6 طرق ليساعد الأهل طفلهم على تعزيز قدرته على الكلام واكتساب اللغة

0

اكتساب اللغة:
ستكتشفون في هذا المقال 6 حيل بسيطة جداً يمكنكم استخدامها لتعزيز قدرة الطفل على الكلام واكتساب اللغة قبل دخوله إلى صفوف الروضة. وحتى إن بدت بعض هذه الحيل بديهية… إلا أنه من المفيد أن نذكّر بها!

اللغة: آلية تبدأ قبل الدخول إلى المدرسة

للغة عامل أساسي في تفتّح شخصيّة الطفل، إذ تلعب المهارات اللغوية لدى أطفالنا دوراً مصيرياً في نجاحهم على المستوى الدراسي وعلى مستوى العلاقات الشخصيّة. لكن بعض المفاهيم الخاطئة لا تزال موجودة حتى اليوم، مثل “سيتكلم يوماً ما، سيزول هذا الوضع من تلقاء نفسه…”. تُظهر الدراسات أنّ اللغة لا تُكتسب من تلقاء نفسها أو أمام شاشة ترافق الطفل وتسليه (ايباد/تلفزيون…).
إنّ اكتساب الطفل للغة والقدرة على الكلام هي آلية تبدأ قبل الدخول إلى المدرسة بكثير. ويرتكز حسن تطورها على اللحظات الخاصة الحوارية التي يمضيها الطفل مع محيطه.

6 حيل لتعزيز لغة الأطفال
تراجع سلوكه
freepik.com
1- العبوا لعبة النبرة أو الايقاع، والإشارات والايماءات، منذ الأشهر الأولى:

ننصحكم بشدة أن تتحدثوا قرب وجه الطفل، مع ابراز ايقاع كلامكم، وتعبيركم، ومع الابتسام وعدم التردد في إضافة حركات إلى تعليقاتكم (حركة بالسبابة لكلمتيّ “لا” و”انتبه”، اليد على البطن مع كلمة “ياممم”، الخ…)

2- استغلوا الأوقات الروتينية كي تتحدثوا مع الطفل عن العالم الذي يحيط به:

يحب الطفل هذه الأوقات التي تتكرر (تغيير الحفاض، الحمام، الوجبة، النزهة…)، وينتظرها بسعادة لأنه يعرف أنه سيستمتع بتواصل مميّز مع الشخص الراشد. لهذا، يجب أن تصبح هذه اللحظات لحظات تبادل وتواصل صرف.
3- شجّعوا التفاعل (لحظات تواصل لغوي مميّزة) عبر اللعب والحوار:
عندما تضعون أنفسكم عند مستوى الطفل وتنطلقون مما يقترحه، تدخلون عندئذ في نمط “الحوار” مع الولد عبر الاهتمام به. هذا التبادل اللغوي هو لحظات سرور ومتعة وحنان ذات جودة عالية تعزز حسن تطوّر اللغة.

4- كيّفوا طريقة حديثكم مع الطفل بحسب عمره:

تتطور طريقة تواصلنا مع الطفل، سواء أكان عمره بضعة أشهر أو بضع سنوات، وفقاً لنموه. ففي السنة الأولى، يكفي أن نستخدم جملاً قصيرة مثل “أتأخذه؟ أتعطيني؟” ومن ثم “دلني على البقرة !” وتترافق الجمل مع نبرة واضحة وأغاني وحركات وايماءات. ويبدأ الأشخاص المحيطين بالطفل تدريجياً، واعتباراً من سن 12 شهراً، بجعل الطلبات محددة أكثر “هلا أريتني ذيل البقرة؟”، علّموا الطفل أن يلعب ألعاباً تتمحور حول أصوات الحيوانات وأغاني الأطفال القصيرة…
اعتباراً من 18 شهراً، يمكن للأشخاص المحيطين بالطفل أن يلهوا أيضاً مع الطفل عبر التعليق على افعاله بمحاكاة صوتية: هوب/توك/بوم/باف…

