ولدي انطوائي. كيف أساعده على اتخاذ القرارات وحده ؟ (3)

0

كيف نساعد الأطفال الانطوائيين على اتخاذ القرارات

إنّ الأطفال الانطوائيين تابعون بشكل عام، وينتظرون أن تتخذوا القرارات بدلاً منهم. وهم نادراً ما يعبرون عن رغباتهم كما أنهم قادرون على أن يحرموا أنفسهم من لحظات السعادة بسبب عدم ثقتهم بأنفسهم. إنهم خبراء “اللا أعلم” أو “اللا”، إلا أنهم يصلون أحياناً إلى حدّ أنهم لا يعرفون حتى لما يرفضون. فقد أصبح الرفض لديهم رداً دفاعياً آلياً. إذن، كيف نخرجهم من هذه الحالة؟ ثمة حالتين (وينجح هذا الأمر مع الراشدين أيضاً): الأشخاص الذين يريدون القيام بعمل ما بالطريقة الصحيحة والأشخاص الذين يريدون أن يختاروا بين احتمالات عدة.

في الحالة الأولى، يكفي أن نطمئن الولد إلى أنّ أسلوبه في العمل وفي التفكير هو الصحيح. في الحالة الثانية، يكفي أن نقدّم للولد خيارات عدة وأن ندفعه لاختيار أحدها.

أمثلة:

الحالة الأولى
  • الفتاة: اقترحت الجارة عليّ أن نتنزه في الغابة!
  • الراشد: هل تريدين اصطحاب الكلبة معك؟
  • الفتاة: لا، أفضّل ألا أفعل (جواب تلقائي)
  • الراشد: ما الذي تعنينه بأنك تفضّلين ألا تفعلي؟
  • الفتاة: حسن، أخشى ألا أتمكّن من الاعتناء بها…
  • الراشد: أتعلمين يا عزيزتي، ستكونين مع شخص راشد قادر على أن يتخذ القرارات المناسبة عند الحاجة. وهي تعرف الكلبة جيداً. أنا أثق بك وأعتقد أنك قادرة تماماً.
وإذا لم تسر الأمور جيداً، فلن تكونا بعيدين ويمكنك أن تعيدي الكلبة. (أرحت للتو الطفلة بشأن الاجراء الذي ينبغي اتباعه)
الحالة الثانية
  • الفتاة: اقترحت عليّ الجارة أن نتنزه في الغابة!
  • الراشد: هل تريدين أن تصطحبي الكلبة معك؟
  • الفتاة: لا، أفضّل ألا أفعل (جواب تلقائي)
  • الراشد: ما الذي تعنينه بأنك تفضّلين ألا تفعلي؟
  • الفتاة: حسن، أخشى ألا أتمكّن من الاعتناء بها…
  • الراشد: حسن يا صغيرتي… أنا أثق بك وقد رأيتك من قبل تتعاملين مع الكلبة وأعتقد أنك قادرة على الاهتمام بها كالكبار. لكنك تستطيعين تركها هنا أو إذا رغبتِ في أن تجربي فيمكنك أن تأخذيها معك إنما لا تفلتيها. إذا لم تسر الأمور جيداً، فيمكنك أن تعيديها. وإذا سارت جيداً، فيمكنك أن تفكري في افلاتها وتركها حرة. افعلي ما ترينه مناسباً. (أجبرت الطفل هنا على مواجهة خيارات متعددة وعلى اتخاذ موقف)
  • الفتاة: حسن، سآخذها مع مقودها.

أنتم تعرفون طفلكم، هل هو من النوع الذي يحترم منهجاً معيّناً، ويتبع مرجعاً محدداً، ويتمتع بحس العمل المنجز بشكل صحيح وجيد أم أنه من النوع الذي يفضّل الخيارات، واختبار طرق العمل والتصرّف المختلفة ؟.

وقبل أن أختم، أود أن أضيف أنكم لاحظتم على الأرجح استخدام عبارة “ما الذي” في جملي وأسئلتي. إن كان عليكم أن تحفظوا شيئاً واحداً من مقالي، فهو هذا. لا تستخدموا أبداً كلمة “لماذا” في كلامكم مع الطفل… لماذا؟ لأن!!! لماذا؟ هكذا! لماذا؟ لا أعلم! في حين أنّ عبارة “ما الذي” تُجبر الدماغ على التفكير.

اترك رد