كيف أساعد طفلي على التعبير عن رأيه الشخصي ومشاعره وانفعالاته (2)

0
1- كيف نساعده على التعبير عن رأيه الشخصي

يُلاحظ أنّ الأولاد يكررون قناعات الأهل. ولكسر هذا النمط ودفعهم للتفكير بشكل مستقل، يكفي أن “تنقّبوا” في كلامهم أيّ أن تدفعوا الطفل للتفكير بشكل أكثر عمقاً. والسؤال السحريّ، عندما يعبّرون عن رأيّ ما، هو “و؟” تكررونه مرات عدة متتالية. وعندما لا يتبقّى لديهم حجج حفظوها عن ظهر قلب، سيضطرون في نهاية الأمر للتعبير عن رأيهم هم. بعد أن تعتادوا على السؤال التلقائي “و؟”، أضيفوا إليه أسئلة محددة أكثر مع “متى” أو “كيف”. لنأخذ مثالاً على ذلك:

يريد الطفل أن يشاركك حاله وما يشعر به:
  • الطفل: أخي يثير اعصابي!
  • الراشد: و؟
  • الطفل: هذا مزعج…
  • الراشد: مزعج كيف؟
  • الطفل: وهو يثير أعصابي… (تنبهتم للعقدة، عليكم أن تعيدوا اطلاق الحوار)
  • الراشد: وهو يزعجك متى؟
  • الطفل: عندما يسيء التصرّف!
  • الراشد: وكيف يسيء التصرّف؟
  • الطفل: يفعل كذا وكذا…
  • الراشد: و؟
  • وهكذا دواليك- ستتوقفون بعد أن يفرغ الطفل كل ما في جعبته!
  • يعيد الطفل حجّة يستخدمها الأهل:
  • الطفل: تملك الجارة الكثير من الألعاب بوفففف
  • الراشد: و؟
  • الطفل: إنها مدللة وقد افسدها الدلال
  • الراشد: و؟
  • الطفل: هذا سخيف!
  • الراشد: ما الذي تعنيه بسخيف؟
  • الطفل: يجب ألا يكون لدينا الكثير من وسائل التسلية (“يجب ألا يكون لدينا”، “يجب أن”، “ينبغي” كلها تعبّر عموماً عن قناعات الأهل)
  • الراشد: ومتى يجب ألا يكون لدينا وسائل تسلية كثيرة؟
  • الطفل: عندما نريد أن ننجح في المدرسة

عندئذ، عليكم أنتم (كجهة مسؤولة عن التربية) أن تتدخّلوا لتشرحوا للطفل أنّ ما من علاقة سببيّة بين عدد الألعاب والنجاح المدرسي. يمكنكم حتى أن تذهبوا أبعد من ذلك وتشرحوا له أن المتعة والجهد لا يتعارضان. لا تصدموه بحقيقة جديدة بل اشرحوا له (على شكل أسئلة/أجوبة) أنّ ما من حقيقة واحدة مطلقة، وما من وجهة نظر واحدة.

2- كيف نساعده على التعبير عن مشاعره وانفعالاته

يعمد بعض الأطفال إلى كبت مشاعرهم (من أجل حماية محيطهم)، وهذا أمر خطر للغاية على بنيتهم وعلى تفاعلاتهم المستقبلية. إن كان هناك هدية وحيدة وفريدة يمكن أن نقدّمها للطفل (بغض النظر عن جنسه) فهي أن نسمح له بالتعبير عن مشاعره وأحاسيسه وانفعالاته وأن نتقبّلها من دون أن نحكم عليها وأن نحللها، أيّ أن نتقبّلها بصدر رحب وبتعاطف. والعطف الذي يأتي في غير مكانه ليس تعاطفاً ويؤثر في الطفل.

التزموا بالمعلومات (أيضاً ودائماً)

أمثلة:

  • الطفلة: لم تسر الأمور بشكل جيد هذا الصيف مع صديقتي.
  • الراشد: وما الذي شعرت به؟
  • الطفلة: اوف، هذا الأمر جعلني حزينة… (انفعال)
  • الراشد: ما الذي أحزنك؟
  • الطفلة: أنها لا تحب الوضع في بيتي (حاجة)
  • الراشد: علمت أنك بكيت نهار الأحد (وقائع: فعل= عمل)
  • الطفلة: نعم، أضعت الكلبة ولم أجدها، اعتقدت أنّ أحداً ما سرقها
  • الراشد: وكيف كان شعورك وانت تبكين؟
  • الطفلة: شعرت بالكثير من الألم… (انفعال)
  • الراشد: وكيف سبب لك عدم العثور على الكلبة الكثير من الألم؟
  • الطفلة: أنا أحبها كثيراً ولا أريد أن أخسرها (حاجة)

عند اتباعنا هذا المنطق في التواصل، من المهم أن نسلط الضوء على العلاقة السببية بين الشعور أو الانفعال والحاجة. سأذكّركم هنا بالانفعالات الأساسية الستة: الفرح، الحزن، الاشمئزاز، الغضب، الاحتقار والدهشة. ولكل انفعال معنى يمكنكم أن تتعلموه. إنها إشارة من الدماغ ستؤثر في قراراتنا وسلوكياتنا. وفي إطار التواصل الايجابي، من المهم أن نتبع منطق “أشعر أني… لأنني كنت أو احتجت ل…”

اترك رد