5 أسباب تؤدي إلى جعل أداء الفتيات في المدرسة أفضل من أداء الصبيان

0

هل كون الطفل ذكراً أو أنثى يؤثر على نجاحه في الدراسة أم لا؟ ربما أنكم لم تطرحوا هذا السؤال أبداً على أنفسكم. لأننا في الحقيقة، نتمنى جميعنا أن يكون الجواب “لا”. وعلى الرغم من ذلك فالحقائق هي كالتالي: تنجح الفتيات بنسب أعلى في المدارس (بينما لدى الفتيان على أرض الواقع آفاق وظيفية أفضل).

حقائق مثبتة: أداء الفتيات في المدرسة أفضل من أداء الصبيان

جميعنا نعلم ويُقال غالباً أن حوالي ربع الطلاب في نهاية الصف الخامس لا يتقنون القراءة (مع أننا مع الأسف لا نحاول التحرك للتغيير). لكن إذا دققنا أكثر في التفاصيل، نلاحظ أن الغالبية العظمى من بين هؤلاء الطلاب هي من فئة الذكور.

وفيما يتعلق بشهادة الباكالوريا، فمعظم الحاصلين عليها أيضاً من الإناث: 85.7% من الفتيات اللواتي تتراوح أعمارهم بين 14 و24 عاماً حصلنَ على شهادة البكالوريا. مقابل 71.80% من الذكور الذين تتراوح أعمارهن بين 14 و24 سنة أيضاً. ما يثير الاستغراب فعلياً، هو أنه منذ حوالي 25 سنة، بالنسبة لنفس الفئات العمرية كانت نسبة النجاح بين الفتيان والصبيان في هذا النطاق متوازية تقريباً. أما اليوم فالفرق شاسع والفجوة هائلة.

إذا راقبنا كل الطلاب الذين يعانون من “صعوبات كبيرة” أو “فشل”، إن كان على مستوى الدراسة (التعلم) أو من ناحية السلوك، 80% من هؤلاء الطلاب هم من الصبيان.إليكم حقيقة أخرى مثيرة للإهتمام، هي أن 71% من الفتيات يقرأن بطريقة صحيحة ومنتظمة، مقابل 52% من الصبيان. وكلما أصبحت الفتيات أكبر سناً، كلما ازدادت مهاراتهن في المجالات الأدبية.

لماذا يؤثر جنس الطفل إلى هذا الحد على نجاحه الأكاديمي؟

فيما تأخذ بعض البلدان مثل السويد وفنلندا أو حتى كندا بعين الإعتبار جنس الطفل أثناء اعتماد طريقة التعليم (حيث لا توجد إهانة للنسويات اللواتي يعتبرن أن الرجال والنساء متماثلون).. تعتبر بعض البلدان أن الواقع يفرض نفسه كما هو. إلا أن رؤية الحقيقة ومعرفتها لا تكفي. لذا فلنحاول أن نفهم لماذا يؤثر جنس الطفل إلى هذا الحد في عملية التعلم وفي النجاح أو الفشل في الدراسة

freepik.com
1- يبدأ التمييز في المدرسة

لقد شعرتُ بالصدمة والحزن الشديد حين عرفتُ أنه حين تم طرح سؤال على المعلمين (ومعظمهم من النساء) مَن من طلابهم يحصل على أعلى العلامات في الصف، وكان الجواب دون تردد “الفتيات”. لكن حين سألناهم مَن من طلابهم كان الأفضل في الصف، بدأ المعلمون بتعداد الصبيان. لماذا؟ لأنه في الفكر الشائع (والمترسخ جيداً في المجتمع مع الأسف)، تحصل الفتيات على علامات جيدة لأنهن يدرسن ويبذلنَ جهداً في التعلم، بينما ينجح الصبيان لأنهم أذكياء. يتم تقدير الصبيان، فيما يتم التقليل من قيمة الفتيات. ملاحظة محزنة، لكنها حقيقية جداً.

