كي لا تنفعلي على طفلكِ بسبب إنتقادات الناس !
كلنا لدينا هذا القريب أو هذه الجارة أو ربما هذا الصديق الذي ينتقد طفلنا وطريقة تربيتنا. فنحتار أنصمت كي لا نجرح مشاعره بطريقة فظة ونقف عاجزين عن الدفاع عن طفلنا، أم نطلب منه عدم التدخل في علاقتنا بطفلنا. نحاول كتم غيظنا فتزداد الأمور سوءً إلى أن ننفعل على طفلنا دون قصد. لماذا يجب أن لا تنفعلي على طفلكِ بسبب إنتقادات الناس؟ وكيف يجب التصرف في هذه الموافق؟ وما الحل كي تسيطري على غضبكِ؟ إليكِ التفاصيل عبر هذا المقال من موقع التربية الذكية.
ما الذي يحصل حين ينتقد الناس طفلكِ؟
يبدأ طفلك الصغير الذي يبلغ عمر العناد والاستكشاف بلمس أغراض في منزل أحد الأصدقاء أو الأقارب. تطلبين منه الكف عن ذلك، فيقول “لا” هذه الكلمة التي لا حلّ لها التي تفقد الأم صبرها وتثير جنونها. تتصرفين معه بتفهم محاولةً عدم قمعه أو توبيخه، خاصةً أمام الناس. فيزداد عناده. فتبدأ نظرات التهكم والسخرية، تليها كلمات لطالما سمعناها كأمهات “طفلك عنيد، لا يجب أن تتساهلي معه إلى هذا الحد”. “أنتِ تفسدينه بدلالك”. “كان يجب أن تضربيه”. “أمهات هذا الجيل لا يستطعن السيطرة على أطفالهم”. تحاولين جاهدةً أن لا تنفعلي على طفلكِ بسبب إنتقادات الناس !
وفي الوقت نفسه ليس من الصائب الإجابة بطريقة غير مهذبة كأن تقولي “ليس شأنكم، لا تتدخلوا في علاقتي بطفلي”. تكتمين غيظك، ويزداد طفلكِ مشاغبةً والناس انتقاداً. إلى أن تفقدي القدرة على السيطرة وتبدأين بتوبيخه أمام الناس وجذبه بالقوة كي يجلس على الكنبه، ما لم تصل الأمور إلى الضرب.
ما الذي يحصل حين توبخين طفلك أمام الناس:
- تثبتين لهم أنكِ حقاً غير قادرة على السيطرة على الموقف
- تضعفين شخصية طفلكِ وثقته بنفسه وتقديره لذاته بسبب توبيخه أمام الناس وإحراجه
- تجعلين علاقتكما تتدهور كلما تكرر هذا التصرف، بحيث يشعر الطفل أنكِ لا تفهمينه.
- يزداد طفلكِ عناداً كلما جعلتِه يشعر أنه شخص سيء، وتزداد سلوكياته سوءاً في حضور الناس وفي غيابهم.
كيف يجب التصرف في هذا الوضع:
- حاولي إلهاء الطفل بأمور أخرى يحبها وتغيير سياق الأحداث.
- إن كان لا بدّ من لومه فليكن ذلك حين تعودون إلى المنزل على انفراد، عبر شرح سبب سوء تصرفه وكيف يجب أن يتصرف في المرة المقبلة. وإن كانت الطريقة المباشرة تجعله يعاند أكثر، حاولي إدخال الموقف الذي حصل في قصة عن طفلٍ أحبه الناس أكثر بعد أن أحسن التصرف…
- فسري للشخص الذي ينتقد أنه عمر الاستكشاف وعمر ال”لا”، وأنه لا يجب قمع الطفل بأسلوب عدواني كي لا يكتسب سلوكنا ويستخدمه. وأخبريها بطريقة غير مباشرة أنكِ تدركين كيفية التصرف مع طفلكِ دون قمعه أو توبيخه. كقولك “أنا أتفهم طفلي، وأتقبله كما هو، وأساعده على التحسن بطريقتي الخاصة، علاقتنا ممتازة”. بحيث تكون الرسالة الضمنية من حديثك “لا شأن لكِ بعلاقتي بطفلي” دون أن تكوني فظة أو وقحة.
كيف تسيطرين على غضبكِ في هذه اللحظات:
- تخيّلي أنهم غير موجودين، وأنّكِ تتواجدين مع الطفل بمفردكما، وركزي على كيفية التصرف مع طفلك والوصول إلى حل دون أن تجرحي شخصه أو مشاعره.
- فكّري في أن علاقتكِ بطفلكِ أهم بكثير من انتقادات أشخاص ربما قد مروا بنفس المواقف مع طفلهم لكنهم يستسهلون التنظير. أو أشخاص يعتمدون الضرب وقمع الطفل أمام الناس لإثبات أنهم أقوياء وقادرون على فرض سلطتهم (وهو أسوأ أساليب التربية الذي لن تقبلي اعتماده مهما ساءت الأمور).
- تذكري السمات الإيجابية المتواجدة في شخصية طفلك (الطيبة، الحنان، الذكاء، المرح الدائم..).
- هم لا يدركون الناحية الأخرى التي تجعلكِ متيّمةً به، لا بل لا تهمهم. تأكدي أن علاقتكِ بطفلكِ لا تهمهم، ما يهمهم فقط هو أن يحاولوا تعويض النقص لديهم بانتقادك. لذا كي لا تنفعلي على طفلكِ بسبب إنتقادات الناس !
تذكري أن طفلكِ يمر بمرحلة مؤقتة لن تستمر. تماماً كمرحلة الغيرة من أخيه الجديد، أو مرحلة التعلق بلعبة معينة. مرحلة العناد والإستكشاف لا تستمر. حاولي أن تتفهمي طفلكِ وتوجهيه بهدوء، وألا تخسري علاقتكِ به خلال هذه الفترة. العلاقة بينكما ليست محاولة فرض سلطة وسيطرة بقدر ما هي عملية توجيهية توعوية تحتاج إلى الكثير من الصبر والحب.