لماذا على الطفل أن يثق بذاته؟ وكيف بإمكان الأهل تنمية ثقته بنفسه؟

0

لماذا على الطفل أن يثق بذاته؟
مع أن كلمة ثقة كلمة بسيطة ومختصرة إلا أن من الصعب أن نطبقها. يشعرالناس القليلو الثقة بأنفسهم بالقلق والخوف من أن يؤذيهم أحد ما معتقدين أن العالم مكان خطر، يريد فيه الناس أن يقتلوهم. مشكلة العيش مع هؤلاء أن الواحد منهم يعيش في حالة من التأهب الدائم ويتوقع دائماً أسوأ الأشياء بحيث تصبح الحياة صعبة جداً لهم.

ولكن لماذا الشخص لا يثق بذاته ؟ قد تكون قلة الثقة بالنفس ناتجة عن جروح نفسية قديمة تركت دمغة دائمة. مثلاً، إذا اعتاد زوجي السابق أن يهينني، فسيكون من الصعب عليّ أن أثق مجدداً بشخص آخر يريد الزواج بي. ولكن دعونا نسأل أنفسنا: لماذا من الهام الثقة؟ كيف يتأثر الولد إذا ما ترعرع في جو من قلة الثقة؟ ما هي الثقة؟

لأن الطفل يولد بدون أن يكون لديه ثقة بالنفس، يجب أن ننمي هذه الثقة لديه إضافة إلى مهارات أخرى. ما هو مثير للاهتمام هو أن الأهل أنفسهم والآخرين الذين يربونه هم الذين يزرعون بذرة الثقة من خلال إيمانهم بقدراته وإمكانياته . على الأهل أن يزرعوا البذرة ويحرثوا النبتة بالثقة بولدهم، والواقع أنه من خلال رعايتهم إياه ستنمو هذه الثقة وتتطور. يرى الأولاد أهلهم آلهة يعرفون كل شيء ويقومون بكل شيء. وهنا يستنتج الولد بشكل لاواع: «إذا كان أهلي الذين يملكون كل هذه القوة يثقون بي، فهذا يعني أنني شخص جدير بالثقة». بناء عليه يكون دور الأهل أساسي لأن تنمية ثقة الولد بنفسه تعتمد بالكامل على رعايتهم.

ولكن لماذا من الهام لطفلنا أن يثق بذاته؟

لأن الثقة بالنفس هي التي تسمح له بالتجذر بالحياة داعمة إياه في لحظات الفشل أو الإحباط، محرضة إياه على المحاولة من جديد. وبفضل الثقة بالنفس يكون الطفل قادراً على عقد العزم على الحصول على أي شيء مُنع عنه أو حرم منه. الثقة هي المرساة التي تجعل السفينة ترسو بثبات عندما يأتي المد والجزر وينحسر. وهي تعطيه الثقة والأمل، سامحة له بأن يجرؤ على الحلم، وأن يبحث عن فرص جديدة وأن يكون له طموحاته.وهي تساعده أيضاً على تعلم الصبر والصفاء من أجل الحصول على جائزته.

الواقع أن الشعور بالجدارة المتولّد عن احترام الذات يغذّي الثقة بالنفس. ولأنني أعرف أنني شخص ذو قيمة، أعرف أني شخص يستحق الحصول على ما أحتاجه. ما الذي أستحقه؟ أفضل ما في هذه الحياة: الحب، السعادة، الغنى، الفرح. الحقيقة أن كل الناس يستحقون هذا ولكن على الواحد منا أن يقتنع بأن ذلك صحيح. عندما تكون الرسائل الموجهة إلى الكون مليئة بالأمل المشبع بالثقة، تصبح هذه النِعَم ملكنا. وبناء عليه، نخلق نحن واقعنا الذي سيكون جميلاً… لا، بل رائعاً جداً.

ما يزال البعض يعتقد أنهم أشخاص غير جديرين، وأنهم لا يستحقون إلا القليل، القليل. إن عدم قدرتهم على إجلال انفسهم أمر عائد إلى تربيتهم. فعندما يتربى الإنسان على تثبيط الهمة من خلال المذلة والمهانة والإفراط في الحماية والنقد المستمر أو التوقعات الضيقة الأفق، فالذي سيحصل أن هذا الإنسان لن ينمو ويكبر أبداً وهو يشعر بأنه شخص ذو قيمة وأنه يستحق الحصول على أشياء كثيرة. ستمنعه هذه القيود من الثقة بنفسه وسينتهي الأمر بأن يدخل إلى حياته ما يؤمن أنه يستحقه: الحزن،العجز، المعاناة والألم.

ارتباط الثقة بالشجاعة

وترتبط الثقة أيضاً بالشجاعة. عندما يتم الإفراط في حماية الأولاد خوفاً عليهم من أن يتعرضوا للأذى من العالم العنيف العدائي، سيصبحون ضعافاً ولن يتعلموا الصمود أمام هذا العالم. والواقع أننا نعيش في زمن التحديات، فكيف لنا إذن أن نستعد ونواجه الصعوبات التي تواجهنا؟ إذا خففنا الحماية المفرطة تقوى الثقة بالنفس. وما دمت أثق بولدي، فهو يملك إذني بالثقة بنفسه. عليّ أن أجعله يعرف بدون كلام: «أنا واثقة أنك تملك كل ما يمكّنك من التقدم والاستمرار». إن ثقة كهذه تغرس الشجاعة، فتجعله قادراً على الدفاع عن قناعاته ومواجهة العالم وتعطيه صوتاً يجعله، عندما يصبح راشداً، يتكلم عن حقيقته.

أما الشخص الخجول الفاقد للشجاعة فسيمشي في ظل الآخرين ويسافر فقط إلى حيث يشعر بالأمان لأنه خائف جداً من الدروب المجهولة. إنه شخص لاتتحقق أحلامه أبداً. وهو أيضاً شخص تتم قولبته وتشكيله وتكون النتيجة أن يشعر في نهاية حياته أنه فقد الفرص التي وضعتها الحياة أمامه. هل نريد ياترى هذا لأولادنا؟

اترك رد