من أجل مستقبل مميز لأطفالنا : كيف نساعدهم على الاعتقاد بأن الضغط النفسي مفيد ومساعد ولس مؤذياً (1)

0

مستقبل مميز لأطفالنا:
ابنتي طفلة رقيقة أعاني معها من شدة تأثرها بالأشياء السلبية.. هي طفلة تكره أن تفشل في المدرسة وخارجها ولكن حين يحدث أن تأخذ علامة غير جيدة تحزن كثيراً وتسود الدنيا في وجهها. وفي أحيان كثيرة تتوتر بشكل مبالغ فيه لا سيما إذا كان لديها مشروع تقدمه أو درس تسمعه أمام الصف.. ومع أني لا أحاول الضغط عليها أو تأنيبها على علاماتها ، يبقى الضغط النفسي موجوداً.. وهذا شيء طبيعي فكلنا كبار وصغار لا نحب الفشل ..المشكلة أن الأهل لا ينتبهون كم يحزن أطفالهم حين يفشلون فترى الأهل يصرخون عليهم ويعاقبونهم الأمر الذي يزيد تأثير التوتر والضغط النفسي عليهم سوءاً فوق سوء .

يؤلمني ما أراه من ضغط نفسي تتعرض له. ولكن الحياة كلها ضغوطات وصعوبات ففكرت ماذا علي أن أفعل لأساعدها فمهما حميتها من الدنيا لن أنجح فالتوتر جزء طبيعي من الحياة و حماية الطفل من صعوبات الحياة لن تقدم له أي خدمة. من الأفضل تربية طفل مرن يمكنه التعافي من الصعوبات والتحديات. . مؤخراً بدأت اتحدث معها عن الضغط النفسي وأهميته لتقدم الإنسان..أنا أعرف أنني لن أستطيع إيقاف ضغوطات الحياة عنها ولكنني أعرف أن أعلمها أن الضغط النفسي والتوتر شيء مساعد . في هذه المقالة سأتحدث عن أهم خطوة من أجل طفل متفوق وخلاق في الحياة ..

إذن بما أن التوتر جزء طبيعي من الحياة ، فإن هدفك هو تعليم طفلك استراتيجيات صحية للتعامل مع التوتر والضغط النفسي. يمكنك البدء باتباع الخطوات أدناه.

قبل أن تبدأ في مساعدة طفلك على التعامل مع التوتر ، تأكد من أن ما يجعله يتوتر يقع ضمن دائرة سيطرته.

الخطوة 1: إعادة تأطير الضغط النفسي

ساعد طفلك على التحول من عقلية “الضغط النفسي يؤذي” إلى عقلية “الضغط النفسي يساعد”. يمكن أن يكون الضغط النفسي دافعًا للنمو إذا فهم الأطفال أن المواقف الضاغطة نفسياً لن تستمر إلى الأبد لا بل أن هذه المواقف تشكل تحديات يجب التغلب عليها ودروسًا نستقي منها العبر.

عالم الأعصاب الإدراكي والمؤلف إيان روبرتسون يشبه نظام الاستجابة للضغط النفسي بجهاز المناعة: إنه يصبح أقوى مع الممارسة.

بعد التعرض لضغط نفسي قوي ، يعيد الدماغ تشكيل نفسه ليتذكر ويتعلم من التجربة. هذه هي الطريقة التي يجهزك بها الدماغ للتعامل مع المواقف الضاغطة المماثلة في المرة القادمة.

“يحتاج الأطفال إلى تجربة قدر معين من الشدائد والمحن حتى يصبح جسمهم وعقلهم أكثر صلابة ومرونة.”
  • إيان روبرسون

يؤدي الضغط النفسي إلى إفراز الدماغ لمادة كيميائية تسمى النورادرينالين الذي هو ناقل عصبي لا يستطيع الدماغ القيام بوظائفه جيداً في حال تواجد منه الكثير في الدماغ.. ولكن احزر ماذا؟ القليل من النورأدرينالين ليس جيداً للدماغ أيضاً.

يشير روبرتسون إلى أن انخفاض مستويات الضغط النفسي يؤدي إلى بناء وظائف دماغية أقوى ، الأمر الذي يجعل البشر أكثر ذكاءً وسعادة.

إذا تسلحت بالمعلومات الواردة أعلاه ، فأنت على استعداد لمساعدة طفلك على إعادة صياغة الضغط النفسي. اتبع الخطوات أدناه للبدء:
  1. تبن عقلية “الضغط النفسي يساعد”. وتقبل أنه لا يمكنك منع الضغط النفسي ، وأن بعض التوتر مفيد بالفعل ، إذ يمكن أن يكون فرصة للنمو. إذا لم تكن لديك هذه العقلية ، فسيكون من المستحيل تقريبًا تعليمها لطفلك. (اضف إلى ذلك أن الحد من الضغط النفسي أمر ضروري – فقد يكون الضغط النفسي “معديًا”. عندما يشعر طفلك بالضغط النفسي الذي تعانيه أنت، ستتغير فسيولوجيته وسيعيش مثلك حالة الضغط النفسي.
  2. افهم الأسباب الكامنة وراء الضغط النفسي الذي يعاني منه طفلك ولا تتجاهلها. بالنسبة للبالغين ، قد تبدو مشاكل الطفل تافهة. لكن تأثيرها على الطفل كبير جداً وتسبب له ضغوطًا أو انزعاجًا حقيقيًا.
  3. ساعد طفلك على إعادة تأطير الضغط النفسي من خلال مناقشة ما يلي:
    الضغط النفسي هو جزء طبيعي من الحياة.
    التوتر يأتي ويذهب.
    يمكن أن تكون المواقف الضاغطة نفسياً مفيدة إذا تعلمنا منها وإذا اتخذنا إجراءات بحقها وإذا بحثنا عن الحلول..قدم أمثلة من تجاربك الخاصة.
  4. أرشد طفلك لاكتشاف الدروس التي يمكن أن يستقيها من آخر تحد يواجهه.

اطلب من طفلك التفكير في المواقف العصيبة الضاغطة السابقة. ماذا تعلم من تلك التجارب؟

ما هي نقاط القوة التي استخدمها للتعامل مع هذه المواقف؟

وما هي نقاط القوة التي يمكنه استخدامها الآن؟

ما إن ننظر إلى الضغط النفسي على أنه فرصة للنمو ، حتى يطور طفلك علاقة صحية أكثر مع الضغط النفسي وسيجد أنه من السهل التحكم به.

اقرأ أيضاً: خطوتان أساسيتان لمساعدة الأطفال على مواجهة التوتر والضغط النفسي وتغيير مخاوفه

كيف ندرب الطفل على حل المشكلات واستخدام تقنيات التحكم بالتوتر والمخاوف(3)

اترك رد