العناد: ما الذي يعنيه عناد الطفل لأهله وتحديهم ومعارضتهم واستفزازهم ؟
ماذا نعني باضطراب التحدي والعناد ؟
جلست حزينة وأنا أسمع زوجي يصرخ على ابني .. كنت أتألم من تكرار هذا المشهد فابني يعاند أباه دوما ويتحداه ويعارضه والنتيجة في بعض الأحيان تكون مؤلمة إذ يفقد زوجي أعصابه وينهال عليه بالضرب والصراخ.. اليوم أخذ يعاندني ويرد علي وكأنني لست أمه فسمعه زوجي وغضب عليه ولكني رجوته أن يتركه ولكنه قال هو طفل يحتاج إلى التأديب.. أشعر أنني وأبوه لا نفهم عليه ولا نعرف كيف نتعامل مع طفلنا العنيد المستفز ..
في هذه المقالة سنتعرف إلى الطفل العنيد المتحدي.
عندما يعاني الطفل من اضطراب التحدي والعناد، يظهر الصراع على السلطة، وقد يشعر الاهل بأنه يتم تخطي سلطتهم. ويعتبرون ان الطفل هو الذي يقرر. من الممكن ان يزداد اضطراب السلوك هذا سوءًا في حال لم يتم معالجته، وقد يؤثر سلبًا على اداء الطفل. يصيب اضطراب المعارضة مع الاستفزاز 3% الى 5% من الاطفال.
وبالتالي، عندما يطلب اهله أو أي شخص له سلطة عليه، مثل المعلمة أو أحد الاجداد، منه شيئاً، من الممكن ان يستجيب الطفل الذي يعاني من اضطراب التحدي المعارض:
- بعدم المبالاة ولا يجيب بكل بساطة؛
- بعدائية، ويغضب ويصرخ ويضرب؛
- باستفزاز أهله للفت النظر والحصول عل ما يريده.
المؤشرات
يظهر الطفل الذي يعاني من اضطراب التحدي والعناد التصرفات التالية:
- يرفض باستمرار الامتثال الى مطالبكم أو إلى أي شخص له سلطة عليه؛
- يتحدى دائمًا ويسخر من النتائج أو العقاب؛
- يستجيب بنوبات بكاء شديد
- يستجيب بعنف (يرمي أو يكسر الاغراض، يبصق، ….)؛
- يثير الاستفزاز. مثلًا يستخدم الكلمات البذيئة لكي يثير انفعالكم، أو يخالف القواعد عن قصد لكي يرى ردة فعلكم ويثير غضبكم؛
- يسعى الى الانتقام ليجعلكم تدفعون ثمن ما فرضتم عليه وما لا يعجبه؛
- يصاب بنوبات غضب تزداد وتيرتها وحدتها؛
- يظهر تصرفات معارضة ابتداءًا من المرحلة الطبيعية ما بين 3 و 4 سنوات. وبعد عمر الخمس سنوات، يعارض باستمرار بجرأة كبيرة.
اسباب اضطراب التحدي والعناد
- مشكلة عصبية. يعتقد الخبراء ان اضطراب نقص الانتباه مع فرط الحركة ADHD الذي لم يتم تشخيصه، غالبًا ما يكون سببًا لاضطراب التحدي المعارض. وقد تؤثر مشاكل اخرى تظهر منذ الولادة مثل اضطراب التوحّد، او متلازمة توريت العصبية، على تصرفات الطفل. وفي مثل هذه الحالات لا يملك الطفل القدرات العصبية الضرورية للسيطرة على انفعاله، وقد يعبر عن شعوره بالاحباط عن طريق نوبات غضب شديدة.
- علاقة سيئة بين الطفل والاهل. عندما يكون الأهل غائبين في معظم الاحيان، ولا يقضون الوقت الكافي مع طفلهم، أو غير متواجدين معه، لن يتمكن الطفل من بناء صلة ارتباط متينة وآمنة معهم، هذه الصلة التي تعتبر أساسية لبناء السلطة الابوية. ويحدث ذلك أيضًا عندما يكون احد الوالدين يعاني من مشاكل مثل الاكتئاب او القلق.
- نظام غير مناسب. مثلًا، إن الاهل الذين لا يضعون القيود، ويستجيبون الى نوبات طفلهم بإعطائه ما يريد، او الذين لا يتمالكون نفسهم ويفقدون السيطرة على أعصابهم في كثير من الحالات، يمكن ان يعززوا مشاكل التحدي والمعارضة.
- وضع صعب، مثل انفصال، عزاء، انتقال الى مكان آخر، أو ولادة طفل جديد. إن الاحداث الصعبة التي يعيشها الطفل قد تؤدي الى تفاقم مرحلة المعارضة الطبيعية وتتحول الى اضطراب التحدي المعارض.
- بعض صفات الشخصية. قد يستجيب الطفل القلق بشكل خاص عن طريق المواجهة اذا ما أرغم على التخلي عن الامور التي اعتاد القيام بها. وقد يعاني الطفل الموهوب والبارع في المجادلة من هذا الاضطراب أيضًا إذا لم نضع له قيودًا واضحة، أو إذا ما سمحنا له دائمًا ان يتولى زمام الامور. يتم تقييم الطفل الموهوب عندما يدخل الى المدرسة، إلا أنه باستطاعة اخصائي أن يلاحظ مسبقًا الدلائل ابتداءً من عمر 4 سنوات.