كيف يمكننا أن نحل مشكلة غضب الطفل عندما لا نلبي طلبه؟
التعامل مع الأطفال ليس بالأمر السهل كما يظن البعض. خاصة إذا كان الطفل عنيداً وذكياً. فبعض الأطفال يستغلون عاطفة والدهم أو والدتهم اتجاههم ويستخدمون طرق لجذب انتباههم والحصول على تعاطفهم. ومن تلك الطرق الأسلوب الشهير المتعارف عليه ب”نوبات الغضب”. التي يفشل النسبة الأكبر من الأهل بالسيطرة عليها بطريقة خالية من العنف ومن التنازل والرضوخ لطلب الطفل في آنٍ واحد. إليكم عبر هذا المقال من موقع التربية الذكية الحل الأمثل لمشكلة غضب الطفل عندما لا نلبي طلبه.
نوبة الغضب عند الأطفال:
كثيراً ما يطلب منا طفلنا أشياء فإذا رفضنا طلبه يبدأ بالبكاء والعويل ويضعنا في موقف محرج.. وكثيراً ما نضطر إلى تلبية طلبه حتى يسكت . كيف يمكننا أن نحل مشكلة غضب الطفل عندما لا نلبي طلبه.. تعرفوا معنا إلى الحل من خلال هذه القصة
جاء وقت النوبة
كان دونالد وماري جيرار يشعران بالتوتر بسبب ابنتهما الصغيرة آني التي كانت تصاب بنوبة غضب شديد في كل مرة كانا يرفضان فيها إعطاءها قطعة بسكويت لتأكلها قبل تناول طعام العشاء. ورداً على رفض والديها، كانت تصرخ بكل قوة وتتعلق بساقي والدها وتقفز على أرضية المطبخ وتواصل ذلك حتى تجبر والديها المذعورين على التراجع من شدة الإعياء.
كان والدا آني يشعران بالعجز ويتساءلان ما هي المشكلة في تصرفهما. هل من السيء جداً مثلاً أن يرفضا أحد طلبات آني؟ وأخيراً، لاحظا أن نوبات آني كانت تزيد عندما يواجهانها بالرفض. وفهما أيضاً أن الرضوخ لرغبتها في تناول قطعة بسكويت قبل العشاء لا يؤدي إلا إلى تشجيعها على الاستمرار في تصرفها السيء.
الخطة الجديدة
ولهذا قاما بإعداد خطة جديدة لتنفيذها عند حدوث النوبة القادمة. وعندما انفجرت النوبة، لم تواجهها الأم بالرفض القاطع بل قالت، وكأن شيئاً لم يحدث: «أعرف أنك تريدين قطعة بسكويت يا آني. ولكن عليك أولاً أن تهدئي وأن تكملي تناول عشاءك».
واستمرت فورة الغضب عند آني ولكن والديها تركاها في المطبخ دون اهتمام، الأمر الذي حرمها من أن تكون في وسط دائرة الضوء. وحتى لو كان والدا آني يتحرقان شوقاً لإلقاء نظرة على طفلتهما، فإنهما انتظرا حتى هدأت قبل أن يعودا إلى المطبخ. وكانت آني قد شعرت بحرمانها من الانتباه الجسدي واللغوي فتوقفت عن البكاء وجعلت تنتظر لمعرفة ما إذا كان والداها سيضعان قراراتهما الجيدة موضع التنفيذ.
وعندما سكتت، اقترب منها أبوها مبتسماً وقال: «أعرف يا آني أنك تريدين الآن قطعة بسكويت. ولكنك ستحصلين عليها كحلوى عندما تفرغين من تناول طعام العشاء. أنا مسرور لأنك توقفت عن الصراخ وتمكنت من ضبط نفسك». عندئذٍ، تناولت آني عشاءها بهدوء ووفى أهلها بوعدهما وأعطياها قطعة بسكويت.
في ذلك المساء، هنأ والدا آني نفسيهما على ما أظهراه من قدرة على السيطرة على الوضع من خلال عدم الرضوخ لنزوات آني وعدم الاهتمام بها. ومع أنهما ضعفا، بعد فترة، أمام إغراء الرضوخ مجدداً، إلا أنهما واصلا تركها وحدها أثناء نوبات غضبها مع تهنئتها في كل مرة كانت تحافظ فيها على هدوئها بعد رفض طلبها. وهكذا تناقصت نوبات غضبها بالفعل. صحيح أن آني كانت تبكي من الإحساس بالخيبة بين حين وآخر، ولكن نوبات الغضب الجامح التي كانت تجتاحها في الماضي توقفت بشكل كامل.