4 طرق لمساعدة الأطفال المغتربين على الصمود ومواجهة الصعوبات(2)

0

بدلاً من التساؤل أو الندم، نستطيع دعم أطفالنا المغتربين بشكل صحيح، مساعدتهم على تنمية قدرتهم على الصمود ومواجهة الصعاب. الصمود هو ما يسمح لهم باجتياز تحديات الحياة الكبيرة والصغيرة.

والخبر السار هو.. أنه بإمكانكم تطوير القدرة على الصمود ومواجهة الصعاب لدى طفلكم مهما كان عمره.

في المقالة السابقة ذكرنا 3 طرائق لمساعدة الطفل المغترب على الصمود.. والآن نضع أمامك 4 طرق أخرى للصمود ومواجهة التحديات.

الطريقة #4: اعثروا على فرص لجعلهم يتغلبون على مخاوفهم

كآباء وأمهات، بإمكانكم مساعدتهم عبر منحهم فرص للخروج من منطقة الراحة الخاصة بهم. فكما توضح سوزان جيفرز أن الوسيلة الأفضل للتغلب على خوفنا هي عبر اتخاذ خطوات. الجمود “عدم التصرف” يضخم هذه المخاوف.

لذا لتطوير ثقة أطفالكم بأنفسهم وبالتالي أيضاً قدرتهم على تجاوز المحن، بإمكاننا أن نجعلهم يواجهون بعض التحديات الصغيرة، دفعهم بلطف للمخاطرة قليلاً، جعلهم يقومون بأعمال خطيرة وصعبة.

غالباً ما نعتقد أن الشجاعة عمل بطولي أو خارق.

إلا أن الشجاعة في الحقيقة هي أمر شخصي جداً، وما يحتاج إلى شجاعة بالنسبة لشخص قد يشكّل بالضرورة تحدياً بالنسبة لآخر. ابحثوا مع أطفالكم عن هذه “التصرفات الشجاعة” الصغيرة التي بإمكانهم القيام بها اليوم. هل هي عدم الانتقال إلى رصيف آخر عند رؤية كلب؟ التجرؤ على الإنضمام إلى مجموعة من الأطفال يلعبون في الملعب في فترة الإستراحة؟ رفع يدهم للمشاركة في الصف على الأقل ثلاث مرات في اليوم؟ ستساعدهم هذه الخطوات الصغيرة على فهم أنه على الرغم من صعوبة ذلك، وحتى لو فشلوا، ففي بعض الأحيان، هناك إمكانية لتخطي الأمر.

الطريقة #5: قوة عبارة “ليس بعد”

يعتبر تبني طريقة التفكير الصحيحة شرطاً أساسياً لتطوير قدرتنا على الصمود ومواجهة الصعوبات. وقد أظهرت أبحاث الدكتورة كارول دويك أن الأطفال الذين لديهم طريقة تفكير مرنة قابلة للتطور ينجحون بشكل أفضل. ما يميزهم عن العقلية الثابتة هو أنهم يستمتعون بالتحدي، ولا يخشون الفشل، ويستمرون في التقدم نحو الأمام على الرغم من العقبات، وسوف يستمرون بالمثابرة. ولكي يتمتعوا بطريقة تفكير مرنة قابلة للتطور، يجب أن يقتنعوا بأنه لا يوجد شيء ثابت، وأنه بإمكانهم دائماً التعلم واستخلاص الدروس مما يحدث معهم.

لمساعدة أطفالكم على تطوير هذه الحالة الذهنية، تقترح الدكتورة كارول دويك كلمتين: “ليس بعد!”. عندما يفشل أطفالنا أو لا يجدون طريقة لإنجاز أمرٍ ما، دعونا نعلمهم أن يدخلوا دائماً في جملهم عبارة: “ليس بعد!”. إذا لم يتمكنوا من تعلم اللغة الإنجليزية، قولوا لهم “ليس بعد”، إذا لم يتمكنوا من تكوين صداقات، قولوا لهم “ليس بعد”، إذا كانوا لا يجدوا طريقة لحل مشكلة ما، قولوا لهم “ليس بعد” .

هاتان الكلمتان لديهما قدرة خارقة على تنوير عقولهم، وجعلهم يرغبون في تغيير شيء ما، والمحاولة مرة أخرى، والمثابرة. هذه خدعة بسيطة لتطوير قدرتهم على مواجهة الصعوبات.

الطريقة #6: مساعدتهم على إعادة تدوين تاريخهم

عندما نعيش لحظات معقدة، فإننا نميل إلى تذكّرها في رؤوسنا مراراً وتكراراً، وإلى التفكير فيها لوقتٍ طويل! الأمر نفسه ينطبق على أطفالنا! ولسوء الحظ، يمنعنا هذا من المضي قدماً، بل والأسوأ من ذلك قد يصبح إيماناً متجذراً في أعماقنا: “أنا لا شيء”، “لا أحد يحبني”، “ليس لدي روح الدعابة”، “أنا أكره التغيير” .

يمكننا أن نساعدهم على إعادة تدوين تاريخهم. للقيام بذلك، يمكننا تعليمهم التشكيك في خطابهم الداخلي واستجواب أنفسهم: “هل أنت متأكد مما تقوله؟ ما هو دليلك على ذلك؟ كيف يمكن سرد هذه القصة بطريقة أخرى؟ ما هي الخيارات المتاحة؟”.

تتيح لهم هذه الطريقة التحقق من خطابهم الداخلي وإعادة تدوين تلك القصص القديمة التي تعيقهم وتؤذيهم.

الطريقة #7: تعليمهم على تجديد طاقاتهم

خاصةً في الظروف الصعبة، يجب مساعدة أطفالنا على إدخال نشاطات تتيح لهم تجديد طاقاتهم في حياتهم اليومية. للتخلص من الضغط وملء ذاتهم بالمشاعر الإيجابية قدر المستطاع، إليكم بعض الأفكار:

  • اقترحوا عليهم تحضير قائمة بكل ما يحبون القيام به: الرسم، احتساء الشوكولا الساخنة، الرقص، ارتداء ملابس من اختيارهم، الاستماع إلى الموسيقى، ري النباتات، الاتصال بصديق! ثم قرروا كيف يمكنكم إدخال هذه النشاطات بشكل أكبر في حياتهم اليومية.
  • اصحبوهم إلى نزعة في الطبيعة، اعرضوا عليهم التحرك والقيام ببعض التمارين الرياضية.
  • علموهم على كيفية التنفس بعمق عدة مرات (الشهيق عبر الأنف، والزفير عبر الأنف) كلما شعروا بالتوتر.
  • عرّفوعم على تمارين التأمل أثناء اليقظة: القيام بإغلاق أعينهم، التركيز على تنفسهم أو على الأصوات المحيطة.
  • أضيفوا بعض الحماس إلى حياتهم اليومية: الرقص معاً في المنزل، مشاهدة فيلم مضحك، تقليد المشاهير، المشاركة في ألعاب تسلية جماعية.
استنتاج

لكل شخص طرقه وأفكاره الخاصة. وكوننا أهل، أفضل ما بإمكاننا فعله هو القيام بتمثيل القدوة لطفلنا، عبر اعتماد بعض السبل المذكورة أعلاه لأنفسنا.

اقرؤوا أيضاً: الأطفال في الغربة : كيف نساعدهم على الصمود ومواجهة الصعوبات(1)

اترك رد