كيف نتقبّل بسهولة عيوب الزوج (أو الزوجة)؟ (وعيوبنا)

0

ما المشكلة؟

هل يفعل الشريك شيئاً ما يزعجك بشكل خاص؟ موقف أو سلوك يثير لديك على الفور انفعالاً قوياً؟ لا !؟…

مستحيل!… ابحثي جيداً وستجدين. وهنا ستقولين في سرّك: “هذا المقال يدور حول العلاقات التي تدوم، فلمَ البحث عن المشكلة؟”
“في الواقع، هذا هو الهدف فغالباً ما تكون مواجهة المشاكل هي السبيل لحلّها” (في معظم الأحيان على الأقل).
نتعجّب أحياناً عندما نرى كم نختلف عن نصفنا الآخر: “أنا نشيطة جداً فيما يمضي هو وقته مسترخياً على الكنبة”… “أنا أنتبه دوماً لما أنفقه فيما هي تبذر المال وتنفقه ذات اليمين وذات اليسار”… “أنا صبورة جداً فيما هو عصبي جداً ويغضب من أبسط الأمور”. يبدو وكأن عبارة “الأضداد تتجاذب” تنطبق على الواقع أكثر من المثل القائل “الطيور على أشكالها تقع”.

في الواقع، إنّ العبارتين تصحّان هنا وسأشرح ما أعنيه.
الآخر هو مرآتنا

قد يقول البعض إنّ عبارة “الطيور على أشكالها تقع” تصحّ في بداية العلاقة وإننا مع مرور الوقت نكتشف كم أنّ الآخر يختلف عنا في مجالات وأمور كثيرة فتصبح العبارة الثانية هي الصحيحة. إنها مسألة وقت وحسب لكنها ليست كذلك فقط.

إذا نظرتِ إلى نفسك في المرآة ورأيت بقعة شوكولا على جانب فمك فلن يخطر لك أن تحاولي مسح البقعة من على المرآة، علماً أنّ هذا ما نفعله في معظم الأحيان حين نحاول أن نغيّر عيباً في الشريك. إنه وحسب عيبنا الذي لا نريد أن نراه. ها أنا أسمعك تتذمرين قائلة: “هذا غير صحيح أبداً فأنا نشيطة للغاية في المنزل فيما يبقى هو جالساً باسترخاء على الكنبة طيلة نهاية الأسبوع!… أنا لست كسولة مثله أبداً!”

ما ينبغي أن نفهمه هو أنّ هذا “العيب” إن كان يؤثر فينا ويثير لدينا مشاعر قويّة فلأنه بالتأكيد موجود فينا لكننا لا ندعه ببساطة يظهر. نحن نتحكّم به ونكبته ونخفيه ولا نترك له أيّ سبيل للظهور. وعندما نرى أنّ الآخر لا يمانع في أن يكون كسولاً أو مبذراً أو عصبياً أو أيّ صفة أخرى، نشعر بأنه يستفزّنا ويقودنا إلى الجنون. الأمر مضحك، أليس كذلك؟

الحلّ المعجزة

ولكي لا نسمح لنصفنا الآخر بأن يثير أعصابنا، يكفي أن نستسلم نحن أيضاً لهذا الميل في داخلنا (من دون أن يصبح طبيعة ثانية لدينا، اتفقنا؟). يكفي أن نتقبّله ونقول لأنفسنا: “حسن، أنا أيضاً أرغب في الاسترخاء على الكنبة وفي ألا أفعل شيئاً أو أرغب في الصراخ في وجه الجميع وافراغ عصبيتي عليهم.” إنها رغبة، إحساس يحق لي أن أشعر به. وستهدأ عصبيتك على الفور، هذا سحريّ، أليس كذلك؟ وستُدهشين حين ترين أنك كلما استرخيت على الكنبة أكثر كلما أصبح الشريك نشطاً أكثر (تماماً كالبطارية)، وكأنما حقيقة أن تسمحي لنفسك بذلك تتيح للآخر فرصة أن يسمح لنفسه أيضاً. لم يبقَ أمامنا سوى خطوة واحدة تفصلنا عن الحديث عن مدّ وجزر أو عن وعاء ينسكب في الآخر عند امتلائه. ويسعدني أن أخطو هذه الخطوة، فماذا عنك؟

الصراع نفسه مع المزايا

في الواقع، إنّ المزايا التي تعجبنا لدى الآخر هي مزايا موجودة لدينا لكننا لا نظهرها. (غريب عدد الأمور التي نكبتها في داخلنا، فلا عجب لو شعرت بالانتفاخ). عندما نسمع لحناً ما نعرف على الفور ما إذا كان المطرب يغني بشكل صحيح أم نشازاً، لأنّ اللحن “الصحيح” موجود في داخلنا. لا أذكر من قال هذا لكنه كلام صحيح. لا يمكن لهذه الصفة أن تعجبنا إن لم تكن موجودة فينا. توقفي للحظة وفكري في كل ما يعجبك في شريكك (إنه تمرين مفيد للثنائي أيضاً).
تعلمين الآن أنك تستطيعين على الفور أن تعبّري عن هذه المزايا الجميلة كلها التي ظننت أنك لا تتمتعين بها. وهذا خبر جيد، أليس كذلك؟

إذن، ما هي المزايا الرائعة التي اكتشفتها للتو؟

اترك رد