لماذا لن تستطيعي تربية طفلك الثاني كما ربيتِ الأول ؟

0

جميعنا نعلم أن ولادة الطفل الأول هي لحظة سحرية. فأثناء ولادتكِ للطفل الأول تصبحين أماً على الفور.

تعدين نفسكِ بإتمام كل شيء بشكل مثالي، لأنكِ لا تريدين تكرار أخطاء والديكِ. على أي حال، تعبير “بشكل مثالي” هو وفقاً لوجهة نظرك اتجاه الأمور.

لذا تضعين قواعد صارمة حول ما سيتناوله طفلك، ونوع الألعاب التي ستقومين بشرائها له، أو حول الملابس التي سيرتديها.

  • “لا أريد أن أقع في القوالب النمطية”
  • “لن يتناول طفلي سوى المنتجات العضوية.”
وأحضر له الأفضل…

ومع ذلك، حين نلد طفلاً آخراً، ندرك إلى أي درجة علينا تغيير نظرتنا إلى التربية والأمومة وأن علينا التنازل عن بعض الأمور. إضافة إلى ذلك، نفهم بسرعة أنه علينا التخلي عن بعض القواعد التي اتبعناها حتى هذه اللحظة.

فقد انقلب كل شيء رأساً على عقب. لم يعد لدينا الوقت للانتباه إلى كل التفاصيل كما اعتدنا في السابق.

“من أين أتت هذه التفاحة؟ حسناً، لا مشكلة!”

بالإضافة إلى ذلك، نحن نشعر بالإرهاق. وبالتالي، ندرك أن محاولة كوننا أمهات مثاليات تستهلك كل طاقتنا. إذن، ما الذي يجعل تربية طفلنا الثاني تختلف حقاُ عن تربية الطفل الأول؟

1- الغذاء

الطفل الأول: تحضير وجبات فواكه طازجة، خضروات، وجبات مطبوخة، وقائمة طعام لا مكان فيها للوجبات السريعة. إلا حين يقدم له أحد الأقارب، دون أن تنتبهي، الوجبة غير الصحية الأولى.

الطفل الثاني: بقايا وجبة الغذاء، وجبات الطعام السريعة، السندويشات، العصير…

في أول فترات الأمومة بذلتِ كل ما في وسعكِ لعدم تقديم سوى الأفضل لطفلك. كنتِ تعدّين كل الطعام بنفسك، وكنتِ تحضرين كل المواد الغذائية من مزرعة بلدتك أو من مصادر آمنة.

أما مع طفلك الثاني، فقد أصبحت أكثر تساهلاً. أصحبت تتقبلين وجبات الماكدونالدز، والحلويات وما إلى ذلك. لم يعودي ترغبين في صرف المزيد من الأموال على “أفضل” المكونات الغذائية.

2- الملابس

الطفل الأول: 100% قطن، من مصدر آمن وموثوق.

الطفل الثاني: الملابس التي كان يرتديها أخوه أو أخته الكبرى.

كان على طفلك الأول ارتداء ملابس جديدة. لم يكن هناك مجال حتى لأن توافقي على إلباسه الثياب التي كانت تلبسها صديقتكِ المفضلة لطفلها.

مع طفلك الثاني، تدركين أن الملابس تكلف ثروة وأن الأطفال يكبرون بسرعة وتصبح الملابس ضيقة عليهم. وبالتالي، توافقين على إلباسه كلُّ ما يتم تقديمه إليكِ.

3- حمام المساء

الطفل الأول: يأخذ حماماً كل مساء في حوض استحمام بحجم مناسب مع استخدام أفضل سائل استحمام طبيعي للأطفال الرضع.

الطفل الثاني: يأخذ حماماً مرتين في الأسبوع. في باقي الأيام، في معظم الأحيان يحصل على حمام جزئي إذا كان ذلك ممكناً.

لقد سمعتِ ذلك مئات المرات: يجب أن يحصل طفلكِ على حمام كل مساء. بالتالي قمتِ بما نصحوكِ به. حسناً، لقد أردتِ أن يكون طفلكِ مرتاحاً.

مع الطفل الثاني، فهمتِ جيداً أن الطفل لا يذهب يومياً للعمل في المزرعة. وبالتالي ليس متسخاً إلى هذا الحد، لذا لا داعي لبذل كل هذا المجهود لحمام المساء.

4- روتين النوم

الطفل الأول: تغطينه بغطائه المفضل في السرير الهزاز وتجعلينه ينام كل ليلة في التوقيت نفسه. تلتزمين بالتقيد الصارم بالقواعد اليومية، لأن ذلك يشعر الطفل الأمان.

الطفل الثاني: ينام وزجاجة الحليب أو المصاصة في فمه على الأريكة في الساعة العاشرة مساءً.

كانت والدتكِ تكرر هذا دائماً: يحتاج الطفل إلى روتين يومي يعتاد عليه كي لا يشعر بالتوتر. لذا وعدتِ نفسكِ باحترام ذلك. كان وقت النوم كل مساء عند الساعة السابعة مساءً، فهو في النهاية يحتاج إلى الراحة!

مع طفلك الثاني، لم يعد لديكِ القوة الكافية للقتال من أجل وضع القواعد. وبالتالي فيما ينام طفلك الأول، تجدين الثاني مستلقياً بالقرب منكِ على الأريكة يشاهد فيلم رعب.

تابعوا النقاط الأخرى في المقالة القادمة:”6 نقاط تختلف بين تربية طفلك الأول والطفل الثاني”

اترك رد