ما مشكلة أن يأخذ الأهل دور المتفرج في حياة أطفالهم

0

للأسف، لا يتدخل بعض الأهل في وضع حد لطفلهم عندما يخطئ ويأخذون دور المتفرج ، الأمر الذي يجعل الآخرين يتولون معاقبتهم، وفي مقدّمهم المدرّسون. ولكن عندما يمتنع الأهل والمدرّسون والمعنيون عن التدخل، يأتي التدخل من الشرطة، أو الدفاع المدني أو السجن أو مستشفى الأمراض النفسية أو القوى المسلّحة.

الفوضى الاجتماعية وافتعال الحركات أمام الناس إنما هي محاولات يقوم بها أشخاص لم يحصلوا على التوجيه اللازم في المنزل، بهدف الحصول عليه من خارجه. وتضم اللائحة أيضاً الإدمان على المخدرات ومغادرة المنزل في عمرٍ باكرٍ جداً، والشجار والتظاهر في الشوارع، وارتكاب الجرائم وتدمير الممتلكات. إن الأمور التي يقولها الراشدون الذين قاموا بأمور مماثلة في صغرهم تعلّمنا الكثير:

  • لم يوقفني أهلي عند حدي عندما كنت صغيراً، أما الآن فأدرك أنه كان عليهم فعل ذلك.
  • لم يعجبني أن ينهاني أهلي عن شيء، ولكن في المقابل كنت أعلم أنهم على حق وكان ذلك يريحني.
عندما لا نأخذ دور المتفرج هذا ما يحدث

عندما سألت الأم ابنتها الشابة عن سبب عدم تورطها في المخدرات، أجابت الشابة: «كنت أعلم أنك وأبي موجودان دائماً إلى جانبي. كنتما تشجعانني عندما أحتاج إلى التشجيع وكنتما تلجمانني عندما كنت أحتاج إلى التأديب. كنت أشعر بالأمان في وجودكما ولم أكن بحاجة لاستفزازكما من خلال اللجوء إلى المخدرات أو غيرها كما كان يفعل كثيرون من أصدقائي. كنت أعلم أنكما مهتمان لأمري».

اختيار الوقت المناسب للمقاومة

يحتاج الأولاد للمقاومة كجزء من نموهم. وقد ذكرنا في مواضع مختلفة كيف يتم هذا الأمر. عندما يقاومنا أولادنا، يريدوننا أن «نربح» لا أن «نخسر». فهم يسعون وراء قوتنا الموجِّهة ويحصلون عليها من خلال المقاومة.

المقاومة أمر طبيعي وجزء مهم من تربية الأولاد

عندما تبدأون بالتفكير في ما يقاومه أولادكم سوف تلاحظون حتماً ما يلفتكم. عندما تكون المقاومة جزءاً من مسيرتهم التعلّمية، سوف يستمرون في المقاومة مهما فعلنا. لا بدّ إذاً من المقاومة إذا ما أردنا لأولادنا أن يتعلّموا، الأمر الذي يقودنا إلى فكرة أساسية: بما أن المقاومة بحد ذاتها أهم من الأمور التي يقاومونها، يمكننا أن نختار نحن توقيتها.

بعبارات أخرى، أخذ المبادرة في التربية هو الحل. فبدلاً من انتظار اولادنا ريثما يختارون الشجار التالي، نختار نحن توقيت الشجار وموضوعه. ونشعر عادة بالتحسن عندما نقوم نحن بالاختيار.

مشاكل كثيرة تعترض حياتنا اليومية، بما في ذلك الأعمال المنزلية التي نتوقعها منهم. فإذا رفضوا القيام بعمل ما، وقاومناهم للقيام به فنحن إذاً على السكة الصحيحة. وإذا لم يقاوموا وفعلوا ما هو مطلوب منهم، فإنهم يساهمون في المنزل، ويستفيد الجميع من مساهماتهم. يمكنك أن:

  • تطلب منهم ترتيب ثيابهم، غسل الصحون أو ترتيب سريرهم كل يوم
  • يكفوا عن إطلاق الشتائم
  • تحرص على أن يتحدثوا باحترام مع إخوتهم وأخواتهم
  • تفرض عليهم الخلود إلى النوم في ساعة محددة
  • تصرّ على أن يقولوا دوماً الحقيقة وحفظ الوعود.
    هذه الأمور يسهل عليهم القيام بها أكثر من غيرها من الأمور التي يحتمل أن يقوموا بها إذا لم نعطهم المقاومة التي يحتاجونها. تذكروا هذا: الأولاد والمراهقون يعلمون جيداً أنهم بحاجة للانضباط والتأديب. صحيح أنهم يقاوموننا عندما نحاول تلقينهم إياها ولكنهم لا يقاوموننا لكي يربحوا هم بل لكي نربح نحن، لأننا عندما نربح يتعلمون ما يحتاجون معرفته وفي النهاية يدركون أن الشجار لم يكن حول من يكون الرابح أو الخاسر (نفترض طبعاً أن التربية يجب أن تكون دائماً بمحبة وليس بعنف. راجع الفصول الثلاثة الأولى).
اترك رد