، فلا داعي للتدخّل. إلا أننا ننصح بالعودة إلى هذه المسألة من وقت لآخر من أجل التأكّد من أنّه يشعر بالراحة دائمًا أثناء وجوده بمفرده. ومن المهم أيضًا أن تتأكّدوا من أن طفلكم يتواصل مع الأطفال الآخرين في بعض الأوقات (مثلًا: في المنزل، وحضانة الأطفال، والمتنزّه) من أجل تنمية مهاراته الاجتماعيّة.

في حال كان طفلكم منعزل وغير مرتاح نتيجة هذا الوضع، يجب التدخّل. عالجوا الحالة بطريقة إيجابيّة وطبيعيّة قدر استطاعتكم. لا تلفتوا إنتباهه إلى حقيقة أنّه لديه القليل من الأصدقاء، وخاصةً بحضور أشخاص آخرين. ولا تسألوا طفلكم كل يوم:” هل كسبت صديقًا اليوم؟” وانتبهوا كثيرًا إلى كل مسألة تجعله حزينًا لأن ذلك لا يساعده. تحدّثوا معه عن اللحظات الجميلة في يومه. فهذا يساعده على بناء ثقته بنفسه وعلى مواجهة التحدّيات، تمامًا مثل كسب صديق.

طفلي منعزل : هل الأمر طبيعي: ما النصائح لحل المشكلة؟
  • تحدّثوا مع ولدكم عن الحالة. الهدف هو فهم ما يعيشه، وكيف يشعر، وما يزعجه. أصغوا بإنتباه إلى ما لديه ليقوله. بإمكانكم مساعدته على التعبير عن مشاعره لأنّه قد يكون من الصعب عليه فهم ما يشعر به. إسألوه مثلًا: هل تشعر بالحزن؟ ما سبب حزنك؟ هل ترغب بأن يكون لديك المزيد من الأصدقاء لكي تلعب معهم؟”
  • اقترحوا عليه إيجاد الحلول لكي يكون أقل عُزلةً. على سبيل المثال، بإمكانكم أن تقترحوا عليه الذهاب لرؤية طفل والطلب منه اللعب معه. فهذا أسهل من الذهاب إلى مجموعة. ولكن باستطاعتكم أيضًا تشجيع طفلكم على مراقبة مجموعته في حضانة الأطفال أو أطفال في المتنزّه والذهاب إلى الطفل الذي يحب الألعاب نفسها التي يحبّها هو.
  • وفّروا الفرص التي تتيح لطفلكم الالتقاء مع أطفال آخرين ضمن إطار الأنشطة المنظّمة (مثل حصّة رقص، كرة قدم، سباحة…). ركّزوا على الأنشطة التي يحبّها طفلكم ويشعر بالارتياح عند القيام بها. غير أن من الأسهل على الأطفال تعلّم التعارف مع بعضهم البعض حين يشاركون معًا في نشاط ما. وعندما يكون ذلك ضمن جو يشعر فيه طفلكم بالفرح والراحة، ستزيد ثقته بنفسه، مما قد يشجّعه على التقرّب من الآخرين.
  • بعد موافقة طفلكم، ادعوا الطفل الذي يحب أن يتعرّف عليه أكثر لكي يأتي للعب في منزلكم أو للخروج سويًّا. ولكن من الأسهل على طفلكم إقامة علاقة مع الآخرين ضمن مكان مألوف حيث يشعر بالإرتياح والثقة.
  • أثناء لعب طفلكم مع طفل آخر، أصغوا إليه سرًّا لمعرفة ما إذا كان طفلكم بحاجة إلى تنمية بعض المهارات الاجتماعيّة، مثل تعلّم المشاركة، وإنتظار دوره، أو التحكّم بمشاعره. ومن ثم، وبشكل يوميّ، ساعدوا طفلكم في التغلّب على هذه التحدّيات الصغيرة. عوّدوه على “التناوب” أثناء اللعب بالألعاب الجماعيّة مع العائلة، وعلّموه المشاركة من خلال مشاركتكم أنفسكم الأشياء القيّمة بالنسبة لكم. لا تقوموا بذلك قبل عمر الأربع سنوات، إذ من الصعب على الطفل الصغير المشاركة.
  • ساعدوا طفلكم على تنمية قدرته على التحدّث والتفاعل مع الآخرين. بإمكانكم مثلًا أن تطرحوا عليه أسئلة مفتوحة من أجل أن يخبركم عن يومه، أو ليقول لكم ما أحبّه وما كانت لعبته المفضّلة. عندما تلعبون معه، تستطيعون أيضًا التحدّث معه ووصف ما تقومون به من أجل أن تكونوا قدوة له. قولوا مثلًا: “أظن أنني سأضع القطع بهذه الطريقة، ما رأيك؟”
  • تكلّموا مع معلّمته. لتروا ما إذا كان بإستطاعتها أن تقترح عليكم طرقًا للتدخّل من شأنها أن تساعد طفلكم على أن يكون أقل عزلةً. ويمكنها بدورها أيضًا أن توفّر الفرص لكي يقوم طفلكم بإقامة علاقة مع الآخرين.
    تذكّروا
  • إن بعض الأطفال يحبّون البقاء بمفردهم، في حين يعيش أطفال آخرون هذه الحالة بصعوبة.
  • إذا كان ولدكم حزينًا لأنّه يشعر بالوحدة، من المهم التحدّث معه عن ذلك ومساعدته على إيجاد الحلول.
  • إظهار كيفيّة التقرّب من الطفل الذي يشارك طفلكم مجال إهتمامه، ودعوة صديق إلى المنزل، تعتبران طريقتين صحيحتين من أجل مساعدته في التغلّب على هذه التحدّيات.

موقع التربية الذكية

اترك رد