4 طرق للتعويض على الطفل ما فاته دراسياً خلال السنة الماضية واللحاق بالتعليم (2)

0

اللحاق بالتعليم:
في الوقت الذي تعود فيه المدارس إلى فتح أبوابها ويعود الأطفال للإجابة على المسائل الكلامية والمعادلات الحسابية، يبدو أن السؤال الذي يدور في ذهن معظم الأهل هو: هل أطفالي جاهزون للتعليم؟

لن تضمن هذه الخطوات العودة السلسة إلى المدرسة فقط، بل هي ستبني أيضاً أسساً قويةً للتعليم وتساعد في التعويض عما سبق. يقول جيمي هالبين الأستاذ في مدرسة ابتدائية في مدينة نيويورك أن تكون طالبًا جيدًا ليس مرتبطاً فقط بمعرفة كيفية حساب الكسور على سبيل المثال. “فالأمر يتعلق بالمهارات التنظيمية وإدارة الوقت والتحفيز الذاتي.”

في المقالة السابقة “

طريقتان لمساعدة طفلكم على اللحاق بالتعليم وتعويض ما فاته العام الماضي (1)” تحدثنا عن نقطتين هامتين للتعويض على الطفل ما فاته العام الماضي واليوم نذكر أربع نقاط هامة أخرى ليستطيع الطفل اللحاق بركب التعليم

مشاركة المعلومات مع الأستاذ

على الأغلب قد تكونت لديكم فكرة عما إذا كان طفلكم متأخراً بشكل كبير في دراسته، لأن أساتذة العام الماضي كانوا قد أعلموكم بذلك. ولكن على الأهل التفكير بما كان نافعاً أو غير نافع في التعليم عن بعد. تقول مستشارة أولياء الأمور وأستاذة تعليم المعلمين في كلية التربية بجامعة ولاية ميشيغان البروفيسورة باتريشيا إدواردز: “كان لديكم فرصة لإلقاء نظرة مباشرةً على معاناة أطفالكم وإنجازاتهم. ويمكنكم تقديم رؤية قيمة عنهم.” فكما يتطلع الأطباء على التاريخ الطبي للمريض، يرغب الأساتذة بمعرفة تلك التفاصيل أيضاً.

حالما تبدأ السنة الدراسية، يمكنكم ملاحظة وتجميع المزيد من التفاصيل وعرضها على الأساتذة. هل يمكن لأولادكم إنجاز واجباتهم المنزلية بمفردهم؟ إذا كانون يجدون صعوبة في القراءة، ما الكلمات التي تجعلهم يتلعثمون؟ ما الكلمات التي يلفظونها بشكل خاطئ؟ ما هي الكتب التي يفضلونها؟ يمكنكم مناقشة هذه المعلومات خلال أول إجتماع للأهل مع الأساتذة. ولكن إذا كان لديكم مخاوف ولم يتصل بكم أي من الأساتذة منذ بضعة أشهر، لا تترددوا في التواصل معهم.

يقول هالبين: “إذا بكى أطفالكم بسبب شعورهم بالإحباط أثناء القيام بالواجبات المدرسية، عليكم مشاركة ذلك مع الأستاذ.”

رسم خطة معاً

يقول الدكتور إدوردز إن على الأهل والأساتذة العمل يداً بيد الآن أكثر من أي وقت مضى. على الأساتذة أن يبلغوا الأهل عن خطط التدريس وكيف بإمكانهم دعم المنهج في المنزل.

أثناء جائحة كورونا، حضرت سعيدة شباز، أم لطفل في السابعة من عمره، ورشات أونلاين أعدها أساتذة طفلها في الصف الأول.

ساعدتها هذه الورشات في معرفة ما يتعلمه ابنها وكيف بإمكانها مساعدته. تقول شباز: “يشاركون الشاشة ويقولون، ‘هذا تمرين يمكنكم فعله، أو هذه لعبة حسابية يمكن اللعب بها مع أطفالكم.’ وهذا أبقانا في الجو، خصوصاً لأننا اضطررنا إلى أن نغطّي النقص في المنزل.

يجب أن تتوقعوا استمرار هذا النوع من الشراكة. ليس المهم فقط شراء الكتب والبطاقات التعليمية لطفلكم، بل معرفة كيفية تكريس ما يتعلمونه في الصف. فعلى سبيل المثال، يشدد الأساتذة على أنه ليس من واجب الأهل أن يدرسوا أطفالهم في المنزل لكي يتطور مستوى قراءتهم إلى مستوى أعلى.

