لماذا أفشل دائماً في التواصل مع أولادي ؟ وما هي الطريقة الصحيحة ؟
التواصل مع أولادي: كانت طفلتي انطوائية للغاية، واقول طفلتي رغم أنني لم أحمل بها بل قمت بتربيتها وحسب. فوالدتها هجرت والدها حين كانت في الثانية من عمرها. وكان التحدي مضاعفاً بالنسبة إليّ منذ البداية: كيف أتصرّف لئلا أؤثر في قرارات طفلة تشتتها الحاجة الى إثارة إعجاب كل من والديها. وكيف أتأكد (وأنا لست امها) من عدم تلويث عقلها مع الحرص على تعليمها أن تعيش بنفسها ولنفسها. تكاد اليوم أن تبلغ الثانية عشرة من عمرها وعلاقتنا استثنائية.
يكمن حظنا نحن الاثنتين في واقع انني كنت اعمل على نيل شهادتي في التواصل حين بدأت أعتني بها. سأصبح محللة في علم السلوك. مما لا شك فيه انّ عائلتي شكّلت مختبراً لكنني استطعت أن أربيها بكل ما تعلّمته عن الذكاء العاطفي وبعد أن وضعت الأهداف التالية:
- أن تحافظ على إرادتها الحرّة
- وأن تطوّر حس النقد الخاص بها
- أن تكون مستقلة في اتخاذ قراراتها وان تكون هذه القرارات جيدة لمصلحتها.
ثمة ثلاث نقاط أساسية أودّ أن أشارككم إياها اليوم، نقاط طبعت طفولتها ونجحنا في تغييرها على المدى الطويل بفضل الصبر والتشجيع وحسن اختيار الكلمات المناسبة بشكل خاص كي ندفعها إلى إعادة النظر في منطقها اللاواعي:
- أن تعبّر عن رأيها الخاص في المواضيع التي تعنيها وليس في المواضيع التي تعني الراشدين
- وأن تعبّر عن مشاعرها وانفعالاتها وان تفهم معناها
- أن تكون قادرة على الاختيار بشكل تلقائي
سوف أشرح لكم في المقالتين التاليتين الطريقة أو المنهجية.
الهدف بسيط: أن نجعل الطفل يتكلم. والطريقة أكثر سهولة وبساطة: أن نسأله وأن نستمع إليه. تبدأ الحِرَفية عندما تعتنون بالكلمات التي تختارونها ولا تقومون بأيّ تدخّل في رسالة الطفل. وهذا يعني أنكم لا تفترضون مسبقاً أيّ شيء، وتتجنبون ايّ اسقاطات شخصيّة، ولا تعطون أيّ رأي، ولا تعيدون صياغة كلماته، بل تكتفون باستقبال المعلومات. تذكروا دوماً أنّ الكلمات هي ملصقات تمثّل العالم الذهني والعقلي لكل فرد.
نعرض عليكم في المقالات التالية تحدّياتنا الثلاثة وحلولها- استخدموها مع أولادكم، وما إذا كنتم الطرف الوحيد في الأسرة الذي يمارس الأبوة أو الأمومة الحميدة أو في إطار عائلة اُعيد تشكيلها وفي حال انفصال الوالدين.