الاختلاف: عقدة الولد أم الأهل؟

0

ما قصة الاختلاف؟
نحن نعيش في مجتمع متطلب، حيث يصل السعي إلى بلوغ الكمال إلى حدّه الأقصى وحيث يُنظر إلى الاختلاف بعين الشك والريبة ولا يتم تقبّله بسهولة. لطالما حلمنا بالطفل المثالي. وهذا الطفل المثالي طويل القامة، قوي البنية، ذكي، الخ.. حتى أننا نقيس الطفل وهو لا يزال في رحم أمه؛ فنضعه على المنحنى؛ ونخضعه «للمعايير». إنها بداية التصنيف بحسب المعايير. وهنا، الأمر لا يتعلق بالأولاد: فالراشدون هم من بنوا «هذا العالم المثالي»!

الاختلاف: عقدة الولد أم الأهل؟

لا يرحم الأولاد بعضهم البعض منذ نعومة أظافرهم، لكنهم واعتباراً من المرحلة الابتدائية في المدرسة حين يصبح التواصل مع الآخرين أمراً أساسياً، يشعرون بالانزعاج مما يميّزهم عن سواهم.

لكن الطريقة التي يتعامل بها الولد مع اختلافه تعتمد أيضاً على الطريقة التي يتعامل بها الراشدون، لا سيِّما والديه، مع هذا الاختلاف. هل هو أمر تافه أم جرح نرجسي بالنسبة إليهم؟ غالباً ما تزور الأمهات أخصائيات التغذية مع بناتهن اللواتي يبلغن من العمر 8 أو 9 سنوات واللواتي تعتبرنهن ممتلئات الجسم قليلاً..

كما لا ينفك البعض عن قياس طول الطفل أو وزنه. يجب تخفيف الضغط قليلاً، إذ قد يتحوّل الاختلاف الصغير إلى عقدة كبيرة.

ناقشوا الأمر معه

«نعتقد أنّ الكل يتشابه، وهذا خطأ. فالعالم مكوّن من أناس مختلفين، وقد يكون الإنسان أسود أو أبيض أو أصفر. وحتى عندما نكون من العرق الأبيض، فقد تكون البشرة متفاوتة البياض أو أكثر ميلاً إلى اللون الزهري.

نجد أشخاصاً طويلي القامة، وآخرين قصيري القامة، كما نجد البدين والنحيل؛ أشخاصاً أقدامهم صغيرة وآخرون كبيرة؛ ونجد أنوفاً صغيرة وأخرى كبيرة؛ أولاد موهوبون في الرسم، وآخرون في الرياضة؛ أولاد يجيدون القراءة في الرابعة من العمر وآخرون في السابعة…

ولا يكفي هذا الكتاب كله للحديث عن كافة الاختلافات الموجودة على الأرض. أحياناً، يكون الاختلاف ظاهراً كما هو الحال مع حسّان وأذنيه الكبيرتين. وهنا، يستفيد الآخرون من الوضع. لماذا؟ لأننا وبكل بساطة نسخر من ذاك الذي لا يشبهنا. وهذا لا معنى له لأن العالم، الكون بأسره، مكوّن من أمور مختلفة!

أن يختلف الإنسان عن الآخرين أمر صعب. لكن هذا ما يشكّل شخصيتنا. هل شعرت أنت أيضاً أنك مختلف عن الآخرين؟ هل أشار الآخرون إلى ذلك وبطريقة ليست لطيفة جداً؟ للدفاع عن نفسك، يمكنك أن تجيب مثلاً: «نعم، أنا أقصر قامة منكم. وماذا في ذلك؟ لكني الأذكى»، الخ..»

موقع التربية الذكية

اترك رد