كيف نعلم طفلنا الدفاع عن نفسه حين ينتقده الآخرون ويؤذونه بانتقادهم السام(2)

0

الدفاع عن نفسه: يواجه أطفالنا العديد من الأشخاص السامين الذين ينتقدونه ويجرحونه قد يكون هذا الشخص قريباً له أو ربما شخص من خارج العائلة الكبيرة..في هذه الحالة، من الأفضل تعليم طفلنا الدفاع عن نفسه وتعليمه كيف يتعامل بمفرده مع هذا النوع من النقد. كيف نتمكن من ذلك؟ يشبه ذلك إلى حد ما جدالاً بين طفلين…

1- يجب الإعتناء ب”الضحية أولاً

هناك دائماً أشخاصاً “سامين”، لا يمكننا تغييرهم ولا عزلهم. لذا بدلاً من ذلك، يجب أن نعلم طفلنا كيف يتعامل معهم!

نناقش ما حصل مرة أخرى مع طفلنا:

أتذكر عندما قال رامي أنك شخصٌ شريرٌ وسيء؟ يجب أن تعلم أنني لا أوفقه الرأي، أنتَ لستَ شخصاً شريراً. لكن أعتقد أنه كان يشعر بأنه مضطهد، مما جعله يغضب. وبالتالي قال أموراً لا يفكر بها. في هذه الحالة، من الأفضل أن تخبره أنتَ أيضاً عنا تشعر به عبر القول مثلاً: “: “أنا لستُ شخصاً شريراً، أنا غاضب فقط لأنني شعرت أنك رفضتَ إعطائي شريحة النقانق هذه لمجرد إزعاجي دون سبب. وهذا ما جعلني أغضب منك “.

هل تذكر حين قالت جدتكَ أنك ولد صغير عنيد صعب المراس؟ أنا لا أتفق معها. أعتقدت أنها أساءت فهم غضبك وأنها فعلت ذلك عن غير قصد. لكن أنتَ باستطاعتكَ مساعدتها على فهم مشاعرك بشكل أفضل عبر التعبير عما تشعر به بكل بساطة. كأن تقول مثلاً: “كلا، أنا لستُ صعب الإرضاء، أنا فقط غاضب لأنكم تقومون بمنعي عن الكثير من الأمور، وأن ذلك ليس عدلاً! أنا لا أفهم لِمَ تفعلون ذلك، لأنني لا أستحق هذه المعاملة!”

2- مساعدته على التحرر من كلام الآخرين (على عدم التأثر بكلام الآخرين)

في مواجهة العنف والأسلوب العدائي الذي يستخدمه بعض الناس. يجب أن نعلم طفلنا كيف يتراجع خطوة نحو الخلف لل”تخلص” من هذه العدوانية. يجب أن نساعده على فهم أنه في حال كان الشخص الآخر غاضباً، فهذا ليس بالضرورة ذنبه هو. بل في الواقع قد يكون هذا الشخص معرضاً لضغوطات معينة أو بشعر بالتوتر، أو ربما أنه فهم تصرفه بطريقة خاطئة (على سبيل المثال: نكتة تم فهمها بشكلٍ خاطئ). عدا عن ذلك، يعد التواصل اللاعنفي طريقة رائعة لتعليم أطفالنا وتعليم أنفسنا على الرد والتعبير عن الذات. كما علينا أن نعلمه ألا يصدق الأمور كما تبدو في ظاهرها: مجرد أن يقول له أحدهم “أنت شخص شرير” لا يعني أن هذا صحيح… حتى لو قاله ذلك شخص بالغ!

3- يجب أن نعلمه التعبير عن انفعالاته في مواجهة الإتهامات

الطريقة الأسهل في هذه الحالة، هي تعليم الطفل كيفية التعبير عن انفعالاته لأن ذلك يساعده على تجنب سوء الفهم ونزع فتيل العديد من المواقف. عبر تعليمه قول ما يشعر به مع تجنب اتهام الطرف الآخر، سيتبنى الطفل طريقة تواصل إيجابية ويتجنب التجريح بالطرف الذي يحاوره. هي طريقة رائعة في الدفاع عن النفس. وعبر تقديم إقتراحات إجابة تسير في هذا الإتجاه لطفلنا، وإظهار المثال له، سيتمكن هو أيضاً من أخذ زمام المبادرة والتصرف بنفس الطريقة (قد يستغرق الأمر أحياناً عدة سنوات).

في المنزل لا يستطيع جوي وليون الرد دائماً بأفضل طريقة ممكنة، لكن حين أسمعهما يقولان “أنا غاضب/أنا حزين”. بدلاً من “أنت شرير”. أقول لنفسي إننا نسير في الاتجاه الصحيح.

اترك رد