2- الفتيات أكثر تكيفاً مع معايير المدرسة

الفتيات هن أكثر اجتهاداً، ويعملن أكثر، يتعاملن بجدية أكثر مع الدروس والمحاضرات. يتم تقسيم المهمة المدرسية إلى 5 خطوات: إعلان المطلوب (الأمر أو التعليمات)، تنفيذ المهمة، التدقيق اللغوي، تصحيح الأخطاء، وإنهاء الواجب المدرسي. تتبع الفتيات هذه الخطوات بعناية أكبر من الصبيان، الذين يتوقفون غالباً عند الخطوة الثانية. معظم الصبيان لا يقومون بالتدقيق ولا بتصحيح الأخطاء. ولا يقومون حتى بتدوين ملاحظات حول أخطائهم لتجنب تكرارها في المرة المقبلة. والسؤال الذي يجب أن نطرحه على أنفسنا هنا هو لماذا؟ لماذا تتبع الفتيات معايير الدراسة أكثر من الصبيان؟

3- الفتيات يحببن إنجاز عملهن بطريقة متقنة (أكثر بكثير من الصبيان)

منذ الطفولة، تشارك الفتيات في الأعمال اليومية أكثر من الصبيان: الغسيل والتنظيف والترتيب وتحضير وجبات الطعام… هي مهمات ما زالت تعتبر حتى يومنا هذا مخصصة للنساء أكثر من الرجال، وبالتالي تقوم بها الأمهات أغلب الأحيان. إذاً فإن الفتيات الصغيرات يشاركنَ أكثر من الصبيان في هذه الأعمال، وبالتالي يكتسبنَ الدقة والجودة والسعي إلى إتقان العمل الذي يؤدينَه مبكراً.

4- التعرف على البالغين غير متكافئ

الأطفال فتياتٌ كانوا أم فتيان يحتاجون إلى قدوة. تتعرف الفتيات على نساء بارعات ليتخذنهن قدوة، والفتيان على رجال بارعين ليتخذونهم قدوة. المشكلة فعلياً هي أن الفتيات في مجتمعنا لديهن نساء من الممكن أن يتخذنهن قدوةً أكثر مما لدى الفتيان نماذج مثالية من الرجال. بكل بساطة، لأن مَن يتولى غالبية الوظائف في مجال التعليم والوظائف الإجتماعية وفي مجال الطب والقانون وحتى وظائف مندوبي البلديات هنّ نساء. هي كلها وظائف “يمكن ملاحظتها”، تتعلق ب”مساعدة الآخر” أو “الرعاية”. مما يعني أن الفتيات والمراهقات، لديهن الكثير من النساء لاتخاذهن قدوة، والفتيان لديهم نسبة قليلة من الرجال الذين من الممكن اتخاذهم قدوة. في هذا السياق، اختيار المجال الدراسي والمسار المهني أسهل على الفتاة من الصبي. مما ينطوي على الكثير من المخاطر: أولاً، أن بعض الفتيات لن يتعرفن إلا على النساء اللواتي يقابلنهن، وبالتالي سيحد ذلك من خياراتهن. وثانياً، أن الفتيان سيستبعدون احتمال اختيار هذه الوظائف لأنهم سيربطونها بالنساء.

5- يعتبر الصبي أن النظام المدرسي بأكمله يعارض رجولته

هو أمرٌ يحصل دون قصد بالتأكيد، لكن هناك عدة تفسيرات لذلك. أولاً، يتطور الصبي في عالم تسوده النساء، ويبحث لنفسه عن مكان في هذا العالم. ثانياً، بينما لدى الفتاة انتقال واضح من مرحلة الطفولة إلى مرحلة النضوج، عند بدء دورتها الشهرية الأولى (وبالتالي لديها القدرة على التعايش مع سن الطفولة جسدياً). لا يملك الطفل مرحلة انتقال واضحة. بالتالي يحاول الطفل التحرر من مرحلة الطفولة عبر التمرد، والمعارضة، والاتجاه إلى العنف أحياناً. يجب أن نعرف أيضاً أن “الكبير” في الصف الثاني، هو الأصغر في الصف السادس، حتى عندما يحاول إثبات أنه كبير. بالنسبة لهذا الإنتقال إلى عالم الكبار، يشعر الصبي أن رجولته لا تنسجم مع الخضوع إلى المتطلبات والتعليمات المدرسية. بالتالي فإن الإجتهاد والتركيز والإحترام والإلتزام كلها بالنسبة له علامات ضعف، مخصصة للفتيات.

للتعرف على حلول لهذه المشكلة. تابعونا في الجزء الثاني من المقال، تحت عنوان “…………”

اترك رد