ما الذي علينا فعله مع الأشخاص الذين ينتقدون طفلنا أو يقللون من شأنه؟ (1)

0

انتقاد الأطفال: بعض الملاحظات التي يوجهها بعض الأشخاص حولنا إلى أطفالنا تزعجنا، لا بل تثير غضبنا: “أنا لا أحب الطفل العنيد صعب المراس”، “توقف عن البكاء”، “أنت فتاة صغيرة مشاكسة وشريرة”.

ما الذي يجب فعله في مواجهة هذه الملاحظات. ما هو الشعور الذي يراودنا خلال تلقي هذه الملاحظات؟ الحزن على طفلنا الذي يبدو متأثراً ومجروحاً؟ الغضب لأننا نشعر بأن الشخص الذي يوجه الملاحظة يطلق علينا أحكاماً، ولا يتفق مع طريقة تربيتنا لطفلنا أو يشكك في فعاليتها؟

يجب أن نثق في طريقة تربيتنا، وأن لا تؤثر بنا ملاحظات الآخرين

إذا كنا نحن مَن تأذى بسبب هذا الإنتقاد أو التعليق، فلا بد من أن الحل بأيدينا. بعض الناس لا يوافقون على طريقة تربيتنا لأطفالنا، ما المشكلة في ذلك؟ لن نغيرهم، والطريقة الوحيدة لإقناعهم بأننا على صواب هي الإنتظار لبضع سنوات (أو ربما للأسبوع القادم). سيكتشفون ذلك بأنفسهم. المهم هو أن نقتنع نحن بذلك.

نعم، أعرف لماذا أطفال الزمن القديم كانوا أكثر تهذيباً وطاعةً لأهلهم من أطفال هذه الأيام.. وأنا سعيدة جداً بأن أطفالي يجرؤون على ألا يكونوا مهذبين، يجرؤون على قول ما يفكرون به والتعبير عن عدم موافقتهم على رأي الكبار. أنا فخورة بأن أطفالي لا يخشون أن يكونوا على طبيعتهم، ان يعبروا عن فرحهم بصوتٍ عالٍ وواضح، أن يقفزوا، أن يركضوا، أن يكونوا حقيقيين. يمكن للآخرين قول ما يريدونه، الأمر لا يؤثر علي، لأنني سعيدة برؤية أطفالي راضين وسعداء ومتفاهمين فيما بينهم. لن أخوض في نقاش حول التربية مع أشخاص لا يريدون الإصغاء إلي، ما الداعي لتضييع الوقت؟ أنا لستُ غاضبة منهم.هم يعيشون في واقعهم، وليس في واقعي الخاص.

حماية الطفل الذي لا يستطيع الدفاع عن نفسه

يختلف الأمر تماماً، حين يكون من المحتمل أن تؤذي هذه الملاحظات طفلنا بشكل مباشر. إذا كان الطفل لا يتكلم، بإمكاننا الدفاع عنه بكل وضوح. من غير المفيد أن نتصرف بعدوانية، يجب أن نقوم بتوضيح الأمور في مواجهة النقد أوالملاحظات الجارحة. بهذه الطريقة يسمع الطفل ويتعلم أنه بإمكاننا أن لا نؤيد الآخر في رأيهم وأن نتعامل معهم باحترام في الوقت نفسه… كما يستوعب أيضاً ما نفكر فيه فيما يتعلق به وفيما يتعلق بالموقف (“كلا، طفلي ليس بطيئاً.. هو فقط يحب أن يأخذ وقته في التفكير.”).

لكن إذا كان الطفل يستطيع التعبير عن نفسه جيداً، يبدو الأمر مختلفاً بالنسبة إلي: تماماً كما يحصل في الجدال بين أخ وأخته، ما الذي نجنيه نحن حقاً عبر التدخل؟ نخاطر بإمكانية تشويه سمعة الشخص البالغ، الذي سيشعر بأننا نهاجمه وسيميل إلى الانسحاب بدلاً من الرغبة في فتح النقاش. أما بالنسبة للطفل الذي دافعنا عنه فيما أنه لم يطلب منا التدخل، فنحن نخاطر بأن نجعله يظن أن والديه هنا دائماً لحمايته وأنه غير قادر على حماية نفسه (“لا داعي لأن أحاول الدفاع عن نفسي! سأخبر أمي!”). إذن لا بد من تعليم طفلنا كيف يدافع عن نفسه بمفرده..

ترقبوا الإجابة في المقالة المقادمة: كيف نعلم طفلنا الدفاع عن نفسه حين ينتقده الآخرون ويؤذونه بانتقادهم السام

اترك رد