“امي، انت شريرة جداً”

0

انت شريرة

هل عشتِ من قبل هذا الموقف الظالم جداً حيث يتحامل عليك طفلك الذي تفعلين من أجله كل ما في وسعك، لا بل أكثر، ويلومك على أمور لا أساس لها من الصحة؟
هل فعلتِ؟

حسن، اشكرك فهذا يطمئنني. في الواقع، هذا ليس سلوك طفل مدلل بل قدرة مذهلة على ايجاد فرص مختلفة للانتحاب بوجه حزين وبائس، مع ترجمة لتعابيره التي تقول: “الذنب ذنبك على أيّ حال.”

إنه سلاح فعّال جداً لزيادة الشعور بالذنب الكامن في أعماق الكثيرات منا، فكيف يمكن ألا نشكك بأنفسنا في مواجهة كائن صغير (يبدو) لا حول له ولا قوة؟ (هل أنا فعلاً من غيّر مكان ذلك السوار؟) أو حتى: هل أنا المذنبة التي جعلت هذا الطفل بائساً إلى هذا الحد (إذ لا يمكن أن يكون السوار اللعين هو السبب؟) أو ما هو أسوأ: هل أنا ام جديرة بهذه التسمية بما أنني عاجزة عن حلّ هذه الأزمة؟ (“اذهبي إلى غرفتك في الحال وتوقفي عن الصراخ بهذا الشكل! ما كان عليك سوى أن تضعي سوارك في مكانه!”).

الذنب كله ذنبي.

تشرح ليز بورو في مدرسة التنمية الذاتية التي تحمل اسم “استمع إلى جسدك” والتي أسستها منذ أكثر من ثلاثين عاماً، أنّ الآخر ليس سوى مرآة لنا، مرآة تجعلنا نعي أكثر جروحنا وحدودنا ومخاوفنا ومعتقداتنا. إن كنا نشعر بالظلم في مواجهة الآخر، فهذا يعني أن الآخر يشعر من دون شك بالظلم في مواجهتنا وأننا نظلم أنفسنا أيضاً. تحمل ابنتي جرح الظلم نفسه الذي أحمله، والأسباب نفسها بالتالي تضايقنا. وينبغي أن يسمح لي هذا بأن أفهمها بشكل أفضل.

حسن، هذا جيد جداً، وماذا أفعل بعدئذ؟ آخذ نفساً عميقاً، يمكن لهذا أن يسبب الألم… أحاول ألا أشعر بالذنب (“نحن لسنا مسؤولين عن سعادة الآخرين” ولا عن سوار الآخرين أيضاً)، وأن أدرك مشاعري السلبية وأعترف بها (“أنا غاضبة، لا بل غاضبة جداً!”) من دون ان أشعر بأني مضطرة لأن أعبّر عن هذه المشاعر للشخص المعني (“تعالي يا عزيزتي، سوف نبحث عن هذا السوار معاً”) وأحاول أن أتقبّل كل تلك المشاعر والانفعالات التي تتملكني (“أتقبّل نفسي كما أنا”). هل من أفكار أخرى؟ أشكركن على مساعدتكن، فأنا لا أعرف فعلاً أين هو ذاك السوار!!!

اترك رد