أسئلة الأولاد المحرجة (المزعجة) : قولوا الحقيقة دون البوح بكلّ شيء

0

أسئلة الأولاد المحرجة:
“أبي، كيف يأتي الأطفال؟”، يتفاجأ الكثير من الأهل عندما يحين الوقت للإجابة على هذا النوع من الأسئلة. يهمّني دائماً أن أركّز على أهمية قول الحقيقة عندما نُجيب على أسئلة الأطفال. ولكنّ “قول الحقيقة” لا يعني بالضرورة “البوح بكلّ شيء”. دعوني أشرح.

يطرح الأطفال في بعض الأحيان، أسئلة مزعجة، وحتى مُحرجة.

للوهلة الأولى، تكون ردّة فعل العديد من البالغين اعتقادهم بأنه عليهم البوح بكلّ شيء، ولكنّهم لا يعرفون دائماً ما الذي يستطيعون قوله، ولا حتى إلى أيّ حدّ بإمكانهم أن يتمادوا في شرحهم.من المؤكّد أن إجاباتٍ مثل “هذا ليس لعمرك” أو أيضاً “سوف تعرف عندما تكبر” ليست الأفضل. فهي ستزيد من فضول الطفل، (الذي سيبحث بشتّى الوسائل للعثور على إجابة). أو حتى ستبطىء عملية استكشافه للعالم من حوله، بما في ذلك المفاهيم المتعلّقة بالجنس.

إذا كنتم لا تعرفون بماذا تجيبون، بإمكانكم أن تحاولوا إعادة طرح نفس السؤال على طفلكم.

على سبيل المثال، إذا سألكم كيف يأتي الأطفال؟، جربوا اكتشاف ما يعرفه عن الموضوع. إذا أجاب بأنه لا يعلم شيئاً، اطلبوا منه التفكير. سيعطيكم حينها عناصر في إجاباته تمكّنكم من تقييم مستوى معرفته فتستطيعون الردّ عليه بسهولة أكبر، مستخدمين المصطلحات والمفاهيم التي تتكيف مع فهمه. “قول الحقيقة” هو على سبيل المثال، أن تشرحوا لطفلٍ في الثالثة من عمره أنّه لكي يأتي طفلٌ، يجب على الأب والأم اللّذان يحبّان بعضهما أن يعانقا بعضهما عناقاً كبيراً. وفي خلال مراحل نموّه المختلفة، سيحاول الطفل دائماً العثور على معلوماتٍ أكثر فأكثر، وتستطيعون تزويده بشرحٍ يصبح أكثر اكتمالاً وفقاً لعمره ومرحلة نمّوه. فالأطفال بحاجةٍ لأن يعرفوا من أين أتوا لكي ينمو ويتطوّروا. تجنّبوا اختراع قصصٍ عن الملفوفة وطائر اللقلاق…

عندما يسأل الطفل مثلاً ما معنى “69”، في هذه الحالة، لا تستطيعون “البوح بكلّ شيء”.

بل على العكس، قبل أن تبدأوا في التفكير بالإجابة التي يمكنكم إعطاؤها، ابحثوا بدلاً من ذلك عن مصدر هذه الكلمة لدى الطفل ومن أين سمعها. من هنا، تستطيعون التدخل بشكلٍ ملائمٍ أكثر، مع إضافة من ضمن المعلومات، بأن هذا التعبير يستخدمه الكبار وأنّ الأطفال لا يمكنهم استخدامه. هكذا تقولون الحقيقة، دون إعطاء تفاصيل، وبالتأكيد لا تبوحون بكلّ شيء.

اترك رد