الطفل الخجول: كيف نساعده على الخروج من قوقعته؟

0

“طفل خجول”، يشيح بنظره عندما نتحدث إليه؟ يجد صعوبة في الانفتاح على الآخرين، ويبقى ملتصقاً بنا ويرفض أن يلقي التحية على أشخاص لا يعرفهم؟

مما لا شك فيه أنّ الطفل يتصرف بخجل في بعض الأحيان… لكن الخبر الجيد هو أنّ المسألة ليست مرضية! لا، فالطفل بحاجة فقط لأن نساعده على أن يعزز ثقته بنفسه وأن يشعر بأنه في أمان في الأوضاع والظروف الجديدة.

إذن، ماذا يمكن أن نفعل لكي نخفف من قلقه وخوفه ونجنّبه الانطواء على ذاته؟ ما هي الحلول لمساعدته على أن يتغلّب على خجله ويتجاوزه؟

طفل خجول: سبل مواكبته

أرى أنّ الخجل هو أولاً مسألة ثقة في النفس. فالطفل الذي يشعر بالأمان والذي عاش تجارب ايجابية في مواقف جديدة، والطفل الذي يشعر بأنه مهم ومحبوب وبالتالي فهو محب، سيجد سهولة في أن يتعامل مع الآخرين أكثر من طفل يشعر بأنه ليس على المستوى وأنه عاجز عن القيام بما هو مطلوب.

• أبرزوا ولدكم

وهذا يعني أولاً التركيز بشكل عام على مزاياه ونجاحاته، كي نجعله يدرك قدراته… من المفيد أن نذكّره دوماً بنقاط القوة لديه، وبما يجيده وما يجعله مثيراً للاهتمام أو مهماً بنظر الآخرين. “أرأيت كيف جعلت قريبتك تضحك ذاك اليوم حين أخبرتها النكتة؟” “يا له من تقدّم مذهل حققته في كرة القدم، يمكنك أن تكون فخوراً بنفسك” “شكراً لأنك ساعدتني في اعداد الطاولة قبل وصول الضيوف، فقد قدمت لي خدمة”.

لكن ابراز الولد يعني أيضاً أن نولي اهتماماً لما يقوله وما يفكر فيه وما يفعله. استمعوا إليه حين يتكلم (ولا تنهوا الجملة بدلاً منه إن وجد صعوبة في التعبير عن أفكاره…)، خذوا رأيه بعين الاعتبار في هذه النقطة أو تلك (جزر أو سبانخ على العشاء؟ نزهة في الحديقة أم لعب في المنزل؟)، ابدوا اهتماماً بعالمه (نعم، نعم، شاحنات الاطفاء والناقلات رائعة!).

أخيراً، حاولوا أن تخصصوا يومياً بعض الوقت لتقولوا له إلى أيّ حدّ كنتم فخورين به، في هذه اللحظة أو تلك من اليوم، لهذا السبب أو ذاك.

• ساعدوه على أن يتعامل مع الآخرين

يمكن تعلّم مهارات التفاعل الاجتماعي : لا يجرؤ على الاختلاط بمجموعة من الأولاد في الحديقة العامة؟ يمكننا أن نقترح عليه أن يبدأ بالتحدث إلى أحد الأطفال (مع البقاء إلى جانبه في البداية إذا اقتضى الأمر) وأن يسأله عن اسمه. ثمة احتمال كبير أن يجيب الولد الآخر وأن يبدآ باللعب معاً بعد بضع دقائق… (سيكون الوقت مناسباً عندها كي ننسحب!) يجد صعوبة في تشكيل الصداقات؟ لمَ لا نقوم بدعوة صديق أو صديقة ما إلى المنزل؟

يمكن للنشاطات غير المدرسية كالرياضة أو الموسيقى أو المسرح أن تساعده على أن يقوي ثقته بنفسه وأن يشعر بالراحة ضمن مجموعة، شرط أن يحب النشاط المختار ويجد لذة في ممارسته.

نبدأ عند الحاجة بنشاط يمكن للأهل والولد ممارسته معاً ومن ثم ننتقل إلى نشاط يمارسه وحده من دوننا.

• النجاح يؤدي إلى النجاح !

يمكننا أيضاً أن نعرض على طفلنا “الخجول” بعض التحديات، إن لم يكن لديه اعتراض (أعود وأكرر أننا لا نجبره أبداً): أن يلقي التحية في الشارع على طفل آخر، أن يطلب الخبز في الفرن، أن يطرح السؤال على أمينة المكتبة أو أيّ شيء آخر…

المهم هو أن نجعله يدرك كافة النجاحات الصغيرة التي يحققها وألا نقلل خاصة من احترامه أو قيمته في حال الفشل! يمكننا حتى أن نخصص “لوحة للنجاحات”: فنرسم مربعات على ورقة يزيّنها كما يحلو له. ونجعله يلصق نجمة ذهبية صغيرة في أحد المربعات مع كل نجاح يحققه، فتزداد بالتالي ثقته بنفسه تدريجياً.

أخيراً، لا بد من أن نشدد على أننا أفضل مثال لأولادنا… إن كنا نشعر بالراحة ولا نقلق أمام المجهول، وبالسعادة عندما نتعرف إلى أشخاص جدد، ونجد لذة في استقبال الأصدقاء، فمن المرجّح أن يصبح طفلنا مثلنا في يوم ما!.

اقرأوا أيضاً : طفلكم خجول : أخطاء تجنبوها لكي لا تزيدوا خجله !

اترك رد