الأم والأب والشعور بالذنب:
في عصر التساهل هذا، على الأهل التعامل مع عنصر جديد هو الشعور بالذنب. لقد أصبح الشعور بالذنب جزءاً من النظام العائلي، وبات يؤثر بعلاقتنا مع أولادنا.
عندما يريد الأب أن يضع حداً للولد الذي يرمي الطعام، تجد الشعور بالذنب يتدخل وينصحه: «هو يلعب فقط. أتريد أن تسبب مواجهة معه؟».
عندما تريد الأم إعطاء ابنتها البالغة من العمر 12 عاماً الإذن للقيام بشيء ما يبدو أن فيه مخاطرة، يهمس لها الشعور بالذنب: «أتريدين رؤيتها غاضبة ومنزعجة؟»
عندما يريد والد أن يطلب من ابنه التوقف عن الصراخ وإهانة الآخرين، يذكّره الشعور بالذنب: «إنه يعبّر عن نفسه. أتريد أن تقمعه؟»
ومتى بدأنا نرحب بالشعور بالذنب في منازلنا؟ عندما أدركنا أن مواقفنا قد تؤذي أولادنا، وعندما اكتشفنا أن الاستعجال لا يسمح لنا بالسهر على حاجاتهم وعندما تورطنا بأنشطة لا تسمح لنا بالتواجد معهم فعلياً. وعندما اكتشفنا أننا نعتقد أنهم في طليعة أولوياتنا فيما الواقع أنهم ليسوا كذلك البتة.
الأم والأب والشعور بالذنب:
أقلّ أبو رالف ابنه البالغ من العمر 10 سنوات من منزل زوجته السابقة. قال له ابنه: «ما الأمر يا أبي؟ لقد تأخرت مجدداً؟ لماذا لم تأت الأسبوع الماضي؟ تقول أمي إنك لم تدفع للمدرسة؟». ضمّ الأب ابنه بدون أن ينظر في عينيه وسأله: «أين تريد أن تأكل»؟ «خذني إلى المول واشتر لي حذاء التنس الذي أريتك إياه سابقاً»
لقد كان في السيارة ثلاثة ركاب: الأب والابن والشعور بالذنب جالس بينهما.مما لاشك فيه أن أباه سيشتري له هذا الحذاء، فذاك سيسكت الشعور بالذنب لفترة زمنية بسيطة.
أتت الأم إلى المنزل حاملة أكياس البقالة. كانت مرهقة فوضعت الأكياس على طاولة المطبخ بتثاقل ورأت بطرف عينها أريكة غرفة الجلوس مكسوة ببقايا الطعام وقناني المشروبات الغازية والملابس المتروكة هنا وهناك. فصرخت: «يا أولاد، تعالوا نظفوا هذه الفوضى في غرفة الجلوس». يتدخل هنا الشعور بالذنب ويهمس في أذنها: «لم تريهم طوال النهار وأول شيء تقومين به هو الصراخ» فتبدأ الأم بترتيب الغرفة بنفسها.
يستغل الشعور بالذنب الأهالي المتساهلين. فعندما يدركون ما الذي لم يقدموه لأبنائهم، يجتاح الشعور بالذنب حياتهم ويمنعهم من قول «لا» ومن وضع الحدود. علينا أن نذكرهم أن الشعور بالذنب غضب موجه ضد أنفسنا. الغضب يتحول إلى الشعور بالذنب لا إلى ندم وهذا ما يلمّح ضمناً لنا بأن علينا تحمُّل مسؤولية الوضع.
سيساعدك تكرار هذه العبارات على وضع مسافة بينك وبين الشعور بالذنب.
العبارات التي يجب أن يكررها الأهل الذين يجدون صعوبة في وضع الحدود
- الحدود التي أضعها لأبني تصب في مصلحته وفي مصلحتي
- أضع الحدود عندما أرى أن ذلك ضروري
- أتحمّل مسؤولية الحدود التي أضعها
موقع التربية الذكية يشكر لكم متابعته
