4 أشياء مزعجة يفعلها أطفالكم لكنها تنمي أدمغتهم

0

أشياء مزعجة يفعلها أطفالكم

أنا أحب أطفالي. أحبهم فعلاً.على الأرجح أنتم تشعرون بأن هناك “ولكن” قادمة…ولكن أحيانا تدفعني تصرفاتهم إلى الجنون. أنا لا أمزح حتى.

الاعتراف الكامل: إن هؤلاء البشر الصغار الرائعين الذين أحبهم أكثر من حياتي (فأنا لا أتخيل حياتي دونهم)، يزجونني أيضاً في المتاعب. ذات ليلة، وبعد يوم طويل من الألاعيب بشكل خاص، كتبت قائمة بجميع السلوكيات الصعبة التي كنت أرى أطفالي يقومون بها.

أنا ملكة في إعداد القوائم وقد اعتقدت أن تحديد هذه السلوكيات قد يساعدني على التحكم بها… أو على الأقل فهمها… أو على إنقاذي إلى حد ما.

كانت تصرفاتهم مخرّبة، فظّة، متلاعبة، ملؤها التحدي وغرضهم منها هو إخضاعي. أو هذا ما كنت أشعر به أحياناً.

نظرت إلى قائمتي وقررت النظر إلى الأسباب التي تدفع أطفالي إلى التصرف بهذا الشكل. واتضح لي موضوعين مشتركين:

أطفالي ليسوا غير طبيعيين (الحمدلله). فالأمر لا يتعلق بأطفالي فقط، إنما يتعلق بجميع الأطفال.
كل هذه السلوكيات المخادعة التي يصعب التعامل معها كانت في الواقع تنمي أدمغة أطفالي. لم يكن في أي منها الصفات التي استحضرتُها في رأسي كأم منهكة. لقد كانت مرحلة نمو… مرحلة تغيير كلي لبنية عقولهم.

8 أشياء مزعجة يفعلها أطفالكم تنمي أدمغتهم

إليكم لائحتي. على الأغلب هذه السلوكيات التي تثير الجنون موجودة على لائحتكم أيضاً. ولكنها ليست بلا جدوى.

1. إنهم يكرّرون ويكرورون

هل حدث لكِ أن كنتِ في موقف وكان طفلك يصرخ في المنزل “ماما… ماما… ماما… ماما!” وعندما أعطيته اهتمامك اتضح انه ليس لديه ما يقوله؟ أو هل لديك طفل دائماً ما يطلب نفس الأغنية أو قصة ما قبل النوم مراراً وتكراراً؟

يحب الأطفال التكرار. فالتكرار يشعرهم بالاطمئنان في عالمٍ يبدو لهم جديداً ومتغيراً . ومع ان ذلك قد يبدو لك مُنهِكاً، إلا انه في الواقع أسلوبهم للتعلم والتعامل مع المعلومات والتمرس على مهارة التكلم. فتكرار أنفسهم يساعدهم على التكلم بشكل أسرع، وعلى استرجاع واستذكار كلمات جديدة، كما انه بشكل عام يغذي معجم مفرداتهم. خاصة أدمغة الأطفال، ما بين عمر سنة إلى 3 سنوات، التي تعمل بشكل مفرط، لذلك يعطيهم التكرار المساحة اللازمة لاستذكار ما يريدون قوله أو ليكونّوا فكرتهم القادمة. وفيما هم يكبرون، قد يبدؤون بتقليدنا لأنهم يرغبون بإشراكهم في الحديث، كما أن ذلك يعتبر أسلوبهم في ممارسة المهارات الاجتماعية.

2. يتساءلون عن كل شيء

“لماذا” المرعبة!

“ماما لماذا تمطر؟ … ولكن لماذا؟ … لماذا؟”

وقبل أن تدركوا ستكونون قد أجريتم حديثاً لمدة 15 دقيقة عن المطر وجزيئات الغيوم مع طفلكم ذي الثلاث سنوات.

هذه الأسئلة هي في الواقع علامة جيدة تشير إلى أن قشرة الدماغ الأمامية (prefrontal cortex) ناشطة. إن هذه القشرة الدماغية مسؤولة عن حل المسائل، والتحكم بالانفعالات، والتنظيم العاطفي، والانتباه والتركيز، والتنبؤ بالعواقب، والتخطيط للمستقبل. تزداد هذه العضلة قوة مع كل “لماذا”. تتحكم في الغالب الأقسام السفلية من الدماغ بتصرفات الأطفال، وهذه الأقسام مسؤولة عن العواطف وردّات الفعل. أما “لماذا” فتصدر من الأقسام العليا في الدماغ المسؤولة عن التفكير المنطقي، وبالتالي فإنه ومع الوقت ستعمل جميع أقسام الدماغ بشكل متكامل مع بعضها.

3. النوبات

على لا شيء وكل شيء.

اتضح ان الامر يحدث لمنفعة ما.. فالجزء الدماغي المسؤول عن إظهار التهديدات والمشاعر مكتمل كلياً. بينما الجزء المسؤول عن تنظيم هذه المشاعر ليس ناضجاً. لذلك عندما يشعر أطفالنا بشيء ما، فإن هذا الشعور يخرج من أجسادهم على شكل سلوك معين. والنوبة هي متنفّس عاطفي للمساعدة في تهدئة الأجزاء التفاعلية من الدماغ -نوع من تخفيف التوتر -حتى يتمكنوا من الوصول إلى الأجزاء الخام من الدماغ وتنميتها. إن علم الأحياء رائع كما ترون.

4. لا يثبتون على رأي

دائما ما يفعل طفلي هذا الأمر. يقول: “أريد بيجامة سيارة الإطفاء.” فأعطيه البيجامة المرغوبة، فيصرخ: “كلا أنا لا أريد هذه!” فتشرعين في استعادتها فيقول: “بلى أريدها! أريدها!”

لحظة، ماذا؟ أنا حرفياً تائهة في متاهة طفلي الكلامية.

إن اتخاذ الخيارات يبدو أمرًا عادياً بالنسبة لنا لأننا نقوم باتخاذ مليار قرار في اليوم، أما الأطفال فما زالوا يتعلمون تحديد الخيارات واتخاذ القرارات. لماذا لا يستطيع الأطفال أن يتخذوا قراراتهم؟ حسنًا، تتأثر عقولهم بشكل كبير بمشاعرهم وتتغير عواطفهم باستمرار (حتى بين الثانية والأخرى!). هذا كله جزء من عملية تمرين عضلة الدماغ الأمامية (prefrontal cortex).

ترقبوا في المقالة القادمة: 4 تصرفات أخرى مزعجة يقوم بها أطفالنا ولكنها تنمي دماغهم

اترك رد