متى تكون غيرة الأولاد سببها تصرفات الأهل ؟

0

مخاطر المقارنة
إن الأطفال “بطبيعتهم” عنيفون اتجاه بعضهم البعض… لكننا نحن كأهل، نقدم لهم أسباباً إضافية كي يتصرفوا بعنف. فمن خلال قيامنا بالمقارنة فيما بينهم، نؤجج خلافاتهم وتنافسهم.

مهما كان نوع المقارنة التي تقومون بها فيما بينهم، فعواقبها دائماً سيئة! إليكم ما يقوله أطفالنا عن قصد أو دون قصد، حين نقوم بمقارنتهم ببعض:
  • “أنا أكره أخي/أختي”.
  • “أنتِ تحبين دائماً الآخرين أكثر مني”.
  • ” كل ما أقوم به، بنظرك سيئ”.
  • “أنت لا تحبينني كما أنا”.
  • ” لن أتمكن أبداً من أن أصبح كما تريدين، إذن ما الداعي للمحاولة؟”.
  • “إذا لم أتمكن من النجاح في أن أصبح الأفضل، فسأنجح أكثر في أن أصبح الأسوأ!”.
كما أن لدينا الميل إلى أن نكرر المقارنات التي كان يجريها أهلنا حين نصبح راشدين:

عبر مقارنتنا بالآخرين… ما يجعلنا نشعر بالحزن بما أنهم يجدون دائماً مَن هم “أفضل منا”. (يا إلهي!… هل ميلي إلى مقارنة نفسي بالآخرين حين أغضب وشعوري الأزلي بعدم الرضى يأتي من هنا؟).

إذاً علينا بذل الجهد والتفكير قبل أن نتكلم مع أطفالنا كي لا نقوم أبداً بمقارنتهم ببعضهم. يجب منع المقارنات غير المحبذة، التي تقلل من تقدير الشخص لنفسه (“إنتبه يا علي! حتى أختك الصغرى تأكل بطريقة أكثر نظافة منك”)… وحتى المقارنات المحفزة التي قد تحث أحد الأطفال على التقليل من شأن الآخر (“تصرُف جيد يا علي، أنت لا تترك ألعابك على الأرض مثل دينا”).

الطريقة الأفضل هي الوصف:

وصف ما نراه، وصف ما يعجبنا (“أرى غرفة تعمها الفوضى”)، وصف ما لا يعجبنا (“أرى فتاة صغيرة لا تأكل بطريقة نظيفة”)، وصف ما يجب القيام به (“أتمنى لو أنك ترتب غرفتك قليلاً”).

الأمر المزعج أنه، حتى لو لم نقم بالمقارنة، قد يشعر الأطفال بأننا نقارن بينهم:

فغالباً ما يقول الطفل مثلاً في هذه اللحظة “دينا تجعلكِ تضحكين طيلة الوقت، أما أنا فلا”. في الوقت نفسه فإن القيام بالثناء على أحد الأطفال قد يجعل الشخص الآخر يشعر بأنكم تقللون من شأنه “لقد قال أبي إن علي كان مهذباً، هذا يعني أنه يظن أنني لست مهذبة“. في هذه الحالة، علينا أن نثني على أطفالنا جميعاً في الوقت نفسه. وفي حال لم نقم بذلك، من المهم أن نصف الموقف (“يجب أن تكون فخوراً بنفسك يا علي لأنك حصلت على علامة عالية جداً في القراءة” أو مثلاً “أنتَ تستطيع العد الآن لأنكَ أصبحت كبيراً يا محمد”). وبدلاً من تفجير حماسه وإعجابه أمام باقي الأطفال، بإمكانكم تأجيل الأمر إلى أن تجلسوا مع الطفل على انفراد (“أهنئكَ على هذه العلامة يا صغيري، أنتَ تستحقها تماماً!”).

تجنبوا أيضاً أي منافسة بين أطفالكم! عبر إعلامهم مثلاً:

“صغاري، نحن لا نقيم مسابقة يفوز فيها مَن يأكل بشكلٍ أفضل”. أو (لاحقاً): “ليس عليكم المقارنة بين علاماتكم وعلامات أخوتكم، سنراجع تقارير العلامات الخاصة بكلٍ منكم على انفراد للتعرف على مدى تقدمكم أو على المشاكل الخاصة بكم”. يجب أن يعرف أطفالكم أن “والدهم ووالدتهم” يتعاملان معهم كأفراد منفصلين.

مع الأسف، اعتدنا على ارتكاب هذا “الخطأ”:

حين يشعر أحد أطفالنا الكبار بالغيرة من أحد أطفالنا الصغار غالباً ما نقول: “نعم، لكنك الأكبر، يمكنك القيام بهذا الأمر أو ذاك، بينما أختك صغيرة جداً”. إن الإستماع إلى طفلكم، وإظهار التعاطف أفضل من القيام بهذا النوع من المقارنات.

اترك رد