الأصح هو أن تقرأوا لهم وأن تشجعوهم على قراءة الكتب المناسبة لمستوياتهم واكتشاف الكتب التي يستمتعون بقراءتها. تقول أثايدي إن الاستماع إلى الكتب الصوتية ومشاركة التورية السخيفة (silly puns) وصنع المخبوزات، هي بعض الطرق الممتعة لمراجعة وممارسة مهارات القراءة والرياضيات في المنزل. وهذا قد يكون مفيداً خصوصاً للأطفال الذين تأخروا قليلاً فقط في درسهم. فهو سيبني ثقتهم بأنفسهم ويجهزهم لتحقيق القفزة القادمة في التعليم.

فكروا في الاستعانة بمدرّس في المنزل

لا يستطيع جميع الأهل أن يستعينوا بمدرس خاص-وليس من المتوقع منهم أن يقوموا بذلك. ولكن عندما يقترح الأستاذ ذلك، عليكم أن تعلموا أن الأبحاث أظهرت أن التدريس الفردي هو أحد أكثر الأدوات فعالية لمساعدة الطلاب الذين لم يرتقوا إلى المستوى المطلوب.

اسألوا إذا كانت مدرسة طفلكم تؤمن تعليماً جماعياً أو فردياً مع اختصاصي، فقد تكون المدرسة تؤمن هذه الخدمات بمساعدة تمويل حكومي. يقول الدكتور كرافت: “قد يكون هناك فرص إضافية لتعليم الطلاب من قبل متطوعين وطلاب جامعات.” لايمكن للطفل أن يختبئ في الجلسات الفردية، وسيساعده الأمر في التركيز على بناء مهارات محددة قد فاتته.

خلال الخريف الماضي، عندما رأت مليسا لافرينير ابنتها ذات ال ١١ عاماً تعاني لإنهاء فرض الرياضيات، استعملت المساعدات المالية التي تقدمها الحكومة للأسرة من أجل تعيين معلمة خاصة. ساعدت المعلمة ابنتها في الصف الخامس على ترسيخ المهارات التي يعود بعضها إلى الصف الثالث والتي كانت بحاجتها للّحاق بصفها. وتقول لافرينير، أم لطفلين في غراند رابيدس، ميشيغان: “هي في وضع أفضل بكثير الآن.”

تذكروا الصورة الكبيرة

بالإضافة إلى قلق أليسا هنادا من تراجع مستوى ابنها في الصف الثالث في الرياضيات السنة الماضية، كانت أيضاً قلقة من أنه يفقد التواصل مع التلاميذ الآخرين وتكوين صداقات جديدة. تقول: “لا تكمن أهمية المدرسة فقط بالناحية الأكاديمية.”

مع عودة الأطفال إلى المدارس، سيستعيدون التواصل مع رفاقهم، وسيتعلمون كيف يقفون بالدور، وسيحظون بفرصة التكلم أمام جمهور، كما أنهم سيعملون سوياً على مشاريع. كل هذه العناصر أصبحت قابلة للتحقق لأنهم مع بعض في الصف. يقول الدكتور كرافت: “هيا بنا نحتفل بكل ما مررنا به وتخطيناه ولندعم هؤلاء الذين يحتاجون الدعم بشكل أكبر.”

اذا كان طفلكم أصلاً يواجه صعوبات تعليمية في السابق

لقد تأثر بالجائحة، بنسبة أكبر، الطلاب الذين يعانون من إعاقات تعليمية واحتياجات خاصة. تعبر جايمي دايفز سميث، أم لأربعة أطفال في واشينغتون دي سي، عن قلقها لأنها فقدت وقتاً قيماً لمساعدة ابنها البالغ من العمر 6 سنوات الذي شخّص بأنه يعاني من الدسلكسيا أثناء الجائحة ولكنه لم يستطع الحصول على المساعدة اللازمة. “كانت الرسالة للأهل: ‘الكل على نفس القارب،’ ولكننا لسنا كذلك.”

فوفقًا لتحليل وطني أجراه مشروع الحقوق المدنية في جامعة كاليفورنيا، كافحت معظم المدارس لتقديم خدمات الدعم خلال العام الماضي. وقد أدى ذلك إلى تفاقم عدم المساواة التي كانت تؤذي بالفعل الطلاب ذوي الإعاقات.

اقرأ أيضاً:
طريقتان لمساعدة طفلكم على اللحاق بالتعليم وتعويض ما فاته العام الماضي (1)

اترك رد