ما الذي يجعل المعلمين شديدي الإرهاق ؟ وما تأثير الأمر على أولادنا؟

0

المعلمين شديدي الإرهاق

هل شعرتم بالتعب بعد ان علّمتم؟ او لنكون اكثر دقة، متى كانت آخر مرة لم تشعروا فيها بالتعب بعد ان علّمتم؟

اذا كنتم مثل غالبية المعلمين، فإن التعب في نهاية النهار يصبح نمط حياة. اذ نعتاد عليه بحيث يصعب علينا ان نتخيل كيف يمكن ان يكون الوضع خلاف ذلك.

من الصعب على الناس ان يفهموا سبب ارهاق المعلمين. ففي النهاية، الامر لا يشبه وجودنا في مكان حيث نعمل على عجل باستمرار، او داخل شركة منافسة مع مدير لا يُحتمل يراقبنا باستمرار. نحن نتعامل مع اطفال!

نحن نعمل سبع ساعات في اليوم! وبامكاننا وضع جدول الساعات الذي يناسبنا. ولدينا عطلة صيفية! يراود بعض المعلمين هذا النوع من الافكار، ويتساءلون عما يحصل معهم. اذًا، ما سبب هذا الارهاق؟

هناك ثلاثة اسباب تكمن وراء ذلك
التعب الناتج عن اتخاذ القرارات والارادة

لقد صاغ عالم النفس روي بوميستر مصطلح “استنزاف الأنا” بعد ان اكتشف ان قوة الارادة لدى البشر تعتمد على موارد محدودة. لقد قارن بين الارادة والعضلة، التي من الممكن تقويتها، ولكنها تنهك ايضًا عندما نستعملها.

يؤدي استنزاف الأنا الى تأثير شامل، مما يعني ان استخدام ضبط النفس في مجال ما من حياتكم يضعف قدرتكم على التحكم الذاتي في المجالات الاخرى من حياتكم. ولقد لاحظ بوميستر ان تعزيز ضبط النفس يؤدي الى انخفاض كبير في نسبة السكر في الدم. وتؤدي النسبة المنخفضة للسكر في الدم الى الارهاق الجسدي، لذلك تشعرون بالتعب الشديد.

كأساتذة، فكروا في عدد المرات التي تستخدمون فيها قوة ارادتكم. نحن نمارس رقابة ذاتية من الصباح حتى المساء. نمنع التعليقات الساخرة، ونبعد أنفسنا عن التلميذ الكسول عندما يكون هدفنا في الحقيقة تقديم التوجيهات له.

نحتفظ بآرائنا لأنفسنا حول الفكرة الأخيرة “المبتكرة” التي يقدمها لنا المدير، ونجيب بمهنية على تدخلات الاهل غير المحترمة، ونساعد التلميذ حتى عندما يكون لدينا شيئ آخر نفعله، نخطط لليوم التالي عندما نريد ان نتواجد على مواقع التواصل الاجتماعي، ونتمالك انفسنا حين نكون على وشك ان نفقد اعصابنا. يستخدم المعلمون قوة الارادة باستمرار.

ولكن اليكم الخدعة الفعلية:

يتطلب اتخاذ القرارات قوة ارادة. ويسمي الباحثون ذلك ب”التعب الناتج عن اتخاذ القرارات”. وكلما اتخذتم قرارات خلال اليوم، كلما استخدمتم قوة الارادة. هناك العديد من الابحاث التي تظهر انه من الافضل للمجرمين ان يمثلوا امام لجنة الافراج المشروط في بداية النهار منه في نهايته. وفي المقابل، تشير ابحاث اخرى الى ان امتحان التلميذ الذي يُصحح في البداية يحصل على علامات افضل من ذلك الذي يُصحح في النهاية. فبعد يوم من اتخاذ القرارات، لن يكون لدينا الطاقة الكافية لاتخاذ القرارات الصائبة.

وتشير التقديرات الى ان الاساتذة يتخذون حوالي 1500 قرار خلال اليوم الدراسي. وعندما نجمع هذه القرارات مع كل الخطوات اللازمة لضبط النفس الضرورية من اجل تعليم الاطفال، لا عجب ان تلفظ ارادتنا انفاسها الاخيرة عند الساعة الخامسة بعد الظهر. نحن مرهقون للغاية.

المشاعر القوية

تعتبر قوة المشاعر المسبب الثاني لارهاق المعلمين. فالمشاعر القوية مثل الغضب، والاحباط، والاثارة، والحماس تعتبر مجهدة من الناحية الفسيولوجية.

تؤدي المشاعر الايجابية كما المشاعر السلبية الى الاستجابة الفسيولوجية نفسها: اذ يزيد معدل نبضات القلب، وتنشط الغدد العرقية، ونرتجف بسهولة. لأن هذه المشاعر تحفز التوتر داخل جسمنا، سواء كانت ايجابية ام سلبية، مما يثبت انها مُنهِكة.

مطلوب من الاساتذة ان يكونوا متحمسين داخل صفوفهم. ويعتقد الكثير من الاساتذة ان عليهم ان يكونوا نشيطين لكي ينجحوا. وعليهم ان يطبقوا ذلك! قد يكون ذلك صحيحًا، ولكن اعلموا فقط ان اندفاعكم، ولحظات الغضب التي تنتابكم، والاحباط وحتى الحماس، سيرهقكم.

الشعور بالقلق

ليس من المستغرب ان يكون الشعور بالقلق مرتبطًا بالارهاق. عندما نقلق، نتخيل ونتوقع الاحداث السلبية. يرتفع مستوى التوتر لدينا ويستجيب جسمنا “إما بالمواجهة وإما بالهروب”. يدق قلبنا بسرعة اكبر، نتصبب عرقًا، ويعدّ جهاز المناعة الوسائل للتدخل. وبالتالي، يسبب ذلك “الارهاق”.

يقلق المعلمون لعدة اسباب:
  • التقصير في تعليم التلاميذ
  • المشاكل المتعلقة بالسلوك
  • الثرثرة المستمرة
  • يوم مرهق
  • اهل غاضبين
  • ملاحظة غير متوقعة من المدير
  • عطل في آلة التصوير
  • زميل غاضب
  • خيار سيء ذو عواقب وخيمة

لهذا السبب نشعر دائمًا بالتعب الشديد: نأخذ العديد من القرارات، ونختبر الكثير من المشاعر بشدة، وينتهي بنا الامر الى القلق الشديد.

اذًا، ماذا تفعلون انتم لكي لا تشعروا بالتعب الشديد في نهاية اليوم؟ لا تترددوا في مشاركتنا افكاركم في خانة التعليقات!

اترك رد