غالباً ما يتقبل الأهل التنافس بين الأشقاء على أنه السلوك الطبيعي في العائلات ولكن الحقيقة أن السلوك الطبيعي هو ألا يتفق من يعيشون تحت سقف واحد على أشياء كثيرة. أما أن يعمد الأشقاء إلى أن يضايقوا بعضهم بعضاً وأن يستفزوا بعضهم ويؤذوا بعضهم باستمرار فليس بالسلوك الطبيعي بين الأخوة.
إن جزءاً أساسياً من إنشاء عائلات إيجابية يعمها السلام هو تعليم أطفالنا حب واحترام بعضهم البعض.
عندما يتعلق الأمر بالتنافس بين الأشقاء، غالبًا ما نشعل نحن الآباء – عن غير قصد – حرائق نقضي أيامًا وحتى سنوات في محاولة إخمادها. لقد ارتكبت بالتأكيد نصيبي العادل من الأخطاء في تأجيج الخلافات بين الأشقاء، لكنني تعلمت أيضًا منذ ذلك الحين كيفية خلق المزيد من السلام.
لدي ولدان. عندما ولد ابني الصغير تجاهل ابني البكر أخاه مدة ثمانية أشهر..واكتشفت ان العلاقة الإيجابية بين ولديّ لن تحدث في القريب العاجل بل عليّ أن أزرعها بنفسي بينهما.
إليك من موقع التربية الذكية ما يجب تجنبه بناءً على أخطائي:
لا تقارني بين الأخ وأخيه
في بعض الأحيان نعتقد أن المقارنة حافز. نعتقد أنه إذا أشرنا إلى مدى براعة أخيهم أو أختهم في شيء ما ، فسوف يرغبون في السعي قدماً من أجل تحقيق ما أنجزه إخوتهم.. بالنسبة لبعض الأخوة قد يكون ذلك صحيحاً ولكن في كل الأحوال هذه المقارنة خاطئة ومؤذية لأنها تغذي التنافس.
إذا لم تكن المقارنة بمثابة حافز، فستترك الطفل وهو يشعر بأنه غير لائق وأنه أدنى مرتبة من أخيه. وهذا ما يعزز مشاعر الاستياء والغيظ والامتعاض. وإن كانت تحفز الطفل على تحقيق أهداف أعلى ، فستصبح منافسة – وصراعاً من أجل تبوء عرض الأفضلية – وهذا لا يؤدي بالضبط إلى تنمية الانسجام في العلاقة بين الأخوة.
حتى الشقيق الذي حاز على المقارنة الإيجابية سيدخل في مبارة التنافس للحفاظ على المكانة التي وصل إليها.
لتجنب الوقوع في مأزق المقارنة، اذكري ما تريدين وما لا تريدين من دون أن تجري أي مقارنة بين الأخوة .. يكفي أن تقولي:”أود أن تبذل جهداً أكبر في العزف على البيانو” ، بدل أن تقولي “لماذا لا تبذل نفس الجهد الذي تبذله أختك؟”
لا تطلقي على الطفل أي لقب
وصفت أحد أولادي عن غير قصد بأنه ” شخص خفيف الدم”. يبدو أنه حدث في الخفاء إلى حد ما ، وذلك ببساطة لأنني ضحكت عليه أكثر وقلت أشياء مثل ، “أنت خفيف الدم للغاية!” كان شقيقه دائمًا ما يقول: “مرحبًا ، هل أنا خفيف الدم أيضًا؟” ثم سعى كثيرًا إلى تقليد أخيه من أجل أن يكون خفيف الدم ومضحكاً مثله . على الرغم من أنه ليس بالأمر المثير للقلق ، إلا أن من الحكمة مشاهدة النعوت التي نلصقها بأطفالنا والحرص على عدم تصنيف أحدهم أو إحداهما على أنها “الذكية” أو “الجميلة”، على سبيل المثال.
