إلى الأهل المحبطين : 5 نصائح أخرى لتربية مراهق سعيد(2)
لدي ثلاثة أطفال، ابنتي تكبر أخوتها الصبيان بأربع سنوات. في يوم من الأيام أثناء رحلة طويلة بالسيارة، أصيبت ابنتي بنوبة غضب كبيرة.
كانت تصرخ وتركل برجليها، الأمر الذي شتت انتباهي عن القيادة. ركنت السيارة وحاولت تهدئتها. صدقاً، لم أفهم حتى لماذا كانت تبكي، أو بالأحرى تصرخ.
بعد لحظات قليلة، استوعبت أنها غضبت بسبب عدم قدرتها على ارتداء حذائها الذي وقع من تلقاء نفسه. نعم، قد استفزها هذا التفصيل الصغير.
قلت لنفسي إن هذا الأمر ينبأ بالمراهقة!
حينئذ، استدرت نحوها وقلت لها، “أتعلمين، يمكنك اختيار أن تكوني سعيدة!”. هنا، من خلال دموعها، أجابتني بحالة من الهدوء المثير، “لا أرغب في أن أكون سعيدة”.
ها، كما لو أنها طعنتني بسكين في المعدة!
يمكن أن يكون التقارب مع شخص حزين أمراً بائساً. وخاصة إن كان حزنه “خياراً” بالنسبة له. تدفعنا فطرتنا كأهل إلى أن نبذل قصارى جهدنا كي نسعد أطفالنا. الحقيقة أن سعادتنا ترتبط ارتباطاً وثيقاً بسعادة أطفالنا. لذلك، نقلق. والواقع أننا لا نرغب لأطفالنا أن يعانوا، حتى ولو كان بسبب أمر نعتبره غير صحيح.
أخيرا، فهمت أنني لا أستطيع إسعاد طفلتي. جل ما يمكنني القيام به هو تشجيعها ومساندتها حتى تختار أن تكون سعيدة.
يمكنني أن أرشدها إلى الطريق…
الآن وقد دخلت مع أولادي في مرحلة المراهقة المربكة، سأقدم لكم نصائح لتربية مراهق سعيد.. في المقالة السابقة ذكرنا 4 نصائح والآن نذكر لكم 5 نصائح أخرى للتربية مراهق سعيد
5. ابتكروا طقوساً عائلية ممتعة
إن الطقوس تعزز الروابط العائلية وتعطينا دوافع للابتهاج. يمكنها أيضاً أن تساعدنا على تذكر اللحظات الجيدة التي قضيناها معاً، الأمر الذي يجعلنا سعداء عندما نشعر بالتوتر، أو الحزن، أو الاكتئاب.
تشعر ابنتي مؤخرا بحنين شغوف إلى الماضي، أراها تستمع إلى موسيقى برامج تلفزيونية قديمة كانت تشاهدها سابقاً وتجلس مع أخوتها لتشاهد أفلاماً شاهدوها معاً منذ سنوات عدة.
6. ساعدوا مراهقكم ليكتشف نقاط قوته
كيف يمكن للمراهق أن يؤثر على العالم ويحسنه؟ بأي موهبة يتمتع؟ ماذا يحب؟ ما الذي يحفزه أو يبقيه مندفعاً؟ يمكنكم أن تجعلوه يلاحظ هذه الأمور شفهياً أو من خلال الطلب منه أن يساعدكم على القيام بشيئ تعرفون أنه ماهر به.
7. علموا مراهقكم أن يضع أهدافاً
تنشأ السعادة عندما نكبر، ونتعلم، ونعمل على إنجاح شيئ ما. لم نخلق كي نبقى جالسين في مكاننا… مهما كان يفكر به مراهقكم.
بالطبع، لا يمكنكم إجباره على وضع الأهداف وتحقيقها، لكن يمكنكم أن تظهروا له كيفية اختيار الأهداف، والتحدث إليه عن أهدافكم أو تشجيعه على تجربة أمر جديد. لستم مرغمين على تسمية هذا الأمر ب “تحديد الأهداف” إن كان لا يتناسب مع ابنكم. كونوا مبدعين وساعدوه على اكتشاف السعادة والتقدم والتحسن.
8. وفروا لمراهقكم فرصة لخدمة الآخرين وإظهار اللطف
يمكن لهذين الأمرين إعطاء قدر كبير من السعادة الدائمة. هناك مقولة جميلة: “السعادة مثل المربى. لا يمكنك أن تنشرها، ولو قليلاً، دون أن تلطخ نفسك.”
قوموا ببعض الأمور اللطيفة في العائلة، وفروا الفرص، اعثروا على طرق يمكن لمراهقكم من خلالها تأدية خدمة لها فائدة فورية أو تعني شيئاً لأحد ما. بالإضافة، دعوه يشارك في المجتمع إن استطعتم، اطلبوا منه تحضير الغذاء أو إحضار تحلية لأحد ما.
9. ساعدوا ولدكم على الاعتناء بصحته الجسدية
الغوا الشاشات قبل النوم، وحضروا عشاء ووجبات خفيفة صحية، وذكروا ولدكم المراهق بأن يشرب المياه من وقت إلى آخر، وقوموا بنشاطات جسدية عائلية.
من الصعب أن نكون سعداء عندما نشعر بالجوع والتعب! الواقع أن هذا الأمر يؤثر أيضاً على المزاج. بالمناسبة، ألا تشعرون أنكم تميلون إلى الصراخ أكثر عند الشعور بالتعب أو الجوع ؟
نصيحة: مارسوا الامتنان معاً
يمكن أن نضيف الكثير من السعادة إلى حياتنا عندما نقدر ما لدينا. اسألوا مراهقكم عما هو ممتن له عند العشاء، وقولوا له عما أنتم ممتنين له أيضاً، واكتبوا كلمات شكر للآخرين، واهدوه
دفتر لكتابة ما هو ممتن له إن كنتم تعتقدون أنه سيكتب فيه من وقت إلى آخر، إلخ.
اقرأ الجزء الأول من المقالة:
إلى الأهل المحبطين : 4 نصائح لتربية مراهق سعيد(1)