ما أهمية زرع احترام الذات في أنفسنا وأنفس أولادنا ؟

0

ما أهمية زرع احترام الذات في نفس الولد؟ ما هي مساوئ قلة الثقة بالنفس وقلة احترامها؟ وماذا عن منافع التنعم باحترام الذات؟
عندما نقابل بين شخص يحترم نفسه وبين آخر لا يحترمها نكتشف أهمية أن نزيد من حب وتقدير الشخص لذاته. عندما يحب الشخص نفسه، يسهل عليه أن يعترف ويتحمل مسؤولية أخطائه لأنه لا يشعر بأنه شخص بلا قيمة. إذا قلنا له مثلاً: «لقد تركت الحنفية مفتوحة وقد انقطعنا من الماء»، قد يشعر عندئذ بالسوء لأنه كان مهملاً ولكن ذلك لن يقوده إلى التفكير بالطريقة التي يفكر فيها الشخص الذي لا يحترم نفسه كثيراً: «يتهمونني بأنني شخص غير كفؤ وأنني غبي». وسرعان ما سيدافع عن نفسه لأنه يشعر بالتهديد: «لست آخر من دخل إلى الحمام. كيف فكرت أنه أنا؟ لماذا أكون دائماً الشخص الذي تضعون عليه الملامة؟».

هؤلاء الذين يشعرون بالحاجة إلى إنكار المسؤولية ساعين إلى تبرير أنفسهم متى أمكنهم ذلك، غالباً ما يكون السبب وراء ذلك هو قلة احترامهم لذواتهم. عندما يتلقون أي نقد سلبي، يشعرون بأنهم مجبرون على اتخاذ موقف دفاعي.
يبدو أن افتقار الشخص إلى احترام ذاته يتركه هشاً عاطفياً بحيث يسهل أن يشعر بأنهم جرحوا مشاعره.

كانت ستيفاني جالسة في غرفة الانتظار في عيادة طبيب الأطفال وهناك تعرفت إلى صديقتها ليلي. حتى تفتح حديثاً، قالت لها: «ابنك صبي نشيط جداً». سارعت ليلي ترد على التعليق متخذة الأعذار له: «إنه كذلك لأنه لم ينم جيداً ليلة البارحة. قضى الليل يسعل وكان متوعكاً. إنه لا يتصرف ابداً بهذا الشكل. عادة هو هادئ..»
لقد فسرت ليلي تعليق ستيفاني على أن ابنها لا يطاق وأنها أم سيئة.وبسبب قلة احترامها لذاتها، سارعت إلى تبرير نفسها بغية تصحيح الانطباع الذي أعطاه ابنها عنها، علماً أن دفاعها فاجأ ستيفاني.

عندما لا يكون هناك احترام للذات، قد يصبح مجرد تعليق بسيط نقداً. يرى الشخص الذي لا يحترم ذاته العالم وكأنه تهديد، ويحتاج دائماً إلى أن يقف موقف المدافع عن نفسه. وكل غلطة يرتكبها تقلل من شعوره بالجدارة، هذه الجدارة التي يشعر في الأصل أنها محدودة عنده. كما أن كل فشل يظهر تفاهته أما الغلط في الحكم فيصبح تأكيداً على عدم كفاءته.

فلنر كيف يأتي رد فعل الشخص القليل الاحترام لذاته عندما يشعر بأنه مستهدف بعد ارتكابه غلطة ما:
السريع الانفعال

يأتي رد الشخص السريع الانفعال عنيفاً، تراه ينكر بشكل غريزي ذنبه، متهماً الآخرين الذين قد يكونون خائفين من قسوته، فيؤثرون تجنب المزيد من المواجهات في المستقبل. يربط بين نفسه وبين إنجازاته محاولاً أن يبرهن كفاءته، مظهراً القوة والنجاح. يصبح وقحاً وميالاً إلى التنافس علماً أن قلة ثقته بنفسه تظهر على شكل رغبة في معاملة الآخرين بقسوة ليبرهن مقدرته وقسوته.

البارد اللامبالي

عندما تتم مواجهة أو لوم الشخص البارد اللامبالي، حتى إن كان في ذلك إجحاف بحقه، تجده يحافظ على هدوئه ويبعد نفسه،إن تمكن، عن الوضع برمته، معتبراً أن لا فائدة من الدفاع عن نفسه. في أوقات الصراع يفضل الانسحاب والتراجع خوفاً من فضح نفسه لأنه يعتقد أنه لن يُثبت إلا عدم كفاءته وقلة قدرته. لا يبادر أبداً ويمشي مع التيار عاجزاً عن مخالفة الإجماع أو إيجاد واقع مختلف لنفسه.

السوداوي

يسهل جرح شعور الشخص السوداوي وعندما تتم مواجهته يسارع إلى الدفاع مبرراً نفسه بشروحات طويلة معقدة، بل قد يكذب من أجل إقناع الآخرين ببراءته. يشعربالامتعاض من الشخص الذي اتهمه فيتهمه، ومن الصعب عليه أن يسامح، لذلك يضمر الضغينة والحقد. ويميل الشخص السوداوي إلى الشعور بأنه مظلوم وضحية، ويفكر ملياً بمظلوميته بسخط لا يعبر عنه، مشفقاً على ذاته. ولكن عندما يعرف أنه مذنب فقد يعوض عن ذلك بأن يصبح خاضعاً، ودوداً وكريماً.

الاندفاعي الطبع

الشخص الاندفاعي الطبع (inpulsive) يتجنب التعامل مع الأوضاع المزعجة من خلال محاولته أن يكون فاتناً فتجده يغيِّر الموضوع ويقلل من أهميته أو يتجاهل سبب الصراع. وإذا تمت مواجهته، يصبح عصبياً فيدافع عن نفسه مكرهاً. وما هي إلا لحظات حتى ينسى كل شيء عنه، ماحياً من ذاكرته هذه الأوضاع التي تسبب له الانزعاج أو الألم أو المشاكل. وقد تجعله قلة احترامه لذاته يفقد الشعور بفرادته وشخصيته فأثناء سعيه إلى إمتاع كل شخص، يتحول هو إلى حرباء.هدفه أن يكون محبوباً من قبل الجميع ويكون ذلك من خلال إخفاء حقيقة الوضع والادعاء بأن كل شيء يجري على ما يرام.

اترك رد