سلوكيات الطفل الغريبة : لماذا يحب طفلي الصغير رمي الطعام على الأرض؟ ولماذا يحب سماع ذات القصة مراراً وتكراراً؟

0

سلوكيات الطفل الغريبة

لماذا يقوم طفلي برمي الطعام في أرجاء المطبخ ؟

كنت أجلسها وقت الأكل على كرسي الطعام العالي وكان أحب شيء إلى قلبها أن ترمي الطعام على الأرض في إحدى المرات غضبت منها وقلت لها “لا ترمي الطعام على الأرض فالنمل قد يأتي ليأخذه” ..ظننت أن عبارتي هذه ستردعها عن رمي ولكنها على العكس سارعت إلى رمي قطعة كبيرة من الطعام .. ضحكت فقد فهمت أن طفلتي تريد إطعام النمل المساكين.. فقلبها الرقيق وجد مخلوقاً ضعيفاً ليطعه وقفت ضاحكة.. ماذا أفعل الآن كيف أقنعها بألا ترمي الطعام؟ والسؤال الأهم لماذا يحب الأطفال رمي الطعام ؟وكنت أفكر في المساء الذي سيكون علي فيه قراءة قصتها المفضلة للمرة الألف.. تابعوا الإجابة عن هذه السؤالين: لماذا يحب طفلي الصغير رمي الطعام على الأرض؟ ولماذا يحب سماع ذات القصة مراراً وتكراراً؟ في مقالتنا هذه

أولاً، طفلك يفعل ذلك لأنه يشعر بالفضول بشأن ما سيحدث فيما لو أخرج الكورنفليكس من علبته ونثره على الأرض.. تقول مارني روزفلت الاختصاصية بتنمية الطفل والأستاذة المساعدة في كلية لوس انجلوس فالي في كاليفورنيا ” هو يتعلم، لقد حققت ما أريد..

يمكنني التأثير في بيئتي” ولكن ما بدأ كطريقة للتعلم عن الجاذبية وفعلها قد يتحول إلى اختبار تجاوز “الحدود” .. فإذا كنت دائماً تلتقطين الطعام الذي يرميه على الأرض ، سيبدأ طفلك بالتفكير:”ماما تتجاوب مع ما أقوم به .. يمكنني جذب انتباهها .. هذا ممتع” لذا عليك أن تقولي له بهدوء “الطعام ليس للرمي.. ما دمت ترمي الطعام فهذا يعني أنك شبعت.. هيا تعال لأنزلك عن كرسي طعامك العالي” .

لماذا يحب الأطفال سماع نفس القصة أو الأغنية مراراً وتكراراً.. ألا يشعرون بالملل؟

في الحقيقة “لا” لا يملون.. فالأطفال الدارجون يحبون الشيء المألوف والمتوقع مسبقاً.. “التكرار يعطيهم الشعور بالراحة.. هم يحبون أن يعرفوا ما الذي يأتي لاحقاً” هذا ما تقوله شانون كوي الاختصاصية بنمو الأطفال من فيلادلفيا.

مع أن هذه العادة تبدو لك مخدرة للدماغ إلا أن معرفة القصة طولاً وعرضاً ويميناً وشمالاً تعطي الطفل إحساساً بالسيطرة كما أن تكبير مخزونه اللغوي يحثه على الاستعداد لتعلم القراءة لاحقاً.

يرجوني طفلي حتى أحمله وما إن أحمله حتى يطلب مني انزاله.. لماذا؟

عندما يطلب الطفل أشياء كهذه، يقوم بذلك ببساطة لاختبار قوته.. تقول الدكتورة بارمان:” هل سيحملني أبي عندما أريده أن يفعل ذلك ؟ ” وحالما يعرف الجواب ، قد يصبح مستعداً للمضي قدماً. وقد تكون دوافعه أيضاً عملية : فحينما يكون بين ذراعيك قد يرى شيئاً خلف الأريكة ويرغب في النزول للعب فيه. تقول الدكتورة بارمان :”الأطفال يعيشون في اللحظة الحاضرة وهذه اللحظات قد تشتغل بسرعة البرق “.

مما لا شك فيه ان على الأهل أن يفهموا أنه ليس بالإمكان تلبية كل رغبة للطفل.. على طفلك أن يتعلم أنه لا يستطيع الحصول على أي شيء يريده وعليكم أنتم كأهل ألا تشعروا بالذنب في حال أغفلتم تلبية هذه الطلبات غير الضرورية .. ” كما أن ذلك سيساعده على تنمية مهارات مواجهة المشاكل عندما يُحبط أو يشعر بخيبة أمل.” هذا ما يشرحه طبيب الأطفال إدورد كريستوفريسن من جامعة Missouri-Kansas City School of Medicine.

اترك رد