ابنك ليس كسولاً ابنك يعاني من الديسلكسيا (عسر القراءة) (2)
منذ عدة سنوات كنت في مدرسة ابنتي في اجتماع للأهل مع المعلمين.. يومذاك كنت واقفة أنتظر دوري للتحدث الى المعلمة وكانت تقف قبلي أم وابنها البالغ من العمر سبع سنوات..
لا شك انه في صف ابنتي اي في الصف الثالث الابتدائي.. بدت الأم مكسورة تسأل عن ابنها باستحياء وكان طفلها يقف قربها وعلى وجهه علامات الانهزام والحزن..
ولأنني كنت قريبة كنت قادرة على سماع الحوار بين الام والمعلمة.. قالت لها المعلمة : ابنك علاماته سيئة جداً وهو بحاجة الى مساعدة في البيت..
استغربت انا كلام المعلمة اي مساعدة قد يحتاجها طفل في الثالث الابتدائي في البيت فمادور المدرسة اذن؟
كنت اتابع الحوار وارى ملامح الحزن والاستحياء على وجه الام والطفل.. عادت المعلمة تقول: نصي عليه نصاً املائياً هذا قد يساعده على القراءة
هنا ايضاً استغربت ما تقوله هذه المعلمة ” كيف لطفل ان يكتب ما دام لا يستطيع القراءة.. فالقاعدة تقول من يقرأ جيداً يكتب جيداً ..”
عاد صوت المعلمة يعلو وكأنها تخطب خطاباً عظيماً: تصوري هو التلميذ الوحيد في صفي الذي لا يستطيع القراءة ولا يستطيع التمييز بين الصوت الطويل والصوت القصيرردت الام: ولكنه يدرس دائما.
وهو غير مهملقالت المعلمة: هو في الصف لا يلهو ابداً ولكنه كسول وعلاماته سيئة.. كيف لا يستطيع حتى الان القراءة ولا يعرف الفرق بين الصوت الطويل والقصير..
هنا تصورت هذا الطفل في الصف خجولاً من نفسه منزوياً لا يعرف لماذا هو دون الصف كله لا يجيد القراءة ولكني عرفت ان هذا الطفل يعاني من مشكلة تسمى عسر القراءة وهي مشكلة شائعة عند الكثير من الاولاد
وتابعت المعلمة: عليك ان تجدي حلاً لكسله..هنا انتفض قلبي غضبا ودون ان أدري ارتفع صوتي محاولة التدخل فقلت: هذا الطفل يعاني من الديسلكسيا اي عسر القراءة
نظرت الي المعلمة مستغربة ما أقول فعرفت انها للأسف لا تعرف ان هناك ما يعرف بصعوبات التعلم كعسر القراءة او عسر الحساب وغيره..
توجهت بكلامي هنا الى الام والمعلمة : هناك مشكلة يعاني منها الكثير من الاطفال تسمى عسر القراءة وهي مشكلة لها علاقة بخلايا الدماغ..
نظرت الى الام وقلت لها: ابنك ككثيرين غيره لديه هذه المشكلة ولكن من يعاني الدسلكسيا ليس طفلاً غبياً بل هو طفل لديه مشكلة وهناك طرائق في التعليم لمساعدة هؤلاء الأطفال..
نظرت اليها بتعاطف اذ كنت اريد ان أنزع عن وجه الام هذا الانهزام والخجل من طفلها وكررت امامها ابنك ذكي ولكن لديه مشكلة يمكن معالجتها بسهولة في هذا العمر وكلما تأخرت في العلاج اصبحت المعالجة اصعب..
اردت ان أبعث في قلب هذه الام الامل وان أجعلها تؤمن بطفلها وان تنظر اليه بطريقة اخرى..
نعم عليها ان تفتخر بطفلها مهما كان وضعه الدراسي فما يعاني منه مشكلة حقيقة تندرج ضمن الصعوبات التعلمية.. فما هو عسر القراءة عند الاطفال؟
في المقالة السابقة تحدثنا عن تعريف عسر القراءة والآن نتناول التشخيص والعلاج
كيف تشخصين إن كان طفلك يعاني من الديسلكسيا وكيف يمكن معالجة المشكلة
تشخيص
إذا اشتبه أحد الوالدين أو الوصي أو المعلم في أن الطفل يعاني من عسر القراءة ، فيجب أن يسألوا عن التقييم المهني. قد تكون المدرسة قادرة على المساعدة. من المرجح أن يؤدي التشخيص المبكر إلى إدارة المشكلة ومعالجتها بشكل فعال.
