أصغوا إلى رسائل ولدكم الصامتة…لا تتجاهلوها !
الإصغاء إلى ولدكم:
يجيد معظم الأهل الكلام فعلاً. في الواقع، يتحدث الأهل ويتحدثون ويتساءلون لما يبدو وكأن أحداً لا يصغي إليهم. أفرحت رسوم شارلي براون الكرتونية القديمة أجيالاً من الأطفال (والراشدين) عندما أظهرت الشخصيات وهي تقوم بأعمالها فيما الأهل والمدرسين يقولون «ووووووااااا، ووووااا، ووووااا» في مكان ما غير ظاهر على الشاشة. هل هذا رأي الأولاد بأهاليهم؟ لسوء الحظ أن هذا صحيح أحياناً.
إن الإصغاء إلى ولدكم فعلاً هو أحد أفضل الأمور المشجعة التي يمكن أن تقومي بها من أجله وإحدى أفضل الطرق لبناء الإحساس بالانتماء والتواصل لديه. عندما تستمعين إليه بانتباه تام (هذا لا يعني أن تسمعيه فيما أنت تعدين العشاء أو تقودين السيارة)تعلمينه أنك تهتمين لأمره وأنك تريدين أن تعرفي ما يفكر فيه وما يشعر به وما يقرر فعله.
فكّري في شخص يسرّك أن تتحدثي إليه. ما الذي يفعله هذا الشخص ويسمح لك بأن تشعري بأنه يفهمك ويهتم لأمرك؟ من المرجح أنه ينظر إليك ويشجّعك ولا يلتفت إلى ساعته كل ثلاثين ثانية.
إنّ العديد من الرسائل التي نوجهها إلى من نحب هي رسائل صامتة أي أنها رسائل نبعثها من دون كلمات، عبر تعابير وجوهنا ونبرة صوتنا وحركاتنا ووضعية أجسادنا. إن الأطفال الصغار حساسون جداً على هذه الرسائل ويمكنهم دوماً أن يشعروا بما نحس به فعلاً.
معلومة ضرورية يرسل لك ابنك الكثير من الرسائل الصامتة يُعبّر عنها بأفعاله وحركاته. احرصي على أن تنظري في عينيه عندما تتحدثين إليه وأن تنظري إليه عندما يتحدث إليك. فالأعمال أبلغ من الكلام عندما تربين صبياً؛ احرصي على حسن قراءة رسائل ابنك التي يرسلها من دون كلام.
أهمية الإصغاء
ستشكّل قدرتك على الإصغاء إلى ولدكم جيداً إحدى أهم المهارات التربوية خلال سنوات نشأة ابنك. إليك بعض الاقتراحات:
خصصي بعض الوقت من يومك للإصغاء. لا بأس إن تحاورتما فيما أنتما في السيارة أو في المتجر إلا أن الإصغاء الحقيقي والصحيح يتطلب وقتاً وتركيزاً. إن انشغالك الذي يمنعك من الإصغاء قد يحول دون أن تفهمي جيداً ابنك.
اصغي إليه بصبر. يتحين معظم الأهل أول فرصة كي يقدموا الاقتراحات أو يلقوا محاضرة على الولد ثم يتساءلون لما يقول هذا الولد: «أنت لا تستمعين إليّ أبداً!». ستعرفين كيف تساعدين ابنك بشكل أفضل إذا أصغيت بهدوء إلى ما لديه ليقوله. يمكنك حتى أن تسأليه قبل أن تجيبي: «هل تريد أن تخبرني المزيد؟».
احرصي على أن تنظري في عينيه. إذا كان ابنك أقصر منك فاجلسي إلى جانبه أو جدي وسيلة لتصبحي في مثل مستواه (من الصعب أن يتحدث المرء بارتياح مع شخص يشرف عليه من الأعلى!). انتبهي لرسائلك غير الكلامية: هل تبتسمين؟ هل تحدقين فيه؟ هل ترغبين في أن تكوني في مكان آخر؟.
كوني فضولية.
لعلك لا تشاركين ابنك اهتماماته كلها أو حتى توافقين عليها إلا أن الخطوة الأولى نحو حل المشاكل هي التفهّم الذي يبدأ بالإصغاء. شجعي ابنك على أن يشاركك أفكاره وأفراحه وتحدياته وكوني صادقة في فضولك بدلاً من أن تطلقي الأحكام.
يشكّل الإصغاء أفضل وسيلة للدخول إلى عالم ابنك ولمعرفة الشاب الذي يصبح عليه. ستعرفين كيف تتجاوبين مع ابنك الذي يكبر بشكل أفضل عندما تحسنين الإصغاء إليه أولاً.
مع تحيات موقع التربية الذكية