بدأت ابنتي ذات الأربع سنوات في التحدث مع شخصيات خيالية. هل هو أمر طبيعي؟

0
شخصيات خيالية

تجهل النفس الطفولية الحدود بين الواقع والخيال. يعتبر الطفل ما هو “حقيقي” وما هو “خيالي” مترادفين لفترة طويلة.
لهذا السبب يتخيل العديد من الأطفال ويبتكرون مواقف حسب رغبتهم ويغيرون الحقائق التي لا ترضيهم. إن قوتهم الخيالية تجعلهم يمحون ما هو موجود ليحل مكانه ما يرضيهم.

عندما تخترع فتاتكم الصغيرة شخصيات غير موجودة، فإنها تخبركم بطريقة غير شعورية عن مخاوفها الحميمة، وأمنياتها، ومخاوفها… يخترع الأطفال في عمر الثلاث والأربع سنوات “صديقاً وهمياً”، أو أخاً، أو نسيباً من نفس عمرهم بشكل عام، يسقطون عليه جزءاً من مشاعرهم وتجاربهم الشخصية. الواقع أن هذا الرفيق، الذي لا يوجد إلا في رؤوسهم، هو شبيه لهم. أياً كان ما يريده هذا الصديق سيريدونه، ومهما كان ما يريد القيام به هذا الصديق سيرغبون في القيام به. يتعرفون من خلال هذا الرفيق الخيالي البطل على أنفسهم، كما أن لديه الوالدين والأسرة التي يرغبون في تكوينها، وهو يتولى مهمة تلبية احتياجاتهم الخاصة.

إن التخيل لعبة غير مؤذية ومفيدة للطفل. يتعلم الطفل أدوارا اجتماعية مختلفة من خلال ألعاب “التخيل” والسيناريوهات التي يترجم فيها “ازدواجيته الخيالية”.

سهولة الانتقال عند الطفل حسب الرغبة، من العالم الخيالي إلى العالم الواقعي، محيرة وتقلق العديد من الآباء والأمهات الذين فقدوا هذه الميزة. إذا كانت كلمات فتاتكم الصغيرة تقلقكم، ساعدوها في ترتيب أفكارها ولا تدعوها تعيش بالكامل في عالمها الداخلي. لكن لا تأنبوها ولا تمنعوها خاصة من إخباركم بتخيلاتها.

أخبروها بلطف أنكم لا ترون الشخصيات التي تتحدث عنها لأنها صنيع عقلها. ستفهم بعد ذلك أن الواقع موجود في الخارج وأنها لا تملك القدرة على جعل الأشياء تحدث من خلال تفكيرها. ساعدوها لتفهم أنكم لا تصدقون هذا الأمر وأنه مجرد لعبة، كما أن هذه الشخصيات “مزيفة”. بهذه الطريقة ستساعدونها على التمييز بين الخيال والواقع.

تفهموا هذا الطابع المرح والمفيد لتنمية ذكائها في جميع ألعابها الخيالية. اطمئنوا بشكل عام، لأن حوالي عمر الخمس سنوات، نسمع أقل عن حديث “الصديق الوهمي” وينتهي به الأمر بالاختفاء تماماً.

اترك رد