إذا تم التشخيص المبكر لعسر القراءة سيفتح ذلك الباب لدعم الطفل أو المراهق . وسيصبح بإمكانهم الحصول على خدمات التعليم الخاصة بعسر القراءة وبرامج الدعم والخدمات التي تقدمها الكليات والجامعات في هذا المجال.
وفقًا لجمعية عسر القراءة الدولية ، يشمل التشخيص الأمور التالية:
- المعلومات الأساسية عن المصاب ، بما في ذلك تاريخ العائلة والتطور المبكر
- الذكاء
- المهارات اللغوية الشفوية
- قدرة الشخص على التعرف على الكلمات
- مهارات التكلم بطلاقة
- فهم النص
- معرفة المفردات
- فك الشفرة ، أو القدرة على قراءة الكلمات الجديدة باستخدام معرفة صوت الحروف
- المعالجة الصوتية، أو كيفية معالجة الدماغ لأصوات الكلمات
أثناء التقييم ، سيهدف الاختصاصي بصعوبات التعلم إلى استبعاد الحالات الأخرى التي يمكن أن يكون لها أعراض مشابهة كمشاكل الرؤية وضعف السمع ونقص التعليمات والعوامل الاجتماعية والاقتصادية.
أعراض الديسلكسيا (عسر القراءة)
يمكن أن تظهر أعراض عسر القراءة على الأشخاص في أي عمر ، لكنها تميل إلى الظهور أثناء الطفولة.
يمكن أن يسبب عسر القراءة تحديات تشمل:
التأخر عن غيره من الأطفال في تطور بعض المهارات
قد يتعلم الأطفال المصابون بعُسر القراءة الزحف والمشي والتحدث وركوب الدراجة في وقت متأخر عن أقرانهم.
تعلم الكلام
قد يستغرق الأطفال المصابون بعُسر القراءة وقتًا أطول لتعلم الكلام. وقد يخطئون أيضًا في نطق الكلمات، ويجدون صعوبة في القافية ، ومن مشاكلهم أنهم لا يميزون بين أصوات الكلمات المختلفة وبين الصوت القصير والصوت الطويل..
تعلم القراءة
يمكن أن تظهر هذه الصعوبة في وقت مبكر أي في مرحلة ما قبل المدرسة. قد يجد الطفل صعوبة في مطابقة الحروف مع الأصوات، وقد يواجه صعوبة في التعرف على الأصوات في الكلمات.
يمكن أن تظهر أعراض عسر القراءة أيضًا عندما يبدأ الشباب في تعلم مهارات أكثر تعقيدًا. على سبيل المثال ، يمكن أن تسبب الحالة صعوبة في:
- قواعد اللغة
- فهم النص
- القراءة بصوت عال
- بنية الجملة
- الكتابات المتعمقة
قد يلاحظ مقدمو الرعاية والمعلمون أن الطفل يتردد في القراءة – وقد يتجنب المواقف التي تتطلب ذلك.
تعلم الكتابة
على الورق ، يمكن للشخص المصاب بعُسر القراءة عكس الأرقام والحروف دون أن يدرك ذلك.
أيضًا ، لا يتبع بعض الأطفال المصابين بعُسر القراءة الأنماط المتوقعة لتقدم التعلم. على سبيل المثال ، قد يتعلمون تهجئة كلمة وينسون تمامًا في اليوم التالي.
الأصوات المعالجة
إذا كانت الكلمة تحتوي على أكثر من مقطعين لفظيين فقد تصبح معالجة الأصوات أكثر صعوبة. على سبيل المثال ، في كلمة ” unfortunately ” ، قد يكون الشخص المصاب بعُسر القراءة قادرًا على معالجة الأصوات “un” و “ly”، ولكن ليس تلك الموجودة بينهما.
