فشل الصبيان في المدرسة
ذكرنا في المقال السابق أن أداء الفتيات في المدرسة أفضل من أداء الصبيان وأن السبب يعود إلى المعايير المتواجدة في المدرسة بشكل خاص وفي المجتمع بشكل عام. للبدء بوضع أول حجر لبناء الصرح، أي إيجاد حلول، سنقدم لكم من موقع التربية الذكية مجموعة من الأفكار نأمل أن تساعد الصبيان على العثور على مكانهم، والفتيات على تحقيق طموح وخطط تتوافق مع رغباتهن الحقيقية، وكل الأطفال على احترام أنفسهم واحترام الآخرين.
لا تخفوا وجوهكم
يجب أن نتقبل الحقيقة كما هي، وأننا قمنا نحن أيضاً بطريقة أو بأخرى بالمشاركة بنقل هذه الأفكار أو بعض الأحكام المسبقة. ليس المطلوب أن نلوم أنفسنا، فما زال بإمكاننا التغيير منذ الآن.
إتقان العمل هو قيمة يجب نقلها وإيصالها
هو ليس واجباً منزلياً مخصصاً للفتيات. هو عمل نبيل، يجب تشجيع الصبيان كما الفتيات على القيام به والسعي إلى تطبيقه. يمكننا إيجاد العديد من الأمثلة عن الأعمال التي يتم إنجازها بدقة وصبر وإتقان: بعضها للفتيان والبعض الآخر للفتيات. لإثبات أنها قيمة وسمة لا علاقة لها بجنس الطفل على الإطلاق.
عدم إصدار أي حكم يتعلق بالقيم
يحق للطفل أن يحب اللون الوردي، أن يكون خطه جميلاً، أن يحب القراءة ويحصل على علامات مرتفعة في الصف. كما يحق للفتاة أن تكون لاعبة كرة قدم وأن تكون موهوبة في الرياضة أكثر من اهتمامها باللغات. يجب احترام ذوق الجميع، وأكثر من ذلك أيضاً، يجب تشجيع كل طفل على أن يحب نفسه كما هو وأن يفتخر بنفسه كما هو وبذوقه الخاص.
لا تستهينوا باللامبالاة. ولا تؤيدوها أيضاً
لا يجب الاستخفاف بالأمر حين يتم عدم إحترام قاعدة ما تزعج الآخرين. ليس أمراً عادياً أن يأتي الصبي دون أغراضه المدرسية أكثر مما هو أمر عادي فيما يخص الفتاة. ليس من الطبيعي أن يكون الواجب المدرسي متسخاً ومهملاً حين يكون من نفذه صبي لا فتاة. الفكرة لا تكمن في البحث عن الكمال، بل في أن نكون منصفين وعادلين وأن ننتظر نفس التطبيق والمشاركة من الصبيان كما الفتيات، سواء كان ذلك في المنزل أو في المدرسة.
فلنشجع المشاريع والأحلام والطموحات الجميلة
من الممكن طبعاً لفتاة أن ترغب بأن تتولى منصباً مهماً في عالم الموضة حين يكون عمرها 11 عاماً، وأن تكون سعيدة وراضية مع ابنتها حين تبلغ الثلاثين من عمرها. لا يوجد مهنة أفضل من الأخرى، طريقة عيشٍ أكثر إسعاداً من الأخرى. ما يشكل أمراً إيجابياً بالنسبة لشخص، ليس بالضرورة أن يراه الشخص الآخر من نفس المنظور. لذلك يجب أن نساعد كل طفل على إيجاد وسائل لتحقيق غاياته وأحلامه. لا أن نحكم عليه أو ننتقده أو نسخر منه أو أن نخبره بأنه حلم مستحيل. لكل طفل الحق بأن يكون لديه خياره الخاص وأن يكون فخوراً بهذا الخيار.
تقديم أفضل الأسس الممكنة في القراءة والكتابة
القراءة الضعيفة هي المصدر الأول للفشل الدراسي. إذا كان هناك أمرٌ واحد يجب تعلّمه ولا يمكننا التخلي عنه فهو هذا. بغض النظر عن الوقت الذي سيستغرقه الطفل لإتقان القراءة والكتابة، من الضرورة أن يُتاح للطفل تقوية هذه الأسس. وسواء في كندا أو السويد، فإن الأساليب والخطط التعليمية في نطاق القراءة لا تُعتمد نفسها بالنسبة للفتيان كما للفتيات. يتم تشجيع الآباء على القراءة مع أبنائهم حتى يشارك الأولاد في القراءة التي ليست مخصصة للفتيات فقط.
العثور على طريقة لإدخال الطفل إلى سن البلوغ
يمكنكم القيام بذلك عن طريق القيام بأحد الطقوس. في الماضي، كان يتم تحضير الطفل في سن مبكر، عبر تعليمه مهنة والده وجعله يتولى مسؤولية في عمله (في الحقول أو في الأعمال اليدوية). اليوم، أصبح الأمر أكثر تعقيداً، لكن يمكننا تخصيص أحد الطقوس للطفل يتعلق ببلوغه سن الثالثة عشر عبر جعله يتولى مهاماً محددة جداً في المنزل عادةً ما يتولاها الأشخاص البالغون. الفكرة من ذلك هي تعريف الطفل على معنى أن يصبح راشداً: أن يصبح مسؤولاً، اتخاذ أفضل الخيارات والقرارات الممكنة، تحمل مسؤولية عواقب أفعاله.. يمكننا أيضاً أن نعد احتفالاً، وأن نزيد من استقلالية ومسؤولية الطفل.
توجيه كل الأطفال بغض النظر عن جنسهم إلى مستقبلهم والسماح لهم بالتعرف على أنفسهم
مما يتضمن أن نقوم بعرض المهن المختلفة لهم المتعلقة بالنساء كما المتعلقة بالرجال حتى لا يقول الصبيان “هذه المهنة مخصصة للفتيات”. وكي لا تقول الفتيات “يمكنني فقط اختيار إحدى المهن الخصصة للنساء”. يحتاج الفتيان إلى نماذج يُحتذى بها من الرجال في مجالات الرعاية والقانون والتعليم. وتحتاج الفتيات إلى نماذج يُحتذى بها من النساء في المهن التقنية والتكنولوجية والمالية.
وها قد ختمنا مقالاً جديداً. دائماً مع إتاحة الإمكانية لكم بإعطاء رأيكم في التعليقات، والقول إذا ما كان هناك نقاط لم يتم ذكرها تبدو مهمة بالنسبة إليكم ! نشكركم مسبقاً على مشاركتكم التي تعنينا كثيراً.
للتعرف على تفاصيل حول تفاوت نسبة النجاح بين الفتيات والصبيان، وأسباب هذه الظاهرة التي تنطلق من المدرسة والمجتمع. تابعوا الجزء الأول من المقال تحت عنوان: 5 أسباب تؤدي إلى جعل أداء الفتيات في المدرسة أفضل من أداء الصبيان