Premium Freepik License
اعتباراً من عمر السنتين، يمكن:
  • تعريفه على ألعاب الأصوات (خلال الاستحمام على سبيل المثال): صوت الأسد مثلاً “رررر”، صوت القطار “تشو تشو”، صوت الأفعى “سسسس”، صوت الريح “ففففف”…
  • القيام بحركات وايماءات معه ما يحسّن حيوية اللسان والخدّين ويساعد على دعم مخارج الحروف لديه. مثلاً: مدّ اللسان، إلى الأعلى، إلى الأسفل، إلى اليمين، إلى اليسار، لمس الأسنان، نفخ الخدين….

قرابة سن العامين ونصف: يتوجب على الراشد أن ينسى العبارات والمصطلحات الطفولية التي لم تعد مناسبة، متل “هل نمت دودو؟” “أتريد النانا؟” ليتكلم بطريقة أكثر تطوّراً: “هل نمت جيداً؟ أتريد الطعام؟”…

ليتخلَ الأهل إن لم يفعلوا بعد، عن صيغة الجمع أو المجهول عند التحدّث إلى الطفل (مثل: سنستحم) ولبيدأوا باعتماد الأنا/الأنت في سن 3 سنوات تقريباً (ستستحم).

وليتخلَ الأهل عن التحدّث عن أنفسهم بصيغة الغائب كقولهم “بابا سيذهب إلى العمل” كي يعرّفوا الطفل على صيغة “الأنا” بقولهم: “أنا ذاهب إلى العمل”.

5- إغناء لغة أبنائنا باستمرار:

هذه النقطة اساسية وجوهرية، لأن أهمية المخزون اللغوي ستلعب دوراً حاسماً في تعلّمه المستقبلي. للكتب والقصص والحكايات والمجلات المصوّرة مكانها منذ نعومة الأظافر ولسنوات عديدة. وينبغي العمل على المفردات على مستوى التعبير وعلى مستوى الفهم على حدّ سواء.

لذا، ومنذ عمر السنة الواحدة، يمكن للأب أو الأم ان يسأل: “ما هذا؟”. لن يجيب الطفل في البدء وسيجيب الأب أو الأم بدلاً منه. لكن بما أن الأشخاص المحيطين به سيسألونه في سياق النشاط نفسه “دلني على الأرنب”، فسيجيب الطفل يوماً على السؤال الأول ويقول “انّب” للدلالة على “الأرنب”. الإشارة بالإصبع ستسبق أو تلي هذه المرحلة.
المهم هنا هو أن ندرك دوماً اننا نستطيع أن نعرّف الطفل على كلمة ثانية ما إن يكتسب الكلمة الأولى ويتعلّمها. عندما يحفظ الطفل حيوانات المزرعة على سبيل المثال، يمكننا أن ننتقل إلى حيوانات الغابة ثم الحيوانات المفترسة ومن ثم الحشرات…

6- كونوا مثالاً جيّداً:

لمساعدة الطفل على حسن تطوير وتنمية قدراته اللغوية، يجب أن يحرص الأب أو الأم على أن يعيد الصياغة بشكل صحيح وألا يشير إلى أخطاء الطفل. إذن، علينا ألا نشرح له على طريقة الأساتذة بل أن نعيد الصياغة وأن نعزز الحوار، باعتماد أسلوب تشجيعي ايجابي. لنأخذ على سبيل المثال: “هلب التساح”. سيقول الأب أو الأم: “هل هرب التمساح؟ نعم، لقد هرب التمساح”. لا فائدة من أن نقول للطفل: “لا، لا نقول تساح بل تمساح، ردد من بعدي: تم-ساح!”
أخيراً، لا بد لمحيط الطفل من أن يتوخى الحذر فلا ينهال عليه بالأسئلة وألا يجبره على أن يكرر الكلام. لكي يتحدث الطفل إلينا، لا بد من ان نترك له مساحة للكلام والوقت الكافي للتعبير، وهذا ما لن يتوفر في حال استبق الراشد طلباته.

اترك رد