كيف تزرعون الثقة في قلوب صغاركم، لينعموا بالأمان؟

0

الخطوة الأولى كي يزرع الأهل الثقة في قلوب صغارهم ، هي الابتعاد عن فكرة: “عليك أن تكون كاملاً حتى أثق بك”
الزوجة أو الزوج الذي يطلب من زوجته أو تطلب من زوجها الكمال، يعاني من خيبة الأمل مرة بعد أخرى، لأن لا شخص يخلو من نقص أو عيب. وإذا كان المطلوب حتى تثق بالشخص الآخر الكمال، فانت لن تجد الشخص الجدير بذلك، فمن المستحيل أن تجد شخصاً كاملاً والبشر جميعهم بدون استثناء غير كاملين. وهذا الشخص الذي يطلب الكمال من الآخر سينتهي به الأمر بأن يشعر بالمرارة والتشاؤم لأنه يطلب الكثير، الكثير.

والأمر سيان مع الأولاد فإذا قال الأب للولد: «لن أستطيع ان أثق بك بعد الآن»، فلعل هذا الأب قد طالب ابنه بالكمال وعندما ارتكب غلطة فقد إيمانه به، وهذا أشبه بطعن الولد في الصميم.. وإذا ألغينا دعمنا له، سيضطرب ويقنع نفسه: «إذا كان والديّ، اللذين هما مثالي الأعلى وهما يعرفان كل شيء، لا يثقان بي فهذا يعني أني شخص غير جدير بالاحترام والثقة». هذه هي الطريقة التي ننزع فيها بذرة الثقة بالنفس وندمرها وبعدئذ نتساءل لماذا بدل أن يتحسن سلوكه ساء.

عندما نتوقع الأسوأ، فسنتلقى الأسوأ. وعندما نفقد إيماننا بأولادنا سيتأثرون عاطفياً.

أكثر من طاقتهم
freepik.com
الثقة والحب

تتعلق الثقة بالحب الذي نشعر به تجاه أولادنا وباعترافنا وإقرارنا بقيمتهم الحقيقية. الثقة لأن بإمكاننا أن نرى ما قد يصبح الطفل عليه وفي الوقت ذاته القبول بوضعه الحالي. هذه هي المفارقة التي نقع فيها عندما نعلِّم: تقدير حالة الولد الراهنة والتنبؤ بقدراته الكامنة الكاملة في الوقت ذاته . في فترة نمو الولد والمراهق سيحتاج إلى أن يختبر الحياة ويتعلم من خلال أخطائه، ناظراً إلى ما وراء حدوده الحالية لاكتشاف ذاته العليا. وثقتنا به تسمح لهذا بالحدوث.

تخرجت لورا من المرحلة المتوسطة وتم اختيارها حتى تلقي كلمة شكر نيابة عن زميلاتها. علّقت الأم متحدثة إلى شقيقتها: «أنا لا أفهم. في السنة الماضية كانت علاماتها منخفضة وقد أخبرني أساتذتها أنها كسولة وها هي هذا العام الأولى في صفها. لا أفهم ما حدث»
من السهل أن نفهم السبب عندما نعرف أن معلمة الصف الثامن أعطت لورا الثقة من خلال تشجيعها وإطلاق قدراتها. الثقة التي نضعها في أولادنا أو تلاميذنا قد تكون المحفز الذي يمنح عزماً جديداً لأجزاء كانت هاجعة هامدة في داخلنا. كما أن الثقة تعطي الولد دفعاً، عندما يشعر بعدم الأمان والشك، وتطمئنه فيصبح قادراً على الوصول إلى ما قد يبدو بعيد المنال. حينما أدعمه، سيتجرأ ويطمح إلى أن يكبر محققاً كل ما قد يصبح عليه يوماً.

مع تحيات موقع التربية الذكية

اترك رد