كيف نرد على الشخص الذي يقوم بانتقاد أطفالنا على الطالع والنازل؟

0

انتقاد أطفالنا

قالت الجدة للأم منتقدة أطفالها: ” ما هذه التربية؟ انظري كيف يتصرف بقلة أدب .. لم أر طفلاً بهذه الوقاحة “

بلعت الأم ريقها ولم ترغب في الرد على حماتها.. وفكرت بينها وبين نفسها بأن طفلها ككل أطفال العالم يبكي ويغضب وأحياناً يسيء التصرف.. ولكن ابنها بشكل عام لطيف ودود وليس صعب المراس.. فلماذا كلما التقت بحماتها تكرر نفس الأسطوانة وتنتقد طفلها ليس أمامها فحسب بل أمامه وهي تشعر بأن طفلها يحزن لكلام جدته.. ماذا عليها أن تفعل؟ هل تواجهها وتضع لها حدّاً؟ أليس من حق طفلها عليها أن تحميه من الناس وانتقاداتهم حتى لو كان المنتقد هو جدته أو جده ؟

حين نتواجه مع أشخاص ينتقدون أطفالنا بغير حق علينا أن نخصص بعض الوقت للتحدث بهدوء، وجهاً لوجه، مع الشخص الذي “يهاجم” طفلنا بشكل دائم. حتى لو كانت الإنتقادات صادرة عن الأجداد أو أهل زوجنا، يمكننا طرح الموضوع بهدوء. ستكون لدينا فرصة أكبر بأن يصغي إلينا الطرف الآخر إذا لم نقم باتهامه أو مواجهته أمام طفلنا (مما قد يؤدي إلى تهميشه، وإلى تشويه سمعته أيضاً). في هذا الوضع أيضاً، لا يوجد طريقة أكثر نجاحاً من التعبير عن مشاعرنا “هل تعلمين، أنا غاضبة حقاً، لأنني أعاني من ألم في معدتي في كل مرة نقضي الإجازة معاً. أشعر أن هناك مَن يراقبني وينتقدني بشكل دائم. والأمر يزداد صعوبة بالنسبة إلي. لا أريد أن أصل إلى مرحلة نتخذ فيها قراراً بعدم زيارتكم مجدداً. بدأتُ أشعر أن طفلي يعاني أيضاً من هذا الأمر. فهو يشعر بأنكم تنتقدونه، وبأنه غير محبوب، مما يزيد سوء سلوكه السيء…”

حاولي حماية حياتكِ اليومية من الأشخاص السامين جداً

إذا كان الشخص السام شخصاً نراه بشكل يومي، قد يصبح الأمر ضاراً. ولكن قبل ترك أي علاقة، ما هو أهم من كل ذلك هو مراقبة الطريقة التي يتفاعل عبرها الطفل، ومناقشتها معه. بصفتنا أحد الوالدين، نريد حماية طفلنا بأي ثمن، ولكن في بعض الأحيان لا يهتم الطفل للأمر، أو يكون طفلنا قادراً على اتخاذ المسافة اللازمة حتى لا يتأثر وبفكر كثيراً بأمور معينة. في هذه الحالة، سيكون من العار أن نصنع مشكلة من أمر غير مهم عندما يرى طفلنا ذلك جيداً!

إذا لاحظنا أن طفلنا يعاني من الأمر ويتأثر، يجب أن لا نتردد في جعله يأخذ مسافة من الموضوع.

اترك رد