مجموعات البيانات
قد يستغرق الأطفال المصابون بعُسر القراءة وقتًا أطول لتعلم حروف الأبجدية وكيفية نطقها. قد يواجهون أيضًا صعوبة في تذكر أيام الأسبوع وشهور السنة والألوان وبعض الجداول الحسابية.
التنسيق
قد يكون الشخص المصاب بعُسر القراءة أقل تنسيقًا من أقرانه. على سبيل المثال ، قد يكون التقاط الكرة أمرًا صعبًا عليه ، وقد يخلط بين اليسار واليمين.
يمكن أن يكون انخفاض التنسيق بين اليد والعين أيضًا أحد أعراض حالات عصبية أخرى مماثلة ، بما في ذلك عسر القراءة.
التركيز
غالبًا ما يجد الأشخاص المصابون بعُسر القراءة صعوبة في التركيز. قد يكون هذا بسبب شعورهم بالإرهاق العقلي بعد بضع دقائق من الكفاح من أجل القراءة أو الكتابة.
ويعاني عدد أكبر من الأطفال المصابين بعُسر القراءة من اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD).
وفقًا لبعض التقديرات ، فإن 30٪ من المصابين بعُسر القراءة يعانون أيضًا من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ، مقارنةً بـ 3-5٪ من طلاب المدارس العامة الذين يعانون من كلا الحالتين.
تسلسل الأفكار
قد يعبّرالشخص المصاب بعُسر القراءة عن أفكاره في تسلسل يبدو ، لأقرانه ، غير منطقي أو غير متناسق.
الأمراض الذاتية المناعة
الأشخاص المصابون بعُسر القراءة أكثر عرضة للإصابة بالأمراض الذاتية المناعة، مثل الحساسية الموسمية والربو والأكزيما.
كيف تعالج مشكلة عسر القراءة DYSLEXIA؟
لا يوجد علاج جذري لعسر القراءة ، ولكن هناك مجموعة من الأساليب يمكن أن تساعد في جعل مهام الطفل اليومية أسهل بكثير.
يؤثر عسر القراءة على كل شخص بشكل مختلف ، ويجد معظم الناس طرقًا لاستيعاب اختلافات التعلم لديهم والنجاح.
إن التشخيص المبكر وتقديم الدعم في وقت مبكر من الحياة يساعد على معالجة المشكلة بشكل أفعل وأنجح. يتم اعتماد بعض الطرق لمعالجة عسر القراءة منها:
- تقييم الاحتياجات الفردية: هذا يساعد المعلمين على تطوير برنامج موجه للطفل المصاب
- أدوات التعلم التي تتكيف مع حالة الطفل المصاب بعسر القراءة : قد يستفيد الأطفال المصابون بعُسر القراءة من أدوات التعلم التي تعتمد على الحواس لإيصال الفكرة.
- التوجيه والدعم: إن عرض الطفل على معالج نفسي يساعد في التخفيف من آثار هذه الحالة على تقدير الطفل لذاته .. ومن أشكال الدعم الأخرى التي تساعد الطفل المصاب منحه على سبيل المثال المزيد من الوقت أثناء الامتحان.
- التقييم المستمر: قد يستفيد البالغون المصابون بعُسر القراءة من المساعدة في تطوير استراتيجيات التكيف المتطورة وتحديد المجالات التي قد يستفيدون فيها من مزيد من الدعم.
يقدم مركز ييل لعُسر القراءة والإبداع نصائح للدراسة عند الاصابة بعسر القراءة. من هذه النصائح:
- استخدام استراتيجيات إدارة الوقت مثل تقسيم المشاريع إلى أجزاء أصغر وصياغة مخطط تفصيلي قبل بدء المهمة
- استخدام أدوات مثل بطاقات ال flash cards وتقنية تحويل النص إلى صوت
- تنظيم الملاحظات بشكل مرئي باستخدام أقلام التظليل highlighters أو نظام الترميز اللوني
- العمل في مكان هادئ وواضح – واستخدام سدادات الأذن أو سماعات إلغاء الضوضاء إذا لزم الأمر – وتقليل عوامل التشتيت إلى الحد الأدنى