خطوة أساسية إذا ما أهملها الأهل ضعُفت شخصية أطفالهم وفقدوا الثقة بأنفسهم

0

التشجيع
ينسى معظم الأهل هذه الخطوة الأساسية : لا يهم حجم ما حققه ولدهم، الهام هو أن يتلقى الاعتراف المناسب به. أهم عمل أمام المعلم هو تشجيع التلاميذ.

التشجيع يعني:
  • إعطاء الولد التحفيز الذي يحتاجه حتى يستمر في المحاولة.
  • دعمه عاطفياً حينما يرتكب الأغلاط، لئلا تثبط همته.
  • الإقرار بنتائج جهوده التي حصل عليها بنفسه.

عندما نعلِّم الولد مهارة جديدة، علينا أن نعلم أنه سيرتكب عدداً كبيراً من الأغلاط. عندما سيملأ الولد كوباً من الماء، من المؤكد أنه سيريق الماء ويكسر الكوب. على الراشد أن يكون موجوداً إنما ليس من أجل توبيخه بل من أجل تشجيعه.وهذا يعني إعطاء الولد الثقة بالنفس بحيث يتمرن مراراً وتكراراً حتى يتوصل إلى التحكم بهذه المهارة. التشجيع يعني أن تدعم جهود الولد بحيث لا يستسلم عندما لا تجري الأمور بالشكل الصحيح. عندما يملأ الولد الكوب فيريق الماء، علينا أن نقول له: «لا بأس. حاول مرة أخرى. سأمسك أنا الكوب وأنت تملأه بالماء، وسترى أن بمقدورك القيام بذلك». عندما يتواجد راشد يشجع الولد، سيجد هذا الولد القدرة على إنجاز ما يهدف إلى تحقيقه. ويعطي التشجيع الولد أيضاً الدعم الذي يحتاجه لتحقيق أهدافه ويساعده على تنمية الثقة بالنفس.

Premium Freepik License

جاءت لسلي ابنة الثانية عشرة عاماً باكية إلى البيت. «لقد تلخبطت ثلاث مرات وأنا ألقي الجزء الخاص بي في المسرحية. لقد ضحك الجميع عليّ». تقدم الأب منها وضمها إلى صدره. «إنها المرة الأولى التي تقفين فيها أمام هذا العدد من الناس وقد كان عليك حفظ عدد كبير من الأسطر. لو كنت مكانك لتلخبطت أكثر منك بكثير». عندما رأى ابنته قد هدأت سألها: «اتحبين أن أساعدك في التدرب على أدائك المسرحي هذا؟ أعدك بأنك إذا تمرنت، سوف تؤدين دورك غداً بشكل أفضل بكثير»

المراهق كالطفل تماماً بحاجة إلى الدعم إذ تمر عليه أوقات كثيرة تثبط فيها عزيمته. يفهم بعض الأهل حاجة طفلهم إلى التشجيع ولكنهم لا يفهمون هذه الحاجة عند المراهقين.إنهم لا يدركون أن المراهق كالطفل الذي تعلم المشي فهو يخطو خطواته الأولى إلى عالم الراشدين ويشعر بعدم الأمان لأنه لا يعرف بعد ما الذي ينتظره، وما تظاهره بالشجاعة إلا واجهة وقناع يحمي بها ضعفه وهشاشته. أضف إلى ذلك أن الراشد يحتاج إلى التشجيع كحاجة الطفل إليه وذلك حتى يدرك أن ارتكاب الأغلاط جزء من الحياة ووسيلة للتعلم. يعطي التشجيع المراهق القدرة على المضي قدماً ويرفع معنوياته وثقته بذاته.

قصص أخرى

جون في الرابعة من العمر وهاهو يضع ألعابه في الخزانة. عندما وضع شاحنته الثقيلة الوزن في أعلى رف في الخزانة، وقعت الشاحنة جارةً معها كل الألعاب الأخرى. سمعت أمه قعقعة فاستدارت لترى ما الذي حدث ولكنها لم تتدخل. التقط جون ألعابه وهو منزعج ووضعها في الرف العلوي ولكنه في هذه المرة وضع الشاحنة في الرف السفلي ورفع نظره إلى أمه وعلامات الرضا على وجهه. اقتربت الأم منه مبتسمة: «أحسنت عملاً. لقد وجدت للشاحنة أفضل مكان لها»
حينما نعترف كلامياً بالجهد الذي بذله الولد، يتشجع ليستمر في المحاولة. أما إذا نسينا أنه ما يزال يعتمد على الراشد ليعرف ما إذا كان يقوم بما يقوم به بشكل جيد، فسيشعر بالعزلة.

أمضت إيرين ابنة السادسة عشرة عاماً طوال الصباح في تنظيف غرفتها. وفيما كانت تجر كيسين مليئين بالزبالة قالت لعمتها: «أتصدقين أن هذه الزبالة كلها كانت في غرفتي؟». عضت العمة شفتها مفكرة: «ما يفاجئني أنك لم تجدي أكثر من هذا».
بعد ساعات دعت إيرين عمتها التي أثنت على عملها مادحة: «واو. يا للتغيير! أحب الطريقة التي رتبت فيها تلك الأصداف التي وجدتها على الشاطئ»

المراهقون كالأطفال بحاجة إلى الاعتراف وتقدير أعمالهم. الواقع أن المراهقة مرحلة صعبة من مراحل الحياة. حينما يشعر الشخص بالضعف، سيظل بحاجة إلى دعمنا. الاعتراف بصدق بنجاحه سيساعده على تعزيز ثقته بنفسه.
ولكن حذار! لا تترك الأمر يخرج من يدك.

شجعوا ولكن لا تبالغوا..

انخرطت أم مايك ابن الثلاث سنوات في دورة تدريبية خاصة بالتربية وفيها تحدث المستشارون النفسانيون عن أهمية الاعتراف بإنجازات الطفل. كان مايك خارجاً من الروضة عندما رأى أمه فهرع إليها ليلاقيها وكان يحمل في يده رسمة. ضمته أمه وأخذت تقول له: «لا بد أنها أفضل رسمة. انظر إلى هذا الفيل وإلى تلك الأزهار. أمك فخورة بك»

صعد مايك إلى السيارة: «الماما ترى أنك بت قادراً على ركوب السيارة وحدك. لقد أصبحت ولداً كبيراً». وعندما جلس قالت له: «أنا مسرورة جداً منك لأنك وضعت حزام الأمان. أنا فخورة بك». وعندما وصلا إلى البيت أرت الرسمة إلى زوجها: «ألا تظن أنها رائعة؟ هنئه عليها، لقد قام بها وحده. سنعلقها على جدار غرفته». وعندما دخلوا إلى غرفة الطعام قالت له: «عظيم. لقد غسلت يديك وحدك كولد كبير. أنا فخورة بك». «واو! انظر إلى طريقتك الرائعة في الأكل»!

تعتقد هذه الأم الحسنة النية أن عليها الاعتراف بكل عمل يقوم به ابنها. ولكن تعليقاتها ستفتقر إلى العفوية وسيتعوّد عندئذ مايك على الحصول على انتباهها الدائم. وهنا هي تخاطر بجعله يعتمد على تعليقاتها، والذي يحدث أنه عندما لن يتلقى أي تعليق منها سيشعر بالإحباط معتقداً أنها لا تأخذه بعين الاعتبار.
انتبه من هذا! عندما تصبح كشريط مسجلة يكرر نفس الكلمات، توقف عن هذا. راقب ابنك وامدحه فقط عندما يقوم بما يستحق الثناء عليه.

اترك رد