أنت تشعرين بالذنب تجاه أولادك وتلومين نفسك ؟ تابعي القراءة…
“رسالةٌ موجهة إلى نفسي، أو بالأحرى إليكِ أنتِ، أنتِ المرأة التي كانت في الأمس أماً شابة محطمة تماماً. لقد أمضيتِ وقتاً خلال فترة حملكِ تقرأين معلومات وتتعرفين على الولادة وكذلك على كيفية الإعتناء بطفلٍ رضيع: هل أشتري مقتنيات لرضيع من عمر الولادة أم من شهر أو اكثر؟ هل أقوم بإرضاع طفلي أو لا أفعل؟ أي عربة يجب أن أختار؟ كان يبدو أنكِ جاهزة جداً للحظة وصول المولود الجديد! لكن جاهزة لماذا؟ لتغيير الحفاضات؟
بعد بضعة أشهر من ولادة طفلك، اكتشفتِ أن التربية تبدأ بشكل أسرع بكثير مما كنتِ تعتقدين.
وهنا بدأتِ تطرحين على نفسكِ مليار سؤال. فتنظرين إلى الشخص الراشد الذي أصبحتِ عليه: شخصٌ لا يتمتع سوى بالقليل من الثقة بالنفس، القليل من تقدير الذات، ومستعد للدوس على سلامته وراحته من أجل إرضاء الآخرين.
هل كان هذا حقاً ما أردتِه لطفلك؟ بالتأكيد لا. لذلك عليكِ التصرف الآن ومراجعة هذا النهج التربوي التقليدي الذي لم يلائمكِ. لأن أغلى أمنيه لديكِ كانت أن يكون طفلكِ سعيداً وأن يكون راضياً وسعيداً حين يصبح بالغاً.
في هذه اللحظة اكتشفتِ التربية الإيجابية (التي نركز عليها في موقعنا التربية الذكية). بدأتِ بقراءة المدونات والكتب عن هذا الموضوع، كما بدأتِ بمتابعة شخصيات تهتم بالتربية الإيجابية على مواقع التواصل الإجتماعي. كان كل ما يهمكِ هو تقديم أفضل تربية ممكنة لطقلك وكنتِ تحاولين تطبيق مبادئ التربية الإيجابية قدر المستطاع. في بعض الأحيان كان الأمر ينجح وكنتِ سعيدةً بالنتيجة. وفي أحيان أخرى، كان عبارة عن فشلٍ ذريع وكنتِ تبدأين حينها بالشعور بالذنب ولوم نفسك.
غالباً ما كنتِ تشككين، شككتِ في فعالية هذا النهج في التربية، وشككتِ في نفسكِ..
وذلك في الأيام التي جعلكِ طفلكِ تستنتجين بمختلف الطرق أن هذا النهج في التربية غير سليم، كنتِ تتساءلين “ماذا لو كان الآخرون، الذين يعتمدون نهج التربية التقليدية، على حق؟ وماذا لوكنتُ أسلك الطريق الخطأ؟”.
كان هناك أمران بنغصان عليكِ حياتكِ كأم، ويستنفدان كل الطاقة المتبقية لديكِ. الأمر الأول، هو حقيقة أنكِ تخلطين بين التربية الإيجابية والتربية المتساهلة، مما يجعل علاقة مسيطر/تابع تبدأ بالظهور. الأمر الثاني، هو أنكِ كنتِ تستاءين من عدم قدرنكِ على تطبيق كل النصائح القيمة التي تقرأينها. وحين كنتِ ترين أولئكَ الذين ينجحون في تطبيقها على الإنستغرام، كان ذلك يشعركِ بالإحباط… هل ستستطيعين أن تصبحي ذات يوم هذه الأم الكاملة التي تتخيلينها؟
لحسن الحظ، كان لديك ذات يوم نقطة انطلاق للتفكير. لقد كان هذا البحث عن الكمال وهماً. والأسوأ من ذلك أنه كان بإمكانه أن يضر بالتعاليم التربوية التي تقدمينها لطفلك، لأنكِ بهذه الطريقة تعوّدينه هو أيضاً على أن يبحث عن الكمال بأي ثمن. أنت تتساءلين: لِمَ لا أستطيع أن أكون نفسي؟ هل أن نكون أنفسنا أمرٌ يتعارض مع أن نكون مثاليين؟ هل الإهتمام بنفسي يجعل مني أماً سيئة؟ من خلال محاولتكِ لإيجاد إجابة على هذه الأسئلة، أصبحتِ تشبهينني أنا، أمُ غير كاملة دون شك لكنها تتولى القيام بمهام تتعلق بخياراتها وتتناسب مع شخصيتها، وتستفيد من وقتها وطاقتها كي تصبح أماً أفضل _ عوضاً عن لوم نفسها وكأن الأوان قد فات”
وسأخبركِ بهذا الأمر، أنا لم أجرؤ يوماً أن أقول أو أفكر حتى بأنني فخورة بنفسي. وتعلمين ماذا؟ إنه شعور رائع!
إذا كانت شهادتي تمثلكِ، إذا كنتِ تشكين بنفسكِ، إذاً تابعي القراءة. أريد أن أثبت لكِ أنكِ أم عظيمة… هل أنتِ جاهزة؟ فلنبدأ…