لتتحرروا من جراح طفولتكم ولتزيدوا من تواصلكم مع أطفالكم: دوّنـوا أفكاركـم
دوّنـوا أفكاركـم
إنَّ تدوين المشاعر والآراء والأفكار والتجارب طريقة فعّالة جدّاً لتسريع عملية شفائكم والحصول على معلومات قيّمة تعمّق فهمكم لذواتكم. كونوا صريحين وواضحين قدر المستطاع، فما تكتبونه هو لكم وحدكم وليس لأي شخص آخر. تـفتح الكتابة الباب على التواصل؛ ومن دون تواصل، نعيش في العزلة والخوف. عندما تـتواصلون مع ذواتكم، تكتشفون صديقاً جديداً، رفيقاً تستكشفون معه عالمكم الباطني. إنَّـها طريقة تسمح للصوت في داخلكم أن يتكلّم. وإليكم بضعة مقـترحات.
ددوّنـوا أفكاركـم للتخلص من المرض
حاولوا كتابة حوار مع مرضكم أو مع جزء محدّد من جسمكم. يمكنكم أيضاً أن تكتبوا ذلك بشكل رسالة. اكتبوا رسالة إلى هذا الجزء منكم ودعوه يعلم حقيقة شعوركم: «عزيزي السرطان، هذا ما أشعره حيالك…» قولوا له كل شيء. ولكن دعوه بعد ذلك يكتب إليكم ردّاً! وللقيام بذلك، عليكم أن تجلسوا وتـتـنـفّسوا بهدوء وتدعوا الجواب يأتي من تلقاء نـفسه، بكلماته الخاصة، وبطريقـته الخاصة. قد تُدهشون لسماع ما لدى مرضكم من أشياء يقولها. قولوا ما لديكم واستمعوا لما يقوله مرضكم ثم كرّروا العملية، فهي تساعدكم على رؤية المرض أو المنطقة المصابة من جسمكم كجزء منكم، بدلاً من أن يكون شيئاً عليكم التخلّص منه. وسرعان ما ترون أنَّ مرضكم أو مشكلتكم يحتاج أيضاً إلى أن تعترفوا به وتجاهروا به وحتى أن تحبّوه.
دوّنـوا أفكاركـم على دفتر يوميات
احتـفظوا بدفتر يوميات تدوّنون فيه ما يجري معكم يومياً أو مرّة في الأسبوع. اكتبوا عمّا يحدث وعن ردّة فعلكم. وعن مشاعركم وعالمكم الداخلي وصحّتكم. اكتبوا عن أي علاج تـتلقّونه وعن أطبّائكم. ما هو شعوركم حيال الاتجاه الذي يُحتمل أن يتّخذه مرضكم؟ كيف أثّر ذلك في أهدافكم أو أولويّاتكم في الحياة؟ كيف أثّر ذلك على الناس الموجودين في حياتكم؟ اكتبوا عن أهلكم وشريك حياتكم وأولادكم وعملكم وحياتكم العائلية. قد يكون من المفيد أن تركّزوا على مسألة محدّدة، على شعور أو علاقة أو خلاف أو جزء منكم يحتاج إلى شفاء، واكتبوا عمّا تشعرون به أو عمّا ترغبون في فعله حيال هذا الأمر أو كيف سيكون شعوركم في حال زال. عبّروا عن غضبكم أو ألمكم أو استيائكم؛ اكتبوا عن غفرانكم وحبّكم واهتمامكم. وعندما تكتبون دعوا الكلمات تخرج بحرية.
يمكنكم أيضاً أن تبدأوا كل صفحة بمسألة محدّدة. إذا كرّرتم هذه العملية كل أسبوع مع الموضوع نـفسه، فسترون كيف تـتغيّر إجاباتكم وتـتطوّر. على سبـيل المثال:
الصورة التي أرى نـفسي عليها هي…. ما أشعر به حيال جسمي هو…. رأيي في مرضي هو…. إني مستعدّ للتحرّر من…. إني مستعدّ للقبول بـ….
أو حاولوا أيضاً كتابة سيرتكم الذاتية. خذوا كل الوقت اللازم واستعيدوا ذكرياتكم بموضوعية وصدق. انظروا إلى حياتكم ككلّ ودوّنوا أفكاركم ومشاعركم. خبّروا قصّتكم الخاصة. انظروا إلى الخيوط التي تربط بين أجزاء حياتكم، بين الأحداث والمشاعر وبين المشاعر والتجارب. حاولوا أن تكتبوا لِما لا يقل عن العشرين دقيقة في كل مرّة. عندما تعودون بالذاكرة، قد تـتبصّرون أموراً غير متوقّعة تزيد من عمق فهمكم للشخص الذي أصبحتموه اليوم.