كيف تجعلين أطفالك مستقلين
إنّ مهنة الأم مهنة صعبة، إذ تقتضي «صنع» طفل وعليها أن تقبل، فيما بعد، أن يتدبّر أمره بنفسه. هنا تكمن طبيعة دور الأم كما يكمن التناقض الوارد في هذا الدور. إليكم من موقع التربية الذكية كيف تجعلين أطفالك مستقلين؟
دور الأم
تعتبر المحلّلة النفسية «كريستيان أوليفييه» (Christiane Olivier) أنّ نفوذ الأمّهات في تربية الأولاد قوي جداً ويجب أن يتركنَ شيئاً من هذا النفوذ للأب. «بعد الحمل، يصعب على الأم الخروج من «الفقاعة» التي تشكّلها مع الطفل، وبعضهنّ لا يستطعنَ أبداً الخروج منها ويرفضنَ حتى أن يصل الأب إلى سرير الطفل».
وتضيف المحلّلة النفسية المذكورة أنه ليس من المستحبّ أن يكون الطفل «عائماً في عالم أنثوي بحت» لا وجود لأحد فيه سوى أمّه،ولا يعرف فيه سوى نظرتها هي إلى الأمور ولا يجد من هذا الواقع مفرّاً.
لا يتمّ التوصّل إلى الاستقلاليّة خلال 24 ساعة أو حتى خلال سنوات عديدة، بل يتمّ تدريجياً. يقتضي ذلك منح الثقة للطفل وتشجيعه على الاستكشاف. وقد يبدأ ذلك منذ عمر الثلاثة أو الأربعة أشهر، من خلال السماح له باكتشاف كل الاحتمالات التي يقدّمها جسمه.
ومنذ عمر الثمانية أشهر، يجب أن نتوقّف عن إعطائه «رضّاعة السرير» التي، بالرغم من كونها تطمئنه، فهي تجعله يطلب المساعدة للنوم. ويُستحبّ، لاحقاً، أن نجعله يترك الغرض المفضّل لديه والذي يمثّل نوعاً آخر من التبعيّة. ولاحقاً، ابتداءً من سنّ السبع أو الثماني سنوات، نعلّمه كيف يتدبّر أمره في الشارع بشكل تدريجي دون أن نتركه هكذا دفعةً واحدة.
ناقشوا الأمر معه
«كي تكبر، علينا أن نفترق.
في الوقت الراهن، يعني الافتراق أن نقول «إلى اللقاء» قبل الذهاب إلى المدرسة، ونقول «ليلة سعيدة» قبل الخلود إلى النوم، أو أن نقول لك، عندما نخرج أنا ووالدك: «نمْ جيداً»، «إلى اللقاء في هذا المساء».
إنّ الفراق صعب. وأعتقد أنه يشكّل إحدى أصعب التجارب للأمهات أيضاً. لدينا طفل تكوّن في بطننا وفجأةً ها هو يكبر!
وإذا عشنا دوماً معاً، لا يكون ذلك ممتعاً، إذ لا يبقى لدينا أي شيء نحكيه في المساء! نحن لسنا بحيوانات شأن صغار الكنغر التي تعيش في جيب أمّها، وإن أنت عشت دوماً في جيبي فإنك سوف تشعر سريعاً بالملل!»
كيف تجعلين أطفالك مستقلين – موقع التربية الذكية