يصبح هذا أمرًا عويصاً وصعباً عندما سيأتي الوقت الذي نحاول فيه الثناء على إنجازات أطفالنا ونقاط قوتهم التي لا أعتقد أنه يجب تجنبها من أجل إنقاذ الآخر من الشعور بالنقص. في الواقع ، من الجيد للأطفال أن يتعلموا أن هناك وقتًا لتكريم الآخرين والاحتفاء بهم.
أعتقد أن مفتاح تجنب الوقوع في فخ “إطلاق الألقاب” هو جعل كل طفل على حدة يشعر بأنه محبوب وبأنكم تقدرونه بما فيه الكفاية.
لم يكن الحل بالنسبة لنا هو التوقف عن الضحك على خفة دم طفلي، بل إيجاد شيء يتميز به طفلي الآخر لنصوّب عليه ونثني على تصرفاته.
من خلال انتصاراتي التي كانت ثمرة ما زرعته من أجل حيازة روابط قوية بين الأشقياء أنصحكم القيام بما يلي:
خلق جو الفريق
عندما كان أطفالي صغارًا، وضعت قائمة أضع عليها علامات مقابل كل عمل منزلي يقوم به طفلي فقد كانوا دائماً يتجادلون حول من أخذ علامات أكثر. لذا قمت بإنشاء قائمة الفريق حيث شجعتهم على القيام بالأعمال المنزلية كفريق لإنجازها بشكل أسرع.
تعد الاجتماعات العائلية الأسبوعية مفيدة أيضًا في خلق جو جماعي، لأنها تمنح الجميع فرصاً متساوية لوضع الخطط العائلية واقتراح الحلول للمشاكل.
أخيرًا ، تأكدت من تكريمهم والاحتفاء ببعضهم البعض من خلال إشراكهم في أنشطة مثل الهتاف في لعبة كرة الأخ أو حضور المسرحيات التي شارك فيها الآخر، المساعدة في تزيين حفلة عيد ميلاد أخيه، وتشجيعهم على التحدث بلطف واستخدام الكلمات الإيجابية ووضع معيار لبناء علاقة إيجابية بدل هدم بعضهم البعض، كما طالبتهم بالتعبير عن تقديرهم لبعضهم البعض في اجتماعات عائلتنا.
ضعي حدودًا واضحة
أعتقد أن جميع الأطفال يستحقون الشعور بالأمان والراحة في منازلهم. المنزل هو ملاذ كل فرد وهو المكان الذي يكون فيه كل واحد منا على طبيعته دون الخوف من أن يسخر منه احد أو يستهزئ به.
التنافس بين الأشقاء ، بدون أي رادع، قد يجعل المنزل يبدو وكأنه أي شيء سوى الملاذ الآمن.
لا أتوقع أن يعيش ويتعايش أطفالي بوئام طوال الوقت، لكنني أتوقع منهم تجنب اللجوء إلى العنف أو السخرية أو الشتائم. بالنسبة لخلافات الأشقاء، استخدمت طاولة السلام لعدة أشهر لتعليمهم مهارات حل النزاعات بالطرق السلمية. توقفت عن استخدامها عندما بدأوا يقولون ، “يمكننا العمل بسلام، يا أمي”.
عندما لجأ ابني الصغير إلى ضرب أخيه، استخدمت زاوية ” التهدئة ” لتهدئته، ثم أوضحت له أن الضرب غير مقبول وسألته ما هي خطته لإصلاح العلاقة مع أخيه. اعتدت أن أخبرهم أن كل عمل عدواني أو كلمة قاسية يتفوهون بها هي أشبه بشيء يكسر في كل مرة أحد الأوتار التي تربط قلوبهم، وأن هذا الوتر بحاجة إلى الإصلاح للحفاظ على علاقتهم قوية، لأن الكثير من الأوتار المكسورة ستؤدي إلى كسر الروابط الأخوية . ثم شجعتهم على الاعتذار على شكل كلمات أو ملاحظات مكتوبة أو إيماءات لطيفة.
كل العلاقات الصحية تتطلب بذل جهد لتحقيقها ، وعلاقات الأشقاء ليست استثناء. إذا كنا سباقين في تنمية علاقات متناغمة من البداية، فيمكننا مساعدة أطفالنا على النمو سعداء معًا في منزل مسالم.