لماذا أنا شخص يفرط في حماية أولاده؟ الأسباب صادمة ومؤلمة
أخلط ما بين حماية الأولاد المفرطة والحب
قالت لي أم مرة: «بقيت أعدّ سندويشات المدرسة لأولادي حتى تخرجوا من الصفوف الثانوية»، قالت ذلك بفخر مقتنعة أنها قامت بدورها كأم. «لأني أحب أولادي، أفعل بالتأكيد كل شيء من أجلهم».
يظهر هذا النوع من الأهل عن عاطفتهم لأولادهم عبر تسهيل الحياة عليهم بحيث لا يحتاج أولادهم إلى بذل أي مجهود ويصبح هؤلاء الأهل خدماً لأبنائهم معتقدين أن مهمتهم تقتضي حمايتهم من الجور أو خيبة الأمل ومن أي مواجهة أو محنة.
حماية الأولاد المفرطة تعطيني سبباً للعيش ويجعلني أشعر بأنه لا غنى عني
علّقت أمامي إحدى النساء على زوجها قائلة إن أمه كانت تفرط في حمايته.
«أسف زوجي دائماً لأنه لم يحصل على شهادة جامعية. فبعد إنهائه المرحلة الثانوية انتقل إلى مدينة أخرى ودخل الجامعة لكنه لم يذهب إلا شهرين فقط. فحالما وجد عذراً، عاد إلى القرية هو وأمه. هل تصدقين أن أمه كانت تكوي في فصل الشتاء الشراشف كل ليلة ليجد فراشه دافئاً عندما يأوي إلى سريره؟..
يعكس الكلام التالي حب أمّ أفسده إحساسها المفرط بأهميتها: «ما دمت بحاجة إليّ فسوف أحقق الهدف من وجودي في حياتك، وهذا ما يعطي حياتي هدفاً. أنت سبب عيشي في هذه الدنيا لذلك أنا لا أريدك أن تنضج. إذا استقلّيت بحياتك فلن يعود لوجودي أيّ معنى. إذا لم تعد بحاجة إليّ فسوف تكفّ عن حبك لي. لهذا السبب أنا بحاجة لأن أبقى شخصاً لا يمكنك الاستغناء عنه في حياتك».
يريد أهل كهؤلاء أن يكونوا دائماً إلى جانب الولد. أحب دائماً ان أذكر هذه القصة على محمل النكتة وهي عن فتاة أخبرت أمها أنها ستتزوج فسألت الأم: «آسفة يا عزيزتي. من ذلك الذي قلتِ إننا سنتزوّجه؟»
الواقع أن عاقبة الإفراط في حماية الأولاد وخيمة فهي تجعل نموه العاطفي هشاً،ضعيفاً معكّراً بالخوف وعدم الشعور بالأمان. فحاجة الأهل المريضة تجبر الولد على الاعتماد عليهما أو الشعور بالذنب. والطفل الذي لا يصبح مستقلاً، لن يكون أبداً قادراً على الوصول إلى نمو كامل.
نحقق نمونا الكامل كبشر أحرار عندما نختار قدرنا ونتخذ القرارات ونقبل المسؤوليات المتأتية عن العواقب. الطفل الاتكالي لن يصل أبداً إلى هذه المرحلة. الولد الاتكالي كالطفيليات التي لا وجود مستقل لها، فهو لا يقدر على التعرف إلى هذه القوة والنِعَم أو إلى كيانه المنفرد، ذلك أنه يعيش دائماً على حساب الآخرين.
مع تحيات موقع التربية الذكية