يطوّر الأطفال مع أصدقائهم قدراتهم الاجتماعيّة والذهنية والعاطفية. لكن كما في العلاقات كافة يمكن أن تحصل خصومات وتنتهي علاقات. هذا أمر شائع ويمكن أن يصبح فرصة للتعلّم، إلا أن الأطفال قد يعانون. وهذا ما يسمّى بالأحزان الناتجة عن نهاية الصداقة.
ما أسباب الأحزان الناتجة عن انتهاء الصداقة؟
يميل الطّفل إلى مصادقة طفل آخر يشبهه. فمن بداية المرحلة الابتدائية غالباً ما يبحث الطفل عن شخص من عمره وجنسه. فهو يفضّل عامّةً الصديق الذي يشابهه بطبعه ويمارس النشاطات التي يمارسها هو.
وقد يحدث أن يتخلى الطفل عن صديق إذا وجد آخر يناسبه أكثر. وبما أنّ شخصيّته تتطوّر طوال فترة الطفولة، يمكن أن يتخلّى عن صديقه ليختار صديقاً آخر يشبهه ويشاركه مجالات اهتمام جديدة.
في ما يلي أسباب أخرى يمكن أن تفسّر انتهاء الصداقة
- يمكن للطفل أن يتعرّض للتخلي من قبل صديقه عندما يرفض أحدهما حلّ الخصام. وقد تكون أحيانًا كلمة جارحة أو إيماءة غير مناسبة كافية لكسر رابط صداقة. ولا يتمتع الأطفال دائمًا بالنضج العاطفي الكافي للتفكير بما يضايقهم أو لحلّ الخصام، فهم يعيشون في اللحظة أكثر من الكبار.
- قد تؤدي الخيانات، أي كشف سرّ صديقٍ، إلى كسر الصداقة.
- تؤثر مكانة الطفل ضمن مجموعة ما على روابط الصداقة أيضاُ. فإذا تمّ رفض الطفل من التلاميذ في صفّه يمكن لصديقه أن يهجره خشيةً تعرّضه للمصير نفسه.
- قد يجد بعض الأطفال صعوبة في إدارة صداقة تضمّ ثلاث أشخاص. فهم يفضّلون الصداقات الثنائية والحصريّة في الصداقة.
- وثمة ظروف خارجة عن إرادة الأطفال تؤدي أحياناً إلى الأحزان الناتجة عن انتهاء صداقة، مثل حالة تغيير مكان السكن.
كيف يعيش الأطفال الأحزان الناتجة عن انتهاء صداقة؟
للصداقة عند الأطفال نفس مكانة الحبّ لدى الكبار. فقد يعيش الطفل خسارة صديقه كحداد، لأنّه ليس خسارة رابط حميم فحسب هي ما تحزن الطفل. الطفل يخسر في أغلب الأحيان مكانته ضمن مجموعته في المدرسة. فقدان الصديق يعني أن يكون وحيداً وقت الفسحة، وهذا الأمر قد يحزن الطفل بقدر ما يحزنه فقدان الصديق نفسه.
يؤثر طبع الطفل في كيفية ردّة فعله. فقد يمرّ بهذه الأزمة بكل سهولة أو على العكس من ذلك يمكن أن تصعب مواساته أو يمكنه الشعور بالغضب أو المرور بفترة من القلق.
كما يمكن أن تنتج عن ذلك صعوبات بسيطة، مثل سرعة الانفعال أو الحزن. وبعض الحالات يمكن أن تتطوّر إلى صعوبة في النوم والأكل، أو حتى رفض الذهاب إلى المدرسة.
ما هو تعريف الصداقة الصحّية؟
الصداقة الصحية عبارة عن علاقة متوازنة يكون طفلك فيها سعيداً ويشعر بالاحترام والأمان. الصداقة الصحية رابط يمنح الشعور بالثقة. يمكننا تلقينه هذا المفهوم، لكنّه سيتعلّم أكثر من خلال خوض التجارب الملموسة. فتوفير فرص التواصل مع الأطفال الآخرين – من خلال الذهاب إلى الحديقة أو عن طريق تسجيل طفلكم ضمن أنشطة رياضية أو فنيّة – طريقة جيّدة تتيح لطفلكم فرصة اختبار معنى الصداقة.
