ما تأثير نعت الطفل أو الطفلة بالغباء في نموهما النفسي

0

يظن بعض الأهل أن طريقة الكلام لا تهم، المهم إيصال الرسالة. معتبرين أن الطفل لا يركز على تفاصيل الحديث. بلى هو يركز، ويركز بشكل أكبر على الكلمات التي تصدر عن والديه. فهذه الكلمات هي التي ستبني صورته عن نفسه. مهما كانت الرسالة فبإمكانكِ تجسيدها بكلمات مقبولة وأسلوب هادئ، متفاديةً العواقب النفسية التي قد تصيب الطفل حين نستخدم عبارات قاسية. ومن تلك العبارات” “أنتَ غبي”. تعرفي معنا عبر هذا المقال من موقع التربية الذكية، على تأثير نعت الطفل أو الطفلة بالغباء في نموهما النفسي.

يتعلّم الأولاد سريعاً استخدام هذه الكلمة. ولكن عندما يصرخونها لبعضهم البعض في ملعب المدرسة، لا يؤدّي ذلك إلى أي عواقب خطيرة. أما عندما تجعل الأم منها محطَّ كلام لتنزل من قيمة ابنتها أو ابنها ، في السرّ أو في العلن، تصبح هذه الرسالة أشبه بقنبلة موقوتة تتحمّل كل من الأم والابنة أو الابن أضرارها عندما يحين وقت انفجارها.

تأثير نعت الطفل أو الطفلة بالغباء في نموهما النفسي.
احزروا من الأكثر «غباء» بينهما؟

إن الإكثار من استخدام كلمة «غبي» أو «أبله» يشير إلى وجود اضطراب عاطفي نفسي عند الوالدين، يمكنه أن يؤدّي إلى إصابة الولد بنقص عاطفي شديد الخطورة. في وقت لاحق، ستملأ الفتاة جسمها لملء هذا الفراغ من خلال البوليميا bulimia ، (الشراهة المرضية) أو تجبر نفسها على التقيّؤ لإفراغ الحِمل الزائد الذي تشكلّه كلمات «بلهاء» و«مغفّلة» و«غبية» التي أمطرتها بها أمّها (من خلال فقدان الشهية المرضي anorexia ). لا أحد براء من الكلمات التي يستخدمها، وما من أب (أو أم) براء من الاضطرابات النفسية التي يعاني منها ولده. وكما الفتاة كذلك الفتى، فالفتى الذي يسمع والده يصفه بالأبله ليس بحال أفضل من الفتاة.

إلاّ أن العواقب تكون مختلفة على الصعيد النفسي المَرَضي، حيث إن المصدر الأبوي لهذه الرسالة يخلق الجو المثالي لنمو العنف والتوتر في العلاقة بين الأب وابنه، وهي مواجهة لن يخرج منها الأب منتصراً. ولا الابن أيضاً، على كل حال! فالبلاهة، أو الغباء، وصمة تولّد الكثير من المشاكل. وسرعان ما يتوجّه هذا العنف ضد كافة أنواع السلطة التي يواجهها الولد: المدرسة، اللباس الموحَّد، القوانين، إلخ.

اختيار الكلمات

يمكنكم ربما استخدام مثل هذه المفردات بخصوص الزملاء في العمل أو بعض الرفاق ولكن يجب الامتناع كليّاً عن استعمالها للإشارة إلى أولادكم، أيّاً تكن الصعوبات التربوية التي تواجهونها معهم. فعلى هذا الصعيد من التواصل، تكون عبارة «أبله» أو «غبي» كلمة قاتلة.

بعض العبارات الأخرى التي لا يجب أن لا تقولوها أبداً لطفلكم
  • أنا لستُ فخورةً بك: تعتمد الثقة الأطفال بأنفسهم إلى حد كبير على الطريقة التي ينظر بها إليهم الآخرون، وخاصة والديهم. عند إخباره بأنكِ لستِ فخورة به ، وأن وجوده يحرجكِ، يعني أنكِ تنكرين كل تصرفاته الجيدة وتشوهين تصوّره لنفسه. استبدلي هذه الجملة بعبارة: “لست فخورةً بما فعلته”.
  • أنتَ غبي: إضافةً إلى المساوئ التي ذكرناها أعلاه. لا بد من ذكر أن ليس كل ما يفعله الأطفال مثاليًا ورائعًا ، لكن لا يستحق أي طفل أن يُنعت بالغبي. تظل هذه الكلمات محفورة في ذاكرة الأطفال وهي غالبًا ما تتكرر، بحيث ستقنع الطفل في النهاية بأنها صحيحة. ففي النهاية مَن يقولها هو شخص بالغ.
  • توقف عن إزعاجي: عندما تقولين لطفلك: “ابتعد عن طريقي” ، “اتركني وشأني” فأنتِ تخبرينه في الواقع أنه ليس لديكِ وقت له. تذكي أنه سيأتي اليوم الذي لن يملك فيه طفلك وقتاً لك. وسيكون حينها قد فات الأوان لتوطيد العلاقة بينكما. استبدليها بعبارة: “أحتاج القليل من الوقت لإنهاء هذا” ، “سأكون معك في غضون بضع دقائق”.. النتيجة واحدة ، لكن العواقب أقل ضررًا بكثير.